Sunday 26th october,2003 11350العدد الأحد 30 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أضواء أضواء
رمضان اليوم... ورمضان زمان
جاسر عبدالعزيز الجاسر

كل عام وأنتم بخير... إذ يهل علينا شهر رمضان المبارك، الذي ينتظره كل المسلمين المؤمنين للتخفيف من ذنوبهم والتقرب أكثر فأكثر إلى خالقهم بفعل الخيرات وتأدية الفرائض والواجبات الدينية و الاجتهاد في الاكثار منها.
شهر رمضان المبارك كله فضائل، فأيامه تؤكد إيمان والتزام وصبر المسلمين ولياليه كلها عبادة وتبتل وتقرب إلى الله.
في شهر رمضان المبارك يكون المسلم المؤمن أقرب إلى ربه، ولذلك فهو يكون في هذا الشهر الفضيل أكثر صدقاً، وأكثر شجاعة، وأكثر إيماناً، ولهذا فلا عجب أن حقق المسلمون في هذا الشهر الفضيل أكثر الانتصارات والغزوات الكبرى تميُّزاً وروعة والتي كان آخرها انتصار رد الكرامة العربية ومسح عار الهزيمة، فانتصار حرب رمضان «6 أكتوبر» ما كان ليحدث لولا إرادة الله الذي كافأ به المسلمين المؤمنين الصادقين الصائمين الذين خاضوا الحرب وهم صيام يؤكدون بذلك أن المسلم القوي خير وأحب إلى الله من المسلم الضعيف، وان الصيام لا يمنع المؤمن من أن يتفوق في أداء عمله، ويبدع كما حدث في حرب رمضان وغيرها من المعارك والغزوات الإسلامية المشرفة عبر التاريخ الإسلامي الطويل، ولهذا فإن الذين يتراخون في هذا الشهر الكريم ويتلكؤون في أداء عملهم يقضون النهار سُباتا، والليل معاشاً، يسهرون ويلهون، يقضون ساعات الليل وأمامهم ما لذَّ وطاب، يلتهمون الحلويات والأكلات الدسمة، فيقومون إلى أداء الصلاة وهم يجرُّون أرجلهم متثاقلين بعد أن تسحروا إلى حد التخمة أمام الفضائيات، ثم يتجهون إلى أسرَّة النوم ليقضوا كل النهار نياماً. هؤلاء وإن صاموا عن الأكل والشرب، هذه الفئة من «الصائمين» الذين أصبحوا - والعياذ بالله - ظاهرة في بعض الدول الإسلامية، أخذوا يتزايدون بعد تمادي بعض المحطات الفضائية التي أصبحت تنتظر شهر رمضان المبارك في شحن لياليه بمسلسلات الإثارة المليئة بالفتنة والاغراء، والمسابقات التي هي نوع من المقامرة التي يحرمها الإسلام في الأيام العادية فما بالك بأيام رمضان المبارك، وهذه المسابقات التي تطلب من المشاهد الاتصال بالرقم 700، وأن يبدأ الاتصال حتى تبدأ «الحسَّابة تحسب».. أي يتكفل بعدها المتصل المقامر في هذه الأيام الفضيلة بدفع عشرات أو مئات الريالات بانتظار الوهم الذي تعرضه المحطات الفضائية.
اللهمَّ ابعِدنا عن الانشغال بغير عبادتك في هذا الشهر الفضيل، ومكِنَّا من تأدية الشعيرة الفضيلة بروح المؤمن الصادق، صياماً وقياماً والمسلمين كافة.
شكراً لكل الاتصالات والتهاني التي أرسلت عبر الفاكس، وعبر رسائل الجوال.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved