طالعتنا الجزيرة في عددها 11334 بتاريخ 14/8/1424هـ في صفحة اقتصاد ما كتبه يراع د. عبدالعزيز داغستاني وما أبداه من تحليل دقيق ورأي صريح حول العولمة ماهو الا ما يبديه لسان حال الكثيرين الذين يهمهم مستقبل أمتهم ومايعود عليهم بالنفع والصلاح «فما من شك ان للعولمة من السلبيات ماهو كفيل بمسح هوية البلدان الداخلة في إطار عولمي يخفي في زواياه. تجريد الإنسان من واقعه وماضيه وطمساً لهويته العقائدية والعقدية وتبرير بما يسمى بمواكبة العصر واللحاق بركب الحضارة العصرية والذي لن يرحم من يتباطأ او يتغاضى عن الركب. فالعولمة ماهي الا قناع تظهر في ظاهره انتشال الأمم من قاع الفقر والجهل والظلم الى قمم التقدم والتطور، بينما تخفي في طياتها مدى جشع وشراهة القوى المادية الصرفة وذلك على حساب مقدرات واقتصاديات وثقافة الدول المعنية. فمنذ الثورة الصناعية والدول الكبرى تبحث عن بيئات صالحة لنموها الاقتصادي والتسريع في الكسب المادي من شتى الطرق، حتى تعدى الامر الى التدخل في اقتصاديات هذه الدول، ان العولمة بصورتها العامة تدعو الى عولمات كثيرة كعولمة الاديان وعولمة الانسان وعولمة الاقتصاد وعولمة الثقافات والعادات. فهي بهذا تزيل جميع الفوارق، وتجعل العالم كله تحت سقف واحد بغض النظر عن انتمائه الديني والعرقي والاجتماعي، وخلق نوع من التعايش الجديد على حد تعبيرهم، ولكن عندما نضع هذه التصورات تحت مجهر الحقيقة نجد أن هدف العولمة القوي يأكل الضعيف والضعيف يتبع القوى فوسائلها تلك ليست الا تبريراً لاهدافها وغاياتها. فلابد إذن ان يتماشى مع العولمة حسب ضوابط شرعية وأسس متينة وما يخدم المصلحة العامة والخاصة وما يحفظ للأمة هويتها الدينية والعرقية ويحفظ ثقافتها وعاداتها دون أن ننجرف مع تيارات العولمة فنأخذ منها محاسنها ونترك مساوئها، فعندئذ نكون قد وصلنا الى اسلمة العولمة بصورة إسلامية خالصة نستسقى منها ما ينفع الأمة في دينها ودنياها، وكما جاء في الحديث الشريف ما معناه «أنتم اعلم بأمور دنياكم» أسأل الله أن يحفظ لهذه الأمة قائدها وأن يحفظ المسلمين من كل مكروه.
سطام بن غازي الفايز - الرياض
almmlkh20@hot
|