* مدريد - الوكالات :
خرج بضعة آلاف في مسيرة سلمية في وسط مدريد احتجاجاً على مؤتمر للمانحين الدوليين لتمويل إعمار العراق منعقد في العاصمة الاسبانية.
وقال ديفيد لورنتي وهو طالب من مدريد كان في المظاهرة مع أبويه «يقولون إنهم هنا لاعتبارات انسانية... لكن ما يريدونه هو تحقيق أقصى ربح من بلد دمرته حرب كان من الممكن تجنبها».
ورفع متظاهرون من جميع الأعمار لافتات ملونة كتبت عليها عبارات «لن ندفع ثمن نهبك» و«لصوص بوش».
واصطف عشرات من أفراد الشرطة وارتدى بعضهم خوذات صلبة على الطريق وحلقت طائرة هليكوبتر للشرطة فوق الرؤوس لكن المسيرة نحو تجمع حاشد في ميدان بويرتا ديل سول التاريخي مرت دون عنف.
ورغم ان منظمي المظاهرة قالوا عند بدء المسيرة انها ستضم عشرة آلاف متظاهر قدر رجال الشرطة عددهم بما يقرب من ألفين.
وردد كثير من المتظاهرين هتافات تصف الرأسماليين بأنهم «اللصوص الحقيقيون» وهتف آخرون «مانحون لا.. بل لصوص».
وكان رئيس الوزراء الاسباني خوسيه ماريا أزنار واحدا من أقوى المؤيدين للحرب التي شنتها الولايات المتحدة على العراق رغم ان استطلاعات الرأي أشارت الى ان أكثر من ثلاثة أرباع الاسبان عارضوها.
قالت تريزا وهي طبيبة «انعقاد هذا المؤتمر هنا مصدر حرج لأسبانيا».
ومضت تقول ان المانحين «لن يقدموا للعراق شيئا. سيطالبونه بثمن. فهم يريدون كسب أموال من العراق».
وبينما اجتمعت وفود نحو 70 دولة ومنظمة دولية في المؤتمر توقع مسؤولون أمريكيون ومن البنك الدولي بأن يحصل العراق على قدر كبير من المعونة، حيث بدأت الاموال تتدفق عشية انتهاء أمد المهلة للتقدم بتعهدات رسمية.
غير ان الشكوك ما زالت تحيط بحجم الاموال التي ستساهم بها دول عربية غنية لاعمار العراق وبما اذا كانت العملية ستكون مثمرة ما لم يتم التصدي لمديونية العراق الكبيرة.
من جهة اخرى قال مسؤولون في شركات اجنبية ان شركاتهم ترى فرصا كبيرة لتحقيق مكاسب سريعة في عراق ما بعد الحرب لكن القلق إزاء الجريمة واعمال العنف سيمنع بعض الشركات من اتخاذ هذه الخطوة قريبا.
وقال جون هوبكنز رئيس مجموعة شركات فلور الهندسية الامريكية اثناء اجتماع بشأن استثمارات القطاع الخاص في العراق «تحقيق أي شركة لمكاسب.. اظن انه ممكن في غضون عام».
ويجتمع ممثلو اكثر من 300 شركة من نحو 50 دولة مع وزراء ومسؤولين عراقيين في مدريد لبحث إمكانية إقامة مشروعات في حين يبحث ممثلو الحكومات في مؤتمر المانحين جمع مليارات الدولارات للمساعدة في إعادة اعمار العراق.
وكان رئيس شركة اوروبية لتصنيع الاسمنت اكثر تفاؤلا حيث قال ان المكاسب ستتدفق «على الفور». واضاف «يتميز العراق بانخفاض التكاليف وبالتالي يتمتع بقدرة تنافسية هائلة .. نحتاج الى حجارة وطاقة. ولديك طاقة رخيصة جدا».
وتابع ان «التشريعات جيدة والسوق جيد لكن ليس هناك امن».
وقال مسؤول بشركة فلتر الامريكية لمعالجة المياه ان «المشكلة الرئيسية وهذا ما اسمعه من جميع الشركات الاجنبية هي الوضع الامني»، وردد العديد من المسؤولين نفس المخاوف.
وقال ان هناك حاجة الى انفاق 14 مليار دولار على شبكة المياه بالعراق على مدى السنوات العشر القادمة.
ومنذ اعلان انتهاء الحرب في مايو ايار يعاني العراق من هجمات تستهدف الجنود الاجانب وموظفي الامم المتحدة والبنية الاساسية مع استمرار جرائم الشوارع.
وأبدت بعض الشركات خاصة غير الامريكية ترددا في الاستثمار في العراق في الاجل القريب.
وقال جبريل خياط وهو رئيس مجموعة كندية سويسرية «ان الامر سابق لأوانه».
واضاف خياط وهو كندي مولود في العراق ان «العوامل السائدة في العراق .. سياسية واجتماعية واقتصادية .. لا تشجع استثمار القطاع الخاص الاجنبي»، وسرد عددا من المشاكل بدءا من نقص الفنادق الى ارتفاع اقساط التأمين على العاملين.
غير ان بعض رجال الاعمال ومسؤولين عراقيين قالوا انه مع بدء تدفق الاستثمارات على البلاد فإن اعمال النهب وجرائم الشوارع ستنخفض على الارجح حيث توفر الوظائف درجة من الاستقرار.
وقال مسؤول بمؤسسة ديملر كرايسلر الالمانية الامريكية للسيارات ان الوضع الامني معقول.
واضاف تيم ماكبرايد احد نواب رئيس ديملر كرايسلر «نعتقد ان هناك ما يكفي للبدء بجدية في استكشاف كيف يمكن توسيع نطاق اعمالنا في العراق .. لا أرى ان علينا الانتظار حتى يخلف الحكومة المؤقتة هيكل ما».
|