Friday 24th october,2003 11348العدد الجمعة 28 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الجواز الأخضر مكانته والإعلام المفقود الجواز الأخضر مكانته والإعلام المفقود
هزاع بن سفران

بعد الحادي عشر من سبتمبر تغيَّرت الكثير من المفاهيم والعلاقات بين الدول وأصبح هناك تحول في لغة الخطاب العالمي، وحدد العدو الذي تخشاه الدول العظمى (الإرهاب). واستغل هذه الأحداث أعداؤنا ضد مصالحنا، وأصبحنا نتخبط مندهشين من ذلك الحدث فلم نستطع العمل من هول الصدمة ولم يكن في خططنا الاستراتيجية ما يسمى بخطط الطوارئ، وأخذ الوضع يزيد سوءاً ونحن نقف متفرجين.
تهمنا كسعوديين احداث سبتمبر لما واجهناه من حملة إعلامية مضللة شرسة بعد تلك الأحداث قلبت الحقيقة وشوهت سمعة المملكة وصورة المواطن السعودي أمام العالم، وكان لهذه الحملة أهداف ومقاصد على جميع الأصعدة سياسي واقتصادي وثقافي وأمني ومن أهم تلك الأهداف.
بما أن المملكة تعتبر هي مركز العالم الاسلامي وهي تتزعم هذا التكتل الذي يرى بعض كتَّاب الغرب انه الخطر الذي يهددهم بعد انهيار الكتلة الشرقية في بداية التسعينات.
ان سيطرة اليهود على المؤسسات الإعلامية المؤثرة في الغرب عموما ونتيجة ذلك فهم يسعون من خلال هذه الحملة للضغط للحد من الدعم الذي تتبناه السعودية في دعم القضية الفلسطينية وخصوصا الحركات المقاومة التي تشكل الشوكة في فم إسرائيل.
ضرب العلاقة القديمة بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية من أجل السيطرة على المنطقة من خلال زعزعة هذه العلاقة، فالسعودية شريك مهم وقوي مع أمريكا وتعتبر شريكاً استراتيجياً من أجل توازن القوى في المنطقة.
تقول النظرية الفيزيائية لكل فعل ردة فعل. ولكي يبقى المواطن السعودي كصورته السابقة المواطن المثالي الذي تحترمه جميع الدول والتي كانت تسعى بأن يكون أحد زوارها فيجب أن يكون هناك حملة إعلامية وفق خطة تضاد تلك الحملة المسعورة. نلاحظ الفرق في التعامل بين الوقت الحاضر وقبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر وخصوصا عند الحصول على تأشيرة السفر للولايات المتحدة الأمريكية أو أوربا للدراسة او العلاج فنجد التشدد في إجراءات منح التأشيرة والاختلاف الكبير عن السابق، فكان الجواز الأخضر بمثابة إشارة المرور تعبر به جميع الدول دون موانع او عوائق تذكر، الا ما ندر فنحن لم نصل إلى درجة الاستغناء عن خبرات تلك الدول في شتى مناحي الحياة الضرورية. إذن كيف نعمل ليستعيد المواطن السعودي الصورة الحقيقية؟ وكيف نواجه تلك الحملة الشعواء بردة فعل مؤثرة ومدروسة تحقق اهدافها بالحقيقة والسهولة والوضوح التي تروق لتلك المجتمعات الذي يهمنا التعامل معها والاستفادة منها؟ ومن تلك الحلول التي يجب ان تتبع في مثل هذه الظروف مستقبلاً.
الأخذ في الاعتبار مثل هذه الحوادث مستقبلاً وكيفية التعامل معها والاستفادة منها لصالحنا. لا بد من وضع ما يسمى بخطط الطوارئ وفي جميع المجالات وعلى أعلى المستويات.
التركيز على حب الوطن في المناهج التعليمية وفي جميع المجالات.
العمل على مكافحة هذه الهجمة الشرسة وذلك بعمل خطة يشكل أعضاؤها من مجلس الشورى وزارة الخارجية وزارة الداخلية وزارة التعليم وزارة التربية والتعليم مؤسسة التلفزيون والإذاعة الغرف التجارية. وتحدد أهدافها وسياساتها وآلياتها ومن أهم الأهداف تحسين سمعة المملكة وصورة المواطن بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر والتركيز على ان الدين الإسلامي دين تسامح.
التأكيد على التخلي عن العمل الفردي ونتفهم ان العمل في منظومة تحقق الأهداف بسرعة وفعالية وقد شاهدنا أعمالاً فردية مثال ذلك: رجال أعمال سعوديون يقدمون تبرعات سواء لمنظمات أمريكية أو دول صديقة لها بالإضافة إلى أن سفارة المملكة في واشنطن قدمت إعلاناً مدفوع الثمن في وسائل الإعلام الأمريكية من اجل إظهار التسامح لدى المواطن السعودي وتحسين صورته، فأي عمل سواء صغر او كبر يتطرق لهذا الجانب لا بد ان يتم وفق خطة وضعتها اللجنة المشرفة حتى لا يكون هناك تضارب في العمل وان تتحقق المصلحة الوطنية التي تهم الجميع وننجح فيما هدفنا إليه.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved