كانت آخر علاقة لي بسباقات الفروسية أيام عز المهرة «رابحة» ومجد الحصان «العاصي» اللذين تعلقت بهما في الطفولة في ميدان الفروسية القديم في الملز ايام التلفزيون الأبيض والأسود..
لقد كانت أياماً جميلة حنا كنا صغاراً نتابع سباقات الفروسية ولكن «المجنونة» كرة القدم سرقتني والكثير من امثالي طوال هذه السنوات وحرمتني من متابعة ركض الخيل الجميل حتى اجبرني «اليرموك» على العودة مجدداً لمتابعة السباقات وذكرني بالأيام الخوالي بعد هذا العزوف الطويل عن هذه الرياضة المحببة إلى النفس قبل العيون.
لقد تسنى لي مشاهدة سباق الوفاء لرجل الوفاء الأمير الراحل محمد بن سعود الكبير رحمه الله يوم الجمعة الفارط وقد شدني السباق منذ البداية وحتى النهاية وكنت أمنِّي النفس أن أكون حاضراً في الميدان في ذلك اليوم.
لقد شدني عدة أمور في هذا السباق أولها بالطبع التقدير للراحل الكبير محمد بن سعود وهو أحد صنَّاع مجد الفروسية في بلادنا وشدني أيضاً حدة التنافس في السباق بين الفرسان والخيول وخاصة في الشوطين السابع والثامن كما شدني أيضاً الميدان العصري للفروسية «ميدان الملك عبدالعزيز». اما لو عدت إلى الشوط الثامن من السباق فإن ما لفت نظري هو الجواد «اليرموك» هذا «ما شاء الله» الذي جاء من الخلف كالصاروخ ليقبض على المركز الأول بكل كبرياء وطبعاً بلا غرور، والذي اعجبني أكثر هو ان الفارس الذي كان يقوده هو الفارس السعودي بندر حمدام وان صاحب الحصان هو أمير الأسطبل الأزرق الأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير.
أيضاً لا أنسى مخرج السباق المخرج المخضرم ناصر الصقيه والمعلِّق الفروسي متعب الشمري وبقية زملائهم الاعلاميين والفنيين الذين نقلونا وكأننا نشاهد إحدى سباقات الديربي الكبيرة من أوروبا وصفاً وتصويراً.
من هنا أدعوكم يا من حُرمتم من هذه الرياضة الممتعة مثلي ان تعودوا لمتابعتها على الطبيعة أو على الأقل الاكتفاء بمشاهدتها عبر النقل المباشر وثقوا انكم لن تخسروا ولن تندموا ما دام هناك رجال يولون هذه الرياضة الأصيلة جل اهتمامهم من المتابعة وما دام هناك خيول تشدكم للمتابعة.
|