بجوار مدخل إحدى المكتبات التجارية العملاقة الواقعة في مدينة الرياض كنت وكان أحد اخواننا المعوقين يحاول دخول المكتبة ولم يتسن له ذلك إلا بعد مساعدة احد المتطوعين، والسبب في ذلك ان منحدر العربات «Ramp» شديد الميول وغير مطابق للمواصفات والمقاييس المعمارية المعروفة.
ولم يكن ذلك المنحدر موجودا من قبل وأضافته المكتبة لاحقا بعد احساسها بمدى أهميته، وقد تعتقد المكتبة انها بعد اضافة ذلك المنحدر العشوائي راعت حقوق المعوقين.. وماذا بعد المنحدر؟.. وبعد تخطي المنحدر يدخل المعوق المكتبة ليجد مجموعة أخرى من المعوقات والصعوبات.. وللمعوقين الحق كل الحق في دخول تلك المكتبة العملاقة والتجول داخلها بسلاسة وراحة كسائر أفراد المجتمع.. وليست تلك المكتبة وحدها بل ومبانٍ أخرى ما زالت تتجاهل حقوق المعوقين..ادخلوا تلك المكتبة وسترون الأسباب «الممرات» كم هي ضيقة وغير صالحة لمرور عربة معوقين..
اسألوا العاملين في المكتبة هل لديهم دورة مياه خاصة بالمعوقين؟
راقبوا العقبات العديدة التي تقهر المعوقين وتعوقهم عن استخدام المكتبة..
دعونا من كل ذلك وفكروا بالمنطق: كيف سيصعد المعوقون إلى الطابق العلوي والمكتبة لم توفر لهم وسيلة الصعود المطلوبة «مثل مصعد معوقين»..
هذه المكتبة مع الأسف غير مؤهلة لاستخدام المعوقين، والمعاناة الحقيقية التي لا يدركها البعض ان المعوق عندما يرى المنحدر يعتقد ان المكتبة مؤهلة لاستخدام المعوقين فيدخل المكتبة ليصطدم بذلك الواقع المرير..
فإما ان تراعي تلك المكتبة حقوق اخواننا المعوقين وتؤهل نفسها لاستقبالهم وهذا هو عين الصواب.. أو لتكن واضحة أمام المعوق وتوضع لوحة ارشادية مكتوب عليها: عفوا المكتبة غير مخصصة للمعوقين.. وحينئذ سيكون للمجتمع معها حساب..
لم يعد هناك خيار لدى تلك المكتبة ومثيلاتها سوى اصلاح تلك الأخطاء التصميمية، وهي أخطاء غير مقصودة ولا ألوم صاحب المكتبة عليها، واللوم كله ألقيه على عاتق المهندس المعماري المصمم لهذه المكتبة ومساعده مهندس الديكور «إن كانت المكتبة استعانت بمهندس ديكور»..
وبعدما تجلت لصاحب المكتبة تلك المشكلة هل سيبادر بحلها؟ بإذن الله سيبادر.. وليوفقه الله.
|