تنازعت الأصوات غوغائية معهودة، صرخات الطريق تتعالى، الأسواق تستغيث من وطء الأقدام، فكلهم على موعد مع الضيف القادم..
ومضات خافتة تمشي على استحياء بذلك المنزل الذي ارتمى في زاوية بعيدة من ضواحي المدينة، يتردد في جنباته بغام أسرة صغيرة.
الأب: ماذا أعددتم للضيف؟
الأم: كما يعد للضيوف.
الأب: ولكنه ليس كغيره.
الابن: أوليس ضيفاً عادياً يا أبي؟
الأب: كلاّ يا ولدي، فأنا أعرفه جيداً، لا يناسبه ما يناسب سائر الضيوف.
الأم: ولكننا لا نستطيع أن نفعل كما يفعل غيرنا ممن وُسِّع عليهم.
الأب: وأنا لم أقل ذلك، فإن الضيف لا يروقه ما يفعلون، لا تظني أنه سيكون مسروراً إذا استقبل بما يخططون له.
الابن: ماذا تعني يا والدي؟
الأب: يا بنيّ إن هذا الضيف يلزمه استقبال من نوع آخر ونحن أقدر عليه منهم.
في الصباح خيّم الموت على المدينة، أمّا ذلك المنزل فقد اهتزت اعطافه وهو يعانق الضيف.
|