Friday 24th october,2003 11348العدد الجمعة 28 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

للأسرة دور في مواجهة المشكلات للأسرة دور في مواجهة المشكلات
التحاق الناشئة والشباب في حلق القرآن.. كيف نشجعهم؟

* كتب - مندوب الجزيرة
يلحظ المتابع لحلقات تحفيظ القرآن الكريم في المساجد، ومدارس التحفيظ المتخصصة أن هناك أعداداً كبيرة من الناشئة والشباب يحرصون على الالتحاق بهذه الحلق والمدارس، وأثبتت دراسة في هذا الجانب أن لأولياء الأمور أثراً كبيراً في هذا التوجيه.. كيف ننمي هذه الجوانب الخيرة في نفوس الآباء والأمهات، وما الدور المطلوب من أولياء الأمور في معالجة المشكلات التي تواجه الحفظة؟
في هذا التحقيق يطالب أهل الرأي بضرورة تقديم الحلول لمواجهة العقبات أمام الناشئة في حلق الحفظ، وأكدوا على أهمية دور الأسرة في توجيه الشباب نحو جمعيات التحفيظ، واقترحوا بوجوب اتباع الأسلوب التربوي الفعال الذي يساعد الأبناء على الحفظ والتلاوة.
يقول د. طارق بن محمد الخويطر من معهد القرآن الكريم بالحرس الوطني إن من نعمه تعالى إنزال القرآن الكريم لهذه الأمة، وأكبر النعم فيه تيسيره للحفظ قال تعالى: {وّلّقّدً يّسَّرًنّا القٍرًآنّ لٌلذٌَكًرٌ فّهّلً مٌن مٍَدَّكٌرُ} ولذا يجد المسلم أن الصغير والكبير والعربي والأعجمي لا يواجه صعوبة في حفظه وهذا أمر مشاهد وواقع أمام الجميع فكم تجد في حلقات التحفيظ من يحفظ القرآن كاملاً عن ظهر قلب وهو لم يتجاوز السابعة أو الثامنة من عمره، بينما النصارى واليهود لا يستطيعون حفظ التوراة والإنجيل ولا يوجد شخص واحد بينهم يحفظها وإذا عرفنا تيسير الله تعالى لكتابه ورأينا من يرغب في حفظه ولا يستطيع أو يصعب عليه عرفنا يقينا أن العلة ليست في الشخص نفسه وإنما في أمور خارجة.
عقبات وحلول
وذكر د. الخويطر بعض العقبات وحلولها في حفظ القرآن:
أولاً: من أهم العقبات عدم الترتيب في الحفظ أو عدم وضع جدول مناسب للحفظ فتجد الطالب يحفظ كثيراً مستعجلاً الحفظ الكامل فيبدأ نشيطاً ويحفظ وجهاً أو وجهين ويعتقد أنه سيثبت هذا الحفظ، وما علم أن ما حفظ سريعاً نسي سريعاً.
ثانياً: عدم تخصيص وقت للمراجعة، فالقرآن الكريم سريع التفلت كما ورد في الحديث الصحيح وإذا ما تعاهده المسلم تفلت منه ولذا رأينا جهابذة علمائنا يخصصون وقتاً لمراجعة خمسة أجزاء يومياً مع قوة ذاكرتهم وعلمهم الذي لا يخفى، فمن أراد أن يحفظ لابد أن يوجد وقتاً للمراجعة وإلا فالحفظ بدون مراجعة سينسى بأسرع وقت.
ثالثاً: لابد أن يشعر الطالب بفضل القرآن وحفظه وجزاء من حفظه حتى يكون هذا دافعاً داخلياً مستمراً معه.
رابعاً: وضع جوائز للراغبين في حفظ القرآن سواء أثناء الحفظ أو بعد الحفظ ومن ذلك مثلاً إعطاؤهم شهادات للحفظ تفضلهم على غيرهم عند التساوي في الأمور الأخرى.
خامساً: لابد من تشجيع الوالدين للحفاظ وعدم إشغاله في أمور تعطل مسيرة حفظه وأهم من ذلك عدم غمزه أو لمزه أو الاستهتار به.
سادساً: على الطالب أيضاً أن يحدد وقتاً للمراجعة يستمر عليه سواء بعد الفجر أو بعد العصر أو بعد المغرب، المهم أن يستمر على وقت للمراجعة ولا يتخلف عنه إلا في الظروف القاهرة.
سابعاً: انتقاء مدرسين أكفاء لهذه المهمة لهم خبرة طويلة وأهم من ذلك كونهم متفرغين وغير مشغولين بأمور أخرى وهذا يجعلهم يتابعون الطلاب متابعة دقيقة، ويساعدونهم أيضاً في المراجعة وتخطي الصعوبات.
ثامناً: إعطاء المدرسين للطلاب مكافآت مجزية تجعل المدرس يتفرغ مع الطالب تفرغاً كاملاً مصححاً ومراجعاً ومستمعاً.
بينما يرى المهندس عبدالعزيز بن عبدالله حنفي رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة جدة أن دور الآباء يمثل محوراً هاماً يساهم في تفعيل حلقات تحفيظ القرآن الكريم وانتشارها والأسرة كقناة تربوية وتعليمية تمثل نواة المجتمع واللبنة الأساسية التي من خلالها يتشكل الأفراد وتنمو قناعاتهم واهتماماتهم، وحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم «كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه» يدل دلالة واضحة على دور الوالدين وعمق أثرهما في التنشئة والتوجيه وأشار إلى كيفية تفعيل دور الآباء في توجيه أبنائهم الناشئة لحلقات القرآن الكريم. وهذا يتمثل في مجموعة من الاقتراحات:
- توعية أولياء الأمور بالخيرية الموعودة لحامل القرآن الكريم وما يضيفه دعمهم لأبنائهم من حصولهم على الأجر العظيم، فحافظ القرآن الكريم يلبس والديه تاج الكرامة يوم القيامة وهو يمثل لوالديه رافداً عظيماً من روافد الأجور التي لا تنقطع «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث ذكر منها.. أو ولد صالح يدعو له».
- نظراً لانشغال كثير من الآباء عن أبنائهم لظروف العمل وطبيعة الارتباطات فإن التقصير حاصل في المتابعة والتوجيه والجلوس معهم وتربيتهم بالمعايشة فتكون هذه الحلق هي إحدى البدائل المناسبة وهي تغني عن فكرة المربي الخاص التي كانت رائجة في العصور الإسلامية الأولى حيث كان الأب يعمد إلى معلم يوقفه براتب شهري ليعلم أبناءه القرآن والحديث والشعر والأدب ومكارم الأخلاق.
- حلق تحفيظ القرآن الكريم أفضل مجال للاستثمار العلمي والتربوي فكثير من الطلاب المتميزين والمتفوقين دراسياً ومهنياً هم من طلاب الحلق. والقرآن الكريم يضفي على حامله قدراً من الإبداع والتميز ويجعل المرء أكثر بركة في وقته وحياته.
ويقترح المهندس حنفي على أولياء الأمور للحصول على أكبر عائد وفائدة من حلق تحفيظ القرآن الكريم وهي:
- أن يكون هناك سجل يومي يعرض فيه الأب مقدار الحفظ والمراجعة.
- أن يكون هناك تشجيع دائم ومتصل من خلال السؤال - الهدية.
- التواصل مع مدرس الحلقة وزيارته بصفة دائمة.
الحفظ ليس وقفاً
على سن معينة
أما الشيخ منصور بن محمد السميح مدير معهد القرآن الكريم بالحرس الوطني فيرى أن حفظ القرآن الكريم ليس وقفاً على سن معينة بل إن عمر الإنسان كله زمن للقرآن ولديه القابلية لحفظه وتلاوته.. إلا أن حفظه منذ الصغر يمتاز بأنه أسرع وأثبت وأقوى ومشاغل الصغير أقل من الكبير.
مشيراً إلى أن المسلمين قديماً وحديثاً دأبوا على تعليم أبنائهم القرآن الكريم في سن مبكرة حتى إن الشافعي وابن حنبل وبعض الأئمة حفظوا القرآن في سن العاشرة أو قبلها.
ويقول السميح إن اتباعهم الأسلوب التربوي الفعال يساعد الأبناء على حفظ القرآن الكريم والذي يتمثل فيما يلي:
1- إخلاص النية من المعلم والمربي وكذا طالب العلم في التلاوة بأنها تكون لله تعالى من أجل مرضاته تعالى والفوز بالجنة والثواب العظيم.
2- الرغبة الصادقة من المعلم والمربي في تعليم القرآن الكريم لأولاد المسلمين ومحبة ذلك من أجل مرضاة الله تعالى.
3- أن يعود المعلم والمربي تلاميذه بعدم تجاوز سورة حتى يربط أولها بآخرها وذلك لتثبيت تلاوة السورة في ذهن الطلاب بشكل مترابط متماسك.
4- تعويد الطلاب على التلاوة التأملية وذلك بحضور القلب واستشعار عظمة الله تعالى وتشويق الطلاب للحفظ وقراءته دائماً دون كلل وملل مع الاهتمام بتشجيع الطلاب وتقديم الجوائز المادية والمعنوية وربط ذلك بمدى حفظ المتعلم وإتقان التلاوة والفهم لمعاني الآيات وربطها بالحياة اليومية.
5- التركيز على الأخلاق الحميدة والسلوك القويم والمحافظة على الوقت، وأن يكون الحفظ مرتبطاً بالسلوك.
وأكد السميح بأن الأسرة عليها واجب ومسؤولية عظيمة تجاه أبنائهم وتشجيعهم بكل ما يرفع من مستواهم العلمي والعملي.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved