Friday 24th october,2003 11348العدد الجمعة 28 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

حدث في المحكمة .. حدث في المحكمة ..
ظلم الأب لزوجته وأبنائه
يرويها فضيلة الشيخ الدكتور إبراهيم بن صالح الخضيري ( * )

تقدمت إلى القاضي في دولة شقيقة وقالت: إن زوجي الذي تزوجني وهو قبلي وأنا حضرية قد هرب إلى بلده وتركني ومعي أربعة من الأولاد وتركنا ضحية للتشرد والتسول ولا زلت في حباله فقد رفض أن يطلقني ورفض أيضاً أن يثبت أولادي منه بإثبات شرعي وأنا أطلب إثبات ذلك شرعاً وإطلاقي وفكي من قيده وأسره فأذنت المحكمة في تلك الدولة الشقيقة التي يقطن فيها السعودي وأمرته أن يجيب على دعوى المرأة فتملص مراراً ثم أثبتت المرأة بالبينة الشرعية أنه زوجها وقدمت ما يدل على ذلك من شهود حيث كانت هي وهو مفرطين بإثبات الزواج لأنه كان زواجاً بدون إثبات وبدون ضوابط نظامية فما كان منه إلا أن أنكرها وأولادها ثم تقدمت هي بالبينة والشهود العدول الذين أثبتوا نسبه بأبنائه الأربعة منها وأثبتوا أنها زوجته وأنه يتغيب عنها ولكنه عندما علم بذلك عن طريق محكمة بلاده جن جنونه وجاء ليحاول أن ينفذ فلجأ القضاء في تلك الديار إلى الحمض النووي وإلى القرائن فثبت شرعاً أنهم أولاده واستصدر بذلك صك شرعي من تلك البلاد على أن هؤلاء الأربعة هم أولاده وعلى أن هذه المرأة هي زوجته وأمر أن يطلقها إن كانت زوجته فأنكر أن تكون زوجته ففسخت منه قضاء وبقي الأولاد ينظرون إلى أبيهم نظرات الحسرة والألم وينظرون إلى مجتمعهم نظرات الأسى والحزن وينظرون إلى أمهم نظرات العتاب كيف فرطت في العقد؟ كيف نسيت نسبنا؟ كيف لم تحتاطي لنا؟ ألم يكن لك علم أن لنا مستقبلاً؟ كيف نصل أبانا؟ كيف نبره؟ كيف نزوره؟ كيف يعترف إخوتنا بنا؟ كيف نستطيع أن نكون مثل أبينا من السعودية مثلاً؟ لماذا لا ندخل بلادنا؟ أمور ومشاكل لا يعلم بها إلا الله، فاتجه الى الزواج بالأجنبية بلا ضوابط شرعية ونظامية وأثمرتها مخالفة ولي الأمر والتعليمات ولفظت بمشاكلها التي تترى يوماً بعد يوم طوال عمره وهو يعيش حسرات وارتفعت الدعوات من الزوجة المكلومة المظلومة والأبناء الأربعة مبتهلين إلى الله ضارعين أن ينصرهم ممن ظلمهم فاستجاب الله لهم فأصيب الرجل بما أصيب به من أمراض أصابته في جسمه وربما نعوذ بالله من الخذلان تستمر فيه حتى تنهي عقله إن لم يتب إلى الله ويرجع إليه ويعترف بأولاده ويستغفر ربه ويبتعد كل البعد عن الظلم، وأعظم الظلم أن يظلم الأب ابنه وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - «لعن الله من ادعى إلى غير مواليه» فلابد من أن يكون الإنسان صادقاً مع نفسه و أن يكون عارفاً بحقوق النسب عليه يقول الله جل وعلا {\دًعٍوهٍمً لآبّائٌهٌمً هٍوّ أّقًسّطٍ عٌندّ پلَّهٌ فّإن لَّمً تّعًلّمٍوا آبّاءّهٍمً فّإخًوّانٍكٍمً} وجاء رجل إلى عمر رضي الله عنه يشكو ولده أنه عاق فقال له عمر هل أحسنت اختيار أمه قال لا، قال هل أحسنت اختيار اسمه قال: لا، قال هل أحسنت تربيته قال: لا، قال هل قمت بما أوجب الله عليك تجاهه من نفقة وكسوة وطعام قال: لا، قال «جئتني تشكو عقوقك لابنك أم عقوقه لك اذهب فقد عققته قبل أن يعقك» إذاً لقد كان ولي الأمر وفقه الله تعالى مصيباً غاية الإصابة ومحسناً لرعيته غاية الإحسان ومتقياً لله تعالى في منعه من الزواج بأجنبية إلا بضوابط وأمور دقيقة يجب على الناس وعلى الرعية أن يتقيدوا بذلك حفظاً للأنساب وحفظاً للأبناء وحفظاً للحقوق، نسأل الله أن يعصمنا والجميع من الفتن إنه سميع مجيب وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

ابن الوطن

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved