Friday 24th october,2003 11348العدد الجمعة 28 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

نقاط فوق الحروف نقاط فوق الحروف
لا تيأس ولا تبتئس
محمد بن إبراهيم مطمي (*)

إن من سنن الله في الكون أن يكون هناك المطيع لله فاعل المعروف وعكس ذلك وأن يكون مقدار الالتزام بهذا مختلف من شخص لآخر على حسب مجتمعه ومن يخالل وأمور أخرى ليس هنا مجال التفصيل بها.
وإننا حين نرى ذلك من خلال منظار شامل واسع نسلم أن لكل منكر وخلل مهما كان علاجاً، وحين ننظر من منطلق عمل المحتسب الذي يعالج ذلك نرى أنه لابد من توضيح أمر حيث إن من الناس من إذا رأى انتشار الفساد وظهور المنكرات، تكدر خاطره وأصيب باليأس والإحباط وتراه وقد كلّ وناح، وربما مرض. وربما حمله ذلك على ترك الإنكار أو محاولة إصلاحه.
وإني أنقل هنا كلاماً نفسياً لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، ففيه الحكمة والبصيرة للمؤمن قال رحمه الله: «وكما أن الله نهى نبيه أن يصيبه حزن أو ضيق ممن لم يدخل في الإسلام في أول الأمر فكذلك في آخره، فالمؤمن منهي أن يحزن عليهم أو يكون في ضيق من مكرهم.
وكثير من الناس إذا رأى المنكر أو تغير كثير من أحوال الإسلام جزع وكلّ وناح كما ينوح أهل المصائب، وهو منهي عن هذا، بل هو مأمور بالصبر والتوكل والثبات على دين الإسلام، وأن يؤمن بأن الله مع الذين آمنوا والذين هم محسنون، وأن العاقبة للتقوى، وأن ما يصيبه فهو بذنوبه، فليصبر، إن وعد الله حق وليستغفر لذنبه ويسبح بحمد ربه بالعشي والإبكار» مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله «18/295».
ومن ذلك نخلص إلى أهمية المثابرة في الأمور بالمعروف والنهي عن المنكر وفق الإطار الشرعي وعدم التأثر بانتشار المنكرات في بعض المجتمعات والتي باتت تصلنا عبر بعض الفضائيات أو من خلال التواصل بين المجتمعات وأن يكون حادينا التعامل الشرعي المحض مع هذا الوضع لنعالج بروح الإسلام الذي يعالج بتوجيه من رب العالمين الذي قد للناس مصالحهم ووضع ما يناسبهم في حل مسائلهم فلا يحصل التفريط ولا الغلو.هذا ونسأل الله تعالى أن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح. والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

(*) رئيس مركز هيئة الشقيق بمنطقة جازان

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved