*واشنطن من تشارلز الدنجر رويترز:
دافعت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) والبيت الابيض عن مذكرة داخلية ارسلها وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد الى مسؤولين كبار بوزارة الدفاع تثير تساؤلات بشأن التقدم الذي تحقق في الحرب على الارهاب وتحذر من ان الولايات المتحدة تواجه «مهمة طويلة شاقة» في العراق وأفغانستان.
وقال رامسفيلد منحرفا بشدة عن النبرة المشجعة التي يخاطب بها الرأي العام انه ليس من الممكن تحويل وزارة الدفاع بسرعة كافية لمحاربة الارهاب بصورة فعالة.
وفي المذكرة المؤرخة في 16 اكتوبر تشرين الاول والتي اطلعت عليها رويترز يوم الاربعاء طرح رامسفيلد تساؤلات صعبة على رؤساء اركان الجيش وآخرين، وقال ان الولايات المتحدة ليس لديها مقياس تقيس به التقدم المحرز في الحرب على الارهاب التي بدأت بعد هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001.
وقال البنتاجون والبيت الابيض ان المذكرة التي نشرتها اول مرة صحيفة يو.اس.ايه توداي اثارت قضايا كي يدرسها مسؤولو وزارة الدفاع.
وكتب رامسفيلد «من الواضح ان التحالف يمكن ان يكسب بشكل او آخر في افغانستان والعراق.. لكنها ستكون مهمة شاقة وطويلة».
وفي اشارة الى الحرب على الارهاب قال «انطباعي هو اننا لم نحقق بعد تقدما كبيرا رغم اننا قمنا بالعديد من التحركات المنطقية في الاتجاه الصحيح.. لكن هل هي كافية».
ودعا رامسفيلد قادة البنتاجون الى دراسة وبحث القضايا المقلقة بما فيها ما اذا كانت الولايات المتحدة تعتقل او تقتل الارهابيين بمعدل اسرع من معدل تجنيدهم على يد متطرفين ينشرون العداء للغرب.
وتساءل «هل نكسب ام نخسر الحرب العالمية على الارهاب.. وهل تحتاج الولايات المتحدة الى وضع خطة موسعة ومتكاملة لوقف الجيل القادم من الارهابيين».
وتابع ان «الولايات المتحدة تكرس جهدا قليلا نسبيا للخطة طويلة المدى لكننا نبذل جهدا كبيرا لايقاف الارهابيين. ان معدل العائد الى التكلفة ليس في صالحنا.. تكلفتنا تصل الى المليارات بينما لا تتجاوز تكلفة الارهابيين الملايين».
واشار رامسفيلد في المذكرة الى «نتائج متباينة» فيما يتعلق بتنظيم القاعدة و«تقدم معقول في ملاحقة كبار المسؤولين العراقيين المطلوبين» و«تقدم ابطأ بعض الشيء» في القبض على زعماء طالبان.
وفي استراليا حيث يرافق الرئيس الامريكي جورج بوش في جولته دافع سكوت مكليلان المتحدث باسم البيت الابيض عن رامسفيلد وقال ان المذكرة «هي تماما ما يجب ان يعده وزير دفاع قوي ومتمكن مثل رامسفيلد».
وقال مكليلان انه لم يتم بعد كسب الحرب على الارهاب وان ثمة حاجة لمزيد من العمل لكنه قال ان تقدما يحرز.
وقال مكليلان «اننا نقدر المهمة التي يؤديها وزير الدفاع والعمل مع قادتنا العسكريين للتأكد من اننا اعددنا انفسنا لهزيمة الارهابيين».
وقال لاري دي ريتا المتحدث باسم وزارة الدفاع ان المذكرة لم تكن حول العراق او افغانستان ولم يكن الهدف منها انتقاد الحرب على الارهاب بل دعوة للقادة «للنظر الى ما وراء قمم الاشجار» الى الاحتياجات في الاجل الطويل.
وقال دي ريتا للصحفيين «خطر للوزير انه ربما يكون مفيدا ان يقف ويذكر الناس ان هذه هي حرب عالمية على الارهاب».
وقال السناتور جوزيف بيدن زعيم الديمقراطيين في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ ان المذكرة تظهر ان رامسفيلد «بدأ الى حد ما يدرك دلالة الاحداث».
وقال بيدن «أنا لا اشير الى ان هناك تغييرا في الاتجاه لكن هناك القليل من الشك في الذات» ووصف المذكرة بأنها «اول بادرة تأمل /في الاحداث/ تخرج من وزارة الدفاع».وارسلت المذكرة الى رئيس هيئة الاركان المشتركة الجنرال ريتشارد مايرز ونائب رئيس هيئة الاركان الجنرال بيتر باس ونائب وزير الدفاع بول وولفوفيتز ووكيل وزارة الدفاع للشؤون السياسية
|