إن شهر رمضان شهر كريم وضيف عزيز ليس لشخص بعينه إنما هو حبيب إلى الله سبحانه وتعالى، وحبيب إلى رسوله صلى الله عليه وسلم، وإلى المسلمين جميعاً.
كيف لا يكون كذلك وهو شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، إنه شهر القرآن {شّهًرٍ رّمّضّانّ الذٌي أٍنزٌلّ فٌيهٌ القٍرًآنٍ هٍدْْى لٌَلنَّاسٌ وّبّيٌَنّاتُ مٌَنّ الهٍدّى" وّالًفٍرًقّانٌ}.إنه شهر الصيام والقيام، شهر الصبر والتقوى، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، هو شهر تصفد فيه الشياطين وتغلق فيه أبواب النيران وتفتح فيه أبواب الجنان، هو أيضاً شهر مضاعفة الحسنات.
حري بك - أيها القارئ الكريم - إذا علمت شيئاً من صفات هذا الشهر الكريم أن تستقبله أحسن استقبال، وأن تستعد للعمل والاستفادة من أيامه ولياليه أحسن استفادة واستغلال، لأنه الضيف الكريم فقد ذكر ابن رجب رحمه الله «أن السلف كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان وإذا انتهى بكوا على فراقه وسألوا الله القبول أشهراً أخرى.
إن الناس يختلفون في الاستعدادات والاستفادة من هذا الشهر كل بحسب غايته وطموحه؛ فأهل القرآن يتفرغون لقراءته والعاملون في مجال تفطير الصائمين يتأهبون له ويعملون بجد وإخلاص فيه وغيرها من مجالات العمل الصالح.كما أن أصحاب القنوات الفضائية يكرسون جل اهتمامهم وكبير جهدهم لتدنيس طهارة أيام وليالي هذا الشهر المبارك وللأسف الكبير أن هؤلاء القائمين على كثير من القنوات يعتبرون شهر رمضان هو الموسم الحقيقي للأرباح المادية للقناة ناسين أو متناسين حساب الله عز وجل «كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها» وليس للإنسان إلا ما قدم.
| 
