من العادات الرائعة التي اكتسبها شهر الصيام المبارك في المملكة، برنامج تفطير الصائم، هذا البرنامج الذي يحوي كل جوانب الخير في طياته،سواء من الناحية الدينية أوالاجتماعية أو الإنسانية أو الاقتصادية، فهو يجسد معنى من أكبر معاني هذا الشهر الفضيل، وينم عن معرفة عميقة بغايات وأهداف الصيام، وفي نفس الوقت يعبر عن الكرم الاجتماعي، والجود، والعطاء الذي يتمتع به المسلم عموماً، وأبناء هذه البلاد خصوصاً، لكل هذا لا عجب إن رأينا موائد الإفطار تمتد من أقاصي البلاد إلى أقاصيها ناشرة الخير والعطاء، والتآلف والمودة بين أبناء المجتمع المسلم، عربه وعجمه، بيضه وسوده، صغيره وكبيره.
وهذه الموائد موجودة في القرية كما هي المدينة، وهذا فضل من الله ومنة.
إن تلك الموائد ليست موائد شكلية للتظاهر، وإنما موائد حقيقية تحوي الغذاء السليم والصحي والنافع بإذن الله، والكافي نوعاً وكماً، والذي لاطمع بأصحاب الخير فيه إلا بثواب من الله تعالى.
لقد كانت وعلى الدوام تلك الموائد عامرة سواء بمحتواها أو بحاضريها، وهذا ميزة كبرى لها، فأصحاب الخير كثير، والمحتاجون لها كثر أيضاً،ولكن لايزال المطلوب أمراً لا أظنه بالصعب رغم أنه على غاية الأهمية، ألا وهو قضية الدعوة إلى الله في هذه الموائد العامرة، وهذا من أهم الأمور، وأكثرها حيوية في هذا المجال، وهل من مجال لفعل الخير أكبر من الدعوة إلى الله؟
إن هذه البرامج عادة ما تقام في المساجد، وحتى لا تتحول إلى برامج أو مشروعات تغذية، ليس علينا إلا المبادرة بأقرب فرصة وأقصى جهد لتدارك ذلك، وذلك لاستثمار هذا البرنامج الخيري، بحيث يزداد خيره وعطاؤه، وذلك بأسلوب دعوي مميز وممتاز.
ويمكن لعملية كهذه أن تنظم من قبل لجان مختصة في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، أو عن طريق الجمعيات الخيرية التابعة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية، أو لجنة من بعض أئمة المساجد وأهل الخير (لجنة أهلية) لا تخضع للروتين الإداري وعوائقه، فالأمر المهم بهذه القضية هو ترتيب عملية اختيار الأماكن، واختيارالبرامج الدعوية النافعة قبل الإفطار وبعد الإفطار، بحيث لا تتعدى الدقائق من الكلام والموعظة الحسنة باللغة المناسبة والأسلوب المناسب، ويوزع خلال ذلك الكتيبات والأشرطة المفيدة، حسب الجنسيات المستفيدة من مشروع الإفطار.من المعروف أن الإفطار الصحي والشرعي هو بضع حبات من التمر أو الرطب مع الماء أو اللبن أو العصائر، ومن ثم تؤدى صلاة المغرب، وبعد ذلك يمكن وضع الكلمات الوعظية لدقائق معدودة، وبعدها يكون الطعام الشهي بانتظار أهله.الأمر بحاجة لتعاون كل الجهات بما فيهم أهل الحي وجماعة المسجد، والتنافس في عمل الخير هو الخير بعينه.. والله المستعان.
|