مؤتمر مدريد لإعمار العراق يبدأ بطلب 55 مليار دولار
المملكة تشارك في اجتماع المانحين ومساهمتها تتم عبر الصندوق السعودي للتنمية

  * الرياض - مدريد - الجزيرة:
علمت الجزيرة من مصدر مطلع ان المملكة قررت المشاركة في اجتماع المانحين لتعمير العراق الشقيق، وذلك تفهما منها لما يمر به العراق في أعقاب العمليات التي تمت لاسقاط نظام صدام حسين وبالتالي احتلال العراق.
وجاء في سياق الحديث الذي ادلى به المصدر ان المملكة اتخذت هذا القرار دون النظر الى الظروف الاقتصادية التي تمر بها المملكة وبالرغم من المرحلة التي سادت العلاقات السعودية العراقية ابان الحكم البائد والتي اقل ما يقال عنها انها مأساوية.
وأضاف ذات المصدر بأن حكومة خادم الحرمين الشريفين لديها قناعة تامة بأنها يجب ان تبني جسوراً من العلاقات الأكثر تميزا وتعاونا مع الشعب العراقي الشقيق كي يتجاوز محنته وتعود الاوضاع في العراق الى ما هو افضل مما كانت عليه، مضيفا الى ان هذا التعاون هو مع شعب العراق تحديدا وليس مع قوات الاحتلال ولا مع غيره.
وأكد المصدر بأن هذا التوجه بالمشاركة في اجتماع المانحين وبالإسهام في دعم العراق من خلال تنفيذ الكثير من المشاريع سوف يراعي المصلحة الوطنية، مشيراً الى ان هذا الدعم سوف يتم عن طريق صندوق سعودي للاستثمار وهو الصندوق السعودي للتنمية وليس عن طريق صندوق الأمم المتحدة.
وأضاف المتحدث بأن الغرض من تقديم المساعدة السعودية من خلال صندوق سعودي وليس عن طريق صندوق يرتبط بالأمم المتحدة هو افادة الشركات السعودية وذلك بأن يكون تنفيذ هذه المساعدات بيد السعوديين وبالتالي تكون المصلحة الشركات والمصانع السعودية وبذلك يكون المردود ايجابيا على المملكة.
وكشف المصدر بأن الطريق الثاني الذي سوف تقدم من خلاله المملكة مساعداتها للعراق سوف يتم من خلال زيادة الصادرات السعودية الى العراق لتكون هناك منفعة ومصلحة للبلدين الشقيقين، منوهاً الى ان المملكة اتخذت هذا القرار بعد دراسة متأنية أخذت باعتبارها المصلحة الوطنية وجعلت تقديم المساعدات مرتبطاً بالمشاريع التي سيقترضها العراق وحسب المراحل التي يسير بها تنفيذ هذه المشاريع.
هذا وسوف تعلن المملكة عن حجم مساعدتها لتنفيذ احتياجات العراق خلال الاجتماع الذي سوف يحضره سمو وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل.
وقد طالبت الأمم المتحدة ومجلس الحكم العراقي الدول الغنية أمس الخميس بدفع المزيد لجمع مبلغ 55 مليار دولار لاعمار العراق الذي مزقته الحروب والعقوبات والعزلة.
وافتتح كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة المؤتمر الذي يختتم اليوم في مدريد بدعوة الى الاسهام بالمزيد من الأموال وحذر من ان الخلاف بين الولايات المتحدة ومنتقديها على جدول زمني لاعادة السيادة للعراقيين من شأنه زيادة معاناة الشعب العراقي.