* واشنطن - الوكالات :
حاول وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفلد التقليل من أهمية تسريب احدى مذكراته الى الصحافة قائلا ان الامر يتعلق بخلل داخل البنتاغون.
وقال وهو يبتسم «اعتقد اني اعلم ماذا جرى»، واضاف «ارسلت المذكرة الى اربعة اشخاص فقط»، الى رئيس اركان الجيوش الأمريكية ريتشارد مايرز ومساعده الجنرال بيتر بايس ومساعد وزير الدفاع بول وولفوفيتز ونائب الوزير دوغلاس فايث.
واوضح ان «احد هؤلاء الاشخاص مسافر وان معاونيه هم الذين تسلموا المذكرة» ولكنه لم يوضح من هو المسؤول المسافر.
وتابع رامسفلد قائلا ان احد هؤلاء المساعدين «قال عجبا، انها اسئلة مهمة وسأوزعها على الفريق ووزعها على عدد من الاشخاص كي يكونوا قادرين بعد عودة رئيسهم على اعطاء الاجوبة على المذكرة».
واضاف ان «أحد هؤلاء الاشخاص الذي تسلم المذكرة اعتقد على ما يبدو انه بيان صحافي».
ورأى رامسفلد في المذكرة انه من «المستحيل» اصلاح الجيش بسرعة تسمح بالمشاركة بشكل فاعل في مكافحة الارهاب، وانه قد يتحتم تشكيل «مؤسسة جديدة» للقيام بهذه المهمة.
وتساءل رامسفلد «هل نحن سائرون الى النصر او الهزيمة في الحرب على الارهاب؟».
مضيفا «هل يمكن وصف وضعنا الحالي بانه كلما عملنا بكد تراجعنا اكثر الى الوراء؟»
واشار الى «نتائج متفاوتة» في التصدي لتنظيم القاعدة الارهابي و«تقدم معقول» في مطاردة المسؤولين العراقيين السابقين و«تقدم ابطأ بقليل» في مطاردة مسؤولي طالبان.
واشار رامسفلد الى انه كتب هذه المذكرة على عجل بعد لقائه قادة العمليات العسكرية للاشارة الى ما اثار عنده هذا اللقاء من تساؤلات.وقال وزير الدفاع الامريكي انه كان يعني كل كلمة قالها في المذكرة وكانت موجهة لقادة في وزارة الدفاع «البنتاجون» تشكك في التقدم في الحرب الأمريكية على الارهاب.
ونفى رامسفيلد الاتهامات التي وجهها اليه منتقدوه بانه ومسؤولي الادارة حاولوا على مدار اشهر رسم صورة وردية للوضع في العراق في الوقت الذي كان يخفي شكوكه وقال ان طبيعة وظيفته ان يثير تساؤلات بشأن الحرب على الارهاب التي اطلقها الرئيس الامريكي جورج بوش بعد هجمات 2001 على امريكا.
ويأتي تسرب المذكرة في اعقاب تسريبات اخرى في واشنطن حيث تتجادل وزارة الخارجية الأمريكية والبنتاجون حول من الذي يجب ان يتولى ادارة شؤون العراق في الوقت الذي تتعرض فيه قوات الاحتلال الأمريكية لمقاومة قوية بشكل غير متوقع.ولم يكن واضحا ان كان احدث تسرب قد اجيز من رامسفيلد ام انه حدث بواسطة احد منتقديه داخل الحكومة لكن دفاعه القوي عما ورد فيها يبدو كما لو انه يحاول نزع اسلحة خصومه.
وقال رامسفيلد «اعدت قراءة المذكرة في الصيغة واعتقد انها «ليست سيئة»..لا اعتقد ان اي شخص يمكن ان يتولى منصب كوزير الدفاع ويطلب منه ان يسجن عقله ويتوقف عن التفكير. وهذا السبب الذي نحن هنا من اجله وهو ان نحاول ان نفكر في افضل مصالح الشعب الامريكي ونسأل اسئلة من النوع المهم والتي تمثل اختبارا».
واضاف رامسفيلد قائلا «ما فعلناه هو اننا استخدمنا كامل قدراتنا بشكل سليم ودقيق وباقصى قدر للغاية ووازنا بين ما نراه يحدث وما نعتقد انه يجب ان يكون عليه الوضع».
واستطرد بالقول «منذ البداية الاولى قلنا ان هذه الحرب العالمية على الارهاب هي حرب صعبة. وسوف تأخذ وقتا طويلا. وسوف تحتاج الى تعاون كثير من الدول».
|