أرجو منكم نشر هذه السطور لأم فقدت فلذة كبدها (ابنها الوحيد رائد عبدالله الضراب) البالغ من العمر 16 سنة فقدته في حادث مروري..
عندما تكون الحقيقة فوق الخيال وأقوى من الواقع وأمر من المر وأعمق بقسوتها من العمق نفسه.. عندها تكون الحقيقة فاجعة.. أليمة.. مرة.. مفاجأة عندما نعرفها نشهق.. نجري.. ونتوقف.. في تلك اللحظة وبلا تفكير نصبح في كابوس حقيقي من شدته.. تجف الدموع.. وتتوقف الأنفاس.. وتشخص الأبصار..
ونبدأ برفض المرارة.. رفض الخبر القاسي.. وينقطع الرجاء فعلا ينقطع الأمل وينقطع الرجاء.. ويبدأ صراخ داخلي عميق.. يوخز يؤلم.. ينزف فأصرخ بداخلي بقوة..إلا منك يا الله.. إلا منك يا الله لا ينقطع الرجاء يا الله يا الله.. ادفع رأسي إلى السماء يا الله ساعدني..
هون علي مصيبتي..حبيبي رائد الحب.. رائد القلب.. رائد الذوق.. نعم كان رائداً في الدنيا وكما قال أبي وسماه رائد الخير..
كان رائدا في كل شيء.. وهو عندك يا الله بإذنك رائداً في السماء.. سبقتني يا حبيبي واذقتني مرّ فراقك وأي مرارة فيه..؟!
يا وليدي يا قطعة من فؤادي كان رحيلك مفاجأة..!!؟ بالأمس خُلقت في هذا الكون وبسرعة اليوم رحلت عنه (رخيصة هي الدنيا) لا ندرك المعنى إلا.. بفراقك الأحبة..يوم فراق أبي مات جسدي وهو حي.. واليوم بفراقك يا رائد مات قلبي وهو ينبض.. فلمن بعدكما أعيش وهل للحياة بعد ذلك اليوم طعم أو لون؟! عصف بي ألمي ودق في حياتي ناقوس الدمع الأبدي.. نعم.. دموع بلا ملح دموع مرة لن تجف يا رائد فأنا لن أراك بعد اليوم.. حقيقة وغصة اشرب معها كل يوم رشفة من ماء زمزم حتى تهدأ نفسي وتستقيم أوضاعي حقيقة كانت بعيدة عن خاطري وأفكاري..
فذهبت يا حبيبي يا رائد قلبي بلا وداع لم تأخذ معك شيئاً ذهبت ولم تعد ولن تعود..
انجدني يا رب من شوقي ولهفتي لرؤيته..
وأمدني بالصبر لأقوى على بعده..
واجعله يا رب مع أبي في رحمتك..
فأحبابي يا الله أصبحوا بجوارك..
طامعين في رحمتك..
راجين مغفرتك..
متشوقين لدخول جنتك.. ونحن هنا في الدنيا الفانية..
سنصلي كثيراً لك يا الله وندعوك دائما أن تبعد عنا الشيطان لنصبر ونحتسب..
وكلنا رجاء وأمل لعفوك.. ومغفرتك..
حتى تجمعنا بأحبتنا في جنتك مع الشهداء والصالحين..
خذ بيدي يا الله وساعدني لتهدأ نفسي ويهدأ أهل بيتي..
قلب أمك إيمان
|