* هل الوقاية من أمراض الشرايين التاجية ممكنة؟
- لا شك أن أمراض الشرايين التاجية وبالأخص القصور الناتج عن عملية التصلب أصبح منتشراً بصورة واضحة، حتى صار السبب الأول للوفاة في معظم أقطار العالم وبالأخص الدول المتقدمة لدرجة أن هذا المرض يقضي على مليون أمريكي سنوياً. وللأسف الشديد انتشر المرض أيضاً بصورة مخيفة في الأقطار النامية حتى صار يأخذ طابع الوباء.
* ماذا يعني قصور الشرايين التاجية؟
- القصور يعني تحول الشريان المرن المطاط الأملس من الداخل إلى شريان صلب غير مرن وخشن من الداخل.. ويحدث هذا نتيجة ترسبات من الدهون داخل جدار الشريان وبالتحديد أسفل بطانته مما يحدث ضيقاً وهذا بدوره يؤدي إلى القصور. وفي المراحل المتقدمة للمرض قد تنفجر هذه البطانة وتخرج المادة الدهنية لتتفاعل مباشرة مع تيار الدم مما يؤدي إلى حدوث جلطة داخل الشريان التاجي، وذلك بدوره يؤدي إلى ما يسمى باحتشاء عضلة القلب، وما لذلك من تداعيات خطيرة على صحة الفرد المصاب وعلى الأسرة وعلى الدولة اجتماعياً واقتصادياً.
* ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بقصور الشرايين التاجية وكيف يمكن الوقاية منها؟
- من الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بقصور الشرايين التاجية هي:
أولاً: ارتفاع نسبة الدهون بالدم وبالأخص نسبة الكولسترول والدهون الثلاثية: فبالنسبة للكولسترول وجد أن الليبوبروتينات منخفضة الكثافة هي الأخطر على الشرايين، وهي التي تؤدي إلى حدوث ترسبات الدهون داخل جدران الشرايين، وهذه الأنواع الخطرة موجودة بكثرة في الدهون الحيوانية واللحوم الدسمة والكبد والكلاوي والبط ولحم الضأن وصفار البيض.
أما الليبوبروتينات عالية الكثافة والأحماض الدهنية الغير متشبعة وجد أنها مفيدة للشرايين حيث إنها لا تترسب داخل جدرانها، كما أنها تمثل أداة لحمل الدهون الخفيفة بعيداً إلى الكبد، حيث يتم التخلص منها. وهذه النوعيات من الدهون المفيدة موجودة في الزيوت النباتية على العموم، وأيضاً في زيوت الأسماك. وقد أجريت دراسة حديثة ثبت خلالها أن تناول وجبتين من الأسماك الطازجة أسبوعياً يؤدي إلى خفض نسبة الإصابة بنوبات قلبية بنسبة 18%.
ثانياً: آفة العصر «التدخين» وهو يعتبر أخطر عامل مكتسب بيئياً يؤدي مباشرة إلى حدوث قصور الشرايين التاجية والسكتة القلبية، وقد وجد أن تدخين التبغ يؤدي إلى حدوث جلطة الشريان التاجي حتى في الشرايين السليمة وخصوصاً فيمن هم دون الثلاثين، حيث يؤدي التدخين إلى حدوث تقلص مباشر في الشرايين قد يؤدي إلى حدوث الجلطة، ناهيك عن كونه من أهم أسباب حدوث تصلب الشرايين. لأن التدخين يؤدي إلى المساعدة في أكسدة الدهون وترسيبها في جدار الشرايين.
وتشير آخر إحصائية إلى وجود أكثر من مليار مدخن في العالم.
ثالثاً: ارتفاع ضغط الدم الشرياني: وهذا من العوامل المساعدة المهمة في حدوث تصلب بالشرايين عامة والشرايين التاجية خا صة. فقد لوحظ ارتفاع في نسبة حدوث السكتات القلبية والدماغية بنسبة تصل إلى 30% لكل 7 مليمترات زئبق ارتفاع بضغط الدم الارتخائي، و15 مليمترات زئبق ارتفاع بضغط الدم الانقباضي عن المرضى الذين لا يعانون من ارتفاع ضغط الدم.
وفي دراسة أخرى لوحظ أيضاً أن إنقاص ضغط الدم الارتخائي 6 مليمترات زئبق ينقص الإصابة بأمراض الشريان التاجي بنسبة 18% وينقص الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة تصل إلى 40%. ومن هنا تأتي أهمية المحافظة على ضغط الدم في المعدل النموذجي وهو وفق آخر التوصيات الطبية ينبغي أن يكون 120/80 وألا يتعدى 140/90.
رابعاً: مرض السكري وظاهرة مقاومة الأنسولين: لوحظ أن ثلاثة أرباع الوفيات في مرضى السكري ينتج عن أمراض الشرايين التاجية. لذا فإن مريض السكر يحتاج لعناية خاصة للمحافظة على شرايينه وذلك يستلزم أولاً: المحافظة على نسبة السكر الطبيعية بالدم، وذلك باتباع نظام غذائي دقيق أو بالعلاج الدوائي والمتابعة. ثانياً: المحافظة على نسبة الدهون بالدم فلا تتعدى نسبة الكولسترول حاجز 180 مج%، ولا تتعدى نسبة الدهون منخفضة الكثافة نسبة 110 مج%، ولا تتعدى نسبة الدهون الثلاثية 150 مج% وذلك وفق آخر التوصيات العالمية.
أما ظاهرة مقاومة الأنسولين وهي توجد في مرضى السكري من النوع 2 فقط، وتعني ضعف مستقبلات الأنسولين بالأنسجة الطرفية، مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر والأنسولين بالدم. ويكون ذلك مصحوباً بارتفاع نسبة الدهون الثلاثية ونقص نسبة الدهون عالية الكثافة. ولذلك فإن أحدث صيحة في علاج مرض السكري اليوم هي التعامل مع ظاهرة مقاومة الأنسولين، ولحسن الحظ فقد أنتجت مجموعات حديثة من الأدوية للتعامل مع هذه الظاهرة وهي متوفرة الآن بالمملكة.
خامساً: السمنة وعدم ممارسة الرياضة: أصبحت السمنة تصنف الآن على أنها أحد الأمراض، وليس من الظواهر، وذلك لما لها من دور في حدوث ظاهرة مقاومة الأنسولين وحدوث قصور الشرايين التاجية. وقد انتشرت السمنة في مجتمعاتنا بصورة شبه وبائية، وذلك بسبب حالة الرفاهية التي يعيشها معظم أفراد المجتمع كالاعتماد الكامل على السيارة والمصعد والسلالم الإلكترونية مع تناول كميات كبيرة من السعرات الحرارية دون أن يقابل ذلك ممارسة أي نوع من أنواع الرياضة. ولذلك فإن أحدث التوصيات العالمية بأن يمارس الفرد يومياً على الأقل ثلاثين دقيقة متواصلة من أي نوع من أنواع الرياضة كالمشي المتواصل بخطى متوسطة السرعة.
سادساً: الضغوط النفسية والانفعالات العاطفية: وهذه أيضاً ثبت دورها كعامل مساعد في حدوث تصلب الشرايين التاجية. فقد لوحظ ارتفاع في نسبة حدوث النوبات القلبية بين الأشخاص الذين يعانون من القلق والاكتئاب والشخصيات من نوع «type A personality» أي الشخص ذو الذهن المتوقد الذي دائماً ما يحمل نفسه ما لا تطيق. ويرجع ذلك إلى النشاط الزائد لمركبات الكاتيكولامين «Catecholamines» وهي هرمونات تؤدي إلى نشاط زائد بالقلب مما قد يزيد من معدلات الإصابة بالنوبات القلبية.
لذا ننصح في النهاية بأن نتجنب الانفعالات المفرطة قدر الإمكان، وأن يتحلى الفرد دائماً بالشخصية الهادئة، ولاسيما أن ديننا الحنيف يحضنا على ذلك فلا حيلة في الرزق ولا شفاعة في الموت.
وقانا الله وإياكم من هذه الأمراض والأمراض جميعاً إن شاء الله.
الدكتور: عبدالفتاح الأصفر
دكتوراه أمراض القلب والشرايين
استشاري القلب بمركز النخبة الطبي
فقط بمركز النخبة الطبي البرنامج الشامل لفحص القلب:
1- الكشف الاكلينيكي الشامل.
2- فحص القلب بالموجات الصوتية بالدوبلر الملون.
3- رسم القلب بالمجهود لقياس جهد القلب بالكمبيوتر.
4- قياس الضغط 24 ساعة أثناء ممارسة المريض لحياته الطبيعية.
5- رسم القلب 24 ساعة «هولتر» أثناء ممارسة المريض لحياته الطبيعية.
|