Friday 24th october,2003 11348العدد الجمعة 28 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

ما حدث لك كرامة ما حدث لك كرامة

* س: - عرف عني بعض الذين يصاحبونني أنني ذو فأل حسن وحصل هذا كثيراً مثلاً، كنا نقضي بعض الصيف في /شاطئ نصف القمر/ في الشرقية كنا نستأجر مركبا وسار بنا وسط البحر قرابة «10 كم» وفي حال قربنا من الشاطئ «1 كم» تقريبا أراد قائد المركب الاستعراض أمام المشاهدين في يوم 15/5/1424هـ عصرا مال المركب بعنف بزاوية حادة قرابة «80 درجة»، فسقطتُ وسقطت أختي «54 سنة»، فهال هذا القائد واضطرب جدا وبدا عليه الخوف والعجلة في الحركات المعاكسة حتى ينقذنا.
خاف وبدأ عليه نوع من الهلع الواضح وانزعج فإذا (بدلفين) كبير يرفعنا برأسه وأحياناً بمقدمة ظهره وكتفه حتى ركبنا، ومرة أخرى ظمئتُ جداً ما بين «القصيم والمدينة» والسكر شديد عليَّ يصل أحياناً (400)، وأنا ما بين الصويدرة وعقلة الصقور أوقفتني امرأة وسط من النساء فوقفتُ وأنا ما بين تعب شديد وإحساس (بالدوخة) فقالت: اشرب.
ما هذا..؟ ماء نظيف بارد
من أنتِ..؟ اشرب «الله هداك»
أحسستُ بتأثيرها عليَّ فشربتُ فما شربت بعدها حتى وصلت بريدة بل من الغد.
وكثير حصل لي من هذا، فهل هذا (فأل.. حسن)..؟
وهل حصل لأحد من قبل..؟

عبدالله. م. م. أ.. بريدة.. القصيم
* ج: - كم كنتُ أود سرد بعض الحالات التي حصلت معك لكن ما ذكرته فيه كفاية ليكون ما حدث «كرامة» فإن صفات وضوابط الكرامة تنطبق على ما ذكرت هنا وتختلف الكرامة عن الفأل،
فالتفاؤل هو التعلق بالله سبحانه وتعالى وكمال اليقين به بما تراه، أو يُصادفك من منظر حسن أو اسم حسن أو كتاب حسن، ونحو هذا.
أما الكرامة فهي حصول الشيء عند الضرورة ليحصل ما يسر، والكرامة أنواع، ما ذكرته أنت نوع منها /دون ريب/ كما حصل /للبخاري/ ومسلم/ وأحمد بن حنبل/ وابن تيمية/ والعز بن عبدالسلام/ وعبدالله بن مسلمة القعنبي/ وأمثالهم خاصة ما حصل لكثير من الصحابة وخيار وتقاة كبار العلماء من التابعين في القرون الثلاثة المفضلة، وقد تحصل للعامي والأمي بحسب حال نيته وصدق يقينه بالله سبحانه وتعالى.
وقد تكون الكرامة استدراجاً واختباراً لبعض الصالحين ما لم يحذر ويعي حقيقة التوحيد/ وضابطه/ ولازمه/ وحقيقته:/ (مزالق النفس) (والهوى) (والشيطان).
وتظهر الكرامة كثيراً في حال (دعوة المظلوم) مهما كان أمر الظالم بما ينزل الله على المظلوم من السكينة، وتقل الواقع الظالم عليه، فالسكينة بحد ذاتها كرامة عظيمة، ثم يُجيب الله تعالى المظلوم بما يقع للظالم وعليه من (فتن وقلق وتعلق كبير بالحياة بصورة من الصور) وحتى نقف على مادية الكرامة ما جرى من ذلك للصحابي الجليل خُبيب وصاحبه: زيد ابن الدثنة، سوف - إن شاء الله تعالى - أورد قصة صحيحة عجيبة تعتبر مثلاً عبْر القرون مما يؤخذ منها من الحكم والفوائد العملية
الجليلة جاء في البخاري وأثبته النواوي في (الرياض) ص 516/517/518 نشر المكتب الإسلامي ببيروت قال:
(وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم عشرة رهط عيناً سرية، وأمَّرَ عليهم عاصم بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه، فانطلقوا حتى إذا كانوا بالهدأة بين: عسفان ومكة ذكروا لحي من هُذيل ويقال لهم: بنو لحيان، فنفروا لهم بقريب من مائة رجل رام فاقتصوا آثارهم، فلما أحس بهم عاصم وأصحابه لجأوا إلى موضع فأحاط بهم القوم،
وقالوا:
* أنزلوا فأعطوا بأيديكم ولكم العهد والميثاق ألا نقتل أحداً،
فقال: عاصم بن ثابت:
أيها القوم: أما أنا فلا أنزل على ذمة كافر اللهم أخبر عنا نبيك،
فرموهم بالنبل فقتلوا: عاصماً،
ونزل إليهم ثلاثة نفر على العهد والميثاق منهم خُبيب، وزيد ابن الدثنة ورجل آخر فلما استمكنوا منهم أطلقوا أوتار قسيهم فربطوهم بها،
قال الرجل الثالث:
هذا أول الغدر، والله لا أصحبكم ان لي بهؤلاء أسوة، يُريد القتلى،
فجروه وعالجوه فأبى أن يصحبهم فقتلوه، انطلقوا بخبيب وزيد بن الدثنة حتى باعوهما بمكة بعد (وقعة بدر) فابتاع بنو الحارث ابن عامر بن نوفل بن عبد مناف خُبيباً،
وكان خبيب هو قتل الحارث يوم بدر فلبث خُبيب عندهم أسيراً حتى أجمعوا على قتله، فاستعار من بعض بنات الحارث «موسى» يستحد بها فأعارته فدرج بُني لها وهي غافلة حتى أتاه. فوجدته مجلسه على فخذه والموسى بيده،
ففزعت فزعة عرفها (خُبيب)،
فقال:
* أتخشين أن أقتله ما كنت لأفعل ذلك،
قالت:
والله ما رأيت أسيراً خيراً من خبيب (خ ب ي ب). فوالله لقد وجدته يوماً يأكل قطفاً من عنب في يده وانه لموثق بالحديد وما بمكة من ثمرة،
وكانت تقول: إنَّه لرزق رزقه الله خُبيباً فلما خرجوا به من الحرم ليقتلوه في الحل،
قال لهم خُبيبٌ:
دعوني أُصلي ركعتين فتركوه،
فركع ركعتين
فقال:
والله لولا أن تحسبوا أن ما بي جزع لزدت: اللهم احصهم عدداً واقتلهم بدداً ولا تُبق منهم أحداً». ثم أنشد بيتين من الشعر،
وجاء في آخر ص 518 قال النواوي رحمه الله (وفي الباب أحاديث كثيرةٌ صحيحة سبقت في مواضعها من هذا الكتاب منها:
1 حديث الغلام الذي كان يأتي الراهب والساحر.
2 ومنها حديث جُريج.
3 ومنها حديث أصحاب الغار الذين أطبقت عليهم الصخرة.
4 وحديث الرجل الذي سمع صوتاً في السحاب يقول: إسق حديقة فلان وغير ذلك).
فما ذكره الإمام النواوي في (رياض الصالحين) هُنا هو من الكرامات وبقراءة تلك الروايات من (الرياض) بتأمل وهدوء وطول نظر مكين يتبين لك يا أخ: عبدالله. م. م. أ) أن ما حصل لك هو من نوع (الكرامة).
حبذا زيارتي «لأمر مُهم» بخصوص المظلمة التي وقعت عليك منذ (18 سنة).

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved