Friday 24th october,2003 11348العدد الجمعة 28 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الأمير سلمان ومسيرة عاصمة الأمير سلمان ومسيرة عاصمة
بقلم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز (*)

لقد كانت الرياض منطلق توحيد البلاد السعودية على يد جلالة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود رحمه الله قبل أكثر من قرن من الزمان.
وكانت منذ عام 1240هـ مركز الدولة السعودية حيث اتخذها الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود عاصمة للدولة. ومنذ ذلك الوقت أصبحت الرياض مركز الأنظار ومحور الأحداث، والمكان الذي تنطلق منه قوافل التوحيد الوطنية.
وظلت الرياض على مدى التاريخ بموقعها المتميز وسط المملكة، وبأهميتها السياسية والإدارية والاقتصادية، تواصل دورها الوطني في خدمة البلاد. ولهذا كان لأمرائها أدوار مميزة ليس فيما يخصها وحدها، بل فيما يخص الوطن كله.
وبدأت الرياض في مرحلة تطورها الأولى بالخروج من حجمها التقليدي «داخل السور» وبالأبنية الطينية إلى توسع النطاق العمراني وتطور فنون العمارة الحديثة، حيث نشأت الأحياء الحديثة من نهاية السبعينات، وانطلقت النهضة الكبرى للرياض، عقب ذلك عندما بدأت المدينة بالتوسعات الهائلة أفقياً حتى تخطت الآن مساحتها 2000 كيلو متر مربع. وقد ساعد على مواكبة هذه النقلات القياسية إنشاء الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض التي أنشئت عام 1394هـ ويرأسها ويشرف على أعمالها سمو الأمير سلمان.
ولذا فان صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض يعد مدرسة في حد ذاته تمثل نموذجاً في القيادة والإدارة والتطوير.
وطوال تولي سموه حكم الرياض على مدى 40 عاماً ظل يجسد أفضل نموذج يقتدى في تسيير العاصمة وتطويرها وتقدمها حتى غدت في مقدمة العواصم العالمية نهضة وتمدناً، عمراناً واقتصاداً. علماً، وثقافة، فأصبحت حالياً من أكبر العواصم العربية وأسرعها تطوراً.
ولقد كان لنا في الرئاسة العامة لرعاية الشباب تجربة ثرية مع سموه ومع إمارة الرياض اتسمت بكافة أشكال التعاون، من خلال المهرجانات الشبابية والبطولات الرياضية والاحتفالات الثقافية. وكان سموه خير معين لنا، وكنا نستلهم من سموه الحكمة وحسن التدبير ورجاحة التفكير. فهو بحق يشكل في أسلوبه الإداري والسياسي مدرسة حقيقية في الفكر الإداري، ويجمع بين الحزم في الإدارة والشفافية والسلاسة في التعامل الإنساني، حتى ان سكان الرياض ما إن تضيق بهم مشكلة مهما كان حجمها إلا ويقولون «يحلها الأمير سلمان»، إيماناً منهم بان كل شيء تحل عقده عند أبواب الأمير.
وإضافة إلى ميزاته الإدارية، فسموه يتصف بمواهب ثقافية، وبالخصوص ما يتعلق بتاريخ المملكة العربية السعودية وعاصمتها «الرياض»، وهو قارئ وناقد ممتاز ولذا فانه لا يبخل بتصحيح معلومة أو تصويب حقيقة تاريخية عندما تشير إليها الصحافة وكتابها أو المؤلفون وكتبهم.
إن الأمير سلمان الذي أمضى جل عمره في خدمة العاصمة «الرياض»، يحظى بتقدير جميع من عمل مع سموه عن قرب أو بعد سواء فيما يتعلق بشؤون الرياض أو غيرها مما يمثل اهتمامات سموه، وهو بالنسبة إلى الشباب السعودي قدوة حسنة ومباركة ونموذج يقتدى في الفكر والإدارة والسياسة والثقافة. آمل أن تستفيد الأجيال الجديدة من خبرته، وتنهل من مدرسته، وتقتفي أثره الإداري والفكري الفذ وانعكاسه على بلادنا وعاصمتها.

* الرئيس العام لرعاية الشباب

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved