ما حالي وصلاة الفجر مع الجماعة؟! سؤال مهم جداً جدير بكل واحد منا أن يطرح السؤال على نفسه في لحظة صدق، كم مرة يصلي الإنسان صلاة الفجر في المساجد وأنا نائم؟!، وفي المقابل كم مرة يرفع بيان الحضور صباحاً في العمل الدنيوي وأنا غائب؟!، لو أحصى أحدنا عدد مرات تأخره عن الدوام طوال حياته الوظيفية لما بلغت عدد مرات فوات صلاة الفجر مع الجماعة خلال شهر أو نصف شهر من عمره؟!، يا ترى ما الفرق بين حرص الواحد منا على صلاة الفجر مع الجماعة وحرصه على الحضور صباحاً إلى عمله قبل رفع بيان الدوام؟!!، إنه فرق كبير جداً يضع علامة استفهام لا يمكن غض الطرف عنها مفادها ما هي المشكلة بل المعضلة؟!
أجد الإجابة أن مشكلتنا أننا نحسب حساب الريال ألف مرة ولا نحسب حساب العقوبة من الله جل وعلا ولو مرة واحدة!!، هذا ليس في صلاة الفجر وحضور الدوام بل في أمور أخرى منها على سبيل المثال أن أحدنا يحسب ألف حساب لقطع الإشارة المرورية ولا يحسب أدنى حساب لعقوق والديه إلى غير ذلك من المقارنات المماثلة!!، هل ذلك كله يرجع إلى خوفنا من العقاب البشري وأمننا من العقاب الرباني؟!، إن كانت الإجابة بنعم فتلك - والله - كارثة ويعزى ذلك إلى ضعف الإيمان ذلك الداء الذي هو سبب خسارة الرهان مع الشيطان - أعاذنا الله منه - لدى كثير منا!!، فلو كان مستوى إيمان أحدنا مرتفعاً لما فاتته صلاة الفجر مع الجماعة ولما عق والديه ولقاده إيمانه إلى الحضور إلى عمله في الوقت المحدد خوفاً من لقاء الله جل وعلا وهو قد خان أمانته وأخل بمسؤولياته، ولقاده إيمانه أيضاً إلى احترام الأنظمة المرورية خوفاً من الله جل وعلا من أن يسأله يوم القيامة لِمَ خالف النظام وعرض نفسه والآخرين للخطر!!.
إنه الإيمان صانع العجائب ومصلح الأحوال جدير أن يغرس في نفوس الناشئة والشباب من قبل الآباء والأمهات والمعلمين والمعلمات ليبقى حارساً يقظاً فحارس النظام أو الوالدين يغيب مهما بلغت قوته وحارس الإيمان يقظ مهما كان ضعفه، فالشاب إن كان مؤمناً سيصلي لا خوفاً من والديه بل خوفاً من الله، وسيحترم الإشارة المرورية لا خوفاً من النظام بل خوفاً من الله، والشابة إن كانت مؤمنة ستحافظ على حجابها لا خوفاً من الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، بل خوفاً من الله وهكذا!!
وتبقى الإجابة على السؤال ونحن نمضي أيام الإجازة المدرسية موكلة لكل مسلم ليقيم نفسه.
|