* بغداد - حميد عبد الله:
في سابقة غريبة وخطيرة من نوعها بيعت الطائرات الحربية العراقية في مزاد سري ولتاجر غامض، وبطريقة الخردة المنتشرة في السوق العراقية.
وشوهدت عشرات الطائرات وأغلبها من نوع ميغ روسية الصنع في مرآب كبير في حي اور في العاصمة بغداد حيث أتت المناشير الحديدية على أجزاء كبيرة من أجساد تلك الطائرات لتسلخها وتحولها الى قطع من الفانون الذي يستخدم في صناعة الكثير من الأجهزة المنزلية مثل الأباريق والقدور وغيرها. وقال العمال الذين يتولون تقطيع الطائرات إنها قد بيعت بموافقة مجلس الحكم وأن التاجر الذي اشتراها يحمل أوراقا ومستمسكات رسمية تؤكد عائديتها له بعد أن دفع ثمنها الى مجلس الحكم،مؤكدين إن شاحنات كبيرة كانت قد نقلت الطائرات من مكان مجهول إلى موقعها الحالي،وأن التاجر قد جلب محركات الطائرات في صناديق مغلقة وأن بعض هذه المحركات ما زال غير مستعمل.المكان الذي وضعت فيه الطائرات السكراب اصطلح عليه الناس عفويا اسم مقبرة (الميغ ) وهو اسم يعبر كثيرا عن النهاية المأساوية والمحزنة التي انتهت اليها واحدة من أهم القوات الجوية في الوطن العربي.يذكر أن العراق كان يملك قبل حرب الخليج الثانية اكثر من 750 طائرة مقاتلة من بينها عدد من طائرات الميغ 29 المعروفة بكفاءتها القتالية لكنه خلال الحرب فقد معظم تلك الطائرات حيث دمر بعضها وهو جاثم في المطارات ونقل البعض الآخر إلى إيران التي رفضت اعادتها، وفي الحرب الأمريكية الأخيرة على العراق كان عدد الطائرات لا يتجاوز 150 طائرة ثابتة الجناح فضلا عن عدد من الطائرات المروحية التي لم يستخدم النظام السابق واحدة منها طيلة فترة القتال مما أثار استغراب المحللين العسكريين والسياسيين.
|