يعتبر نزيف الأنف من الأعراض الشائعة عند كثير من مراجعي قسم الطوارئ، وهو يحدث في أي عمر لدى المرضى، وقد يكون خفيفاً يمكن تدبيره في المنازل، وأحياناً يكون شديداً يستدعي مراجعة قسم الطوارئ، واتخاذ الإسعافات الأولية اللازمة، ولتوضيح أهمية الرعاف، سوف يجيب لنا د. فواز الحوزاني أخصائي الأمراض الباطنية بمستشفى الحمادي بالرياض، عن الأسئلة الأربعة الآتية:
* ما هي أسباب حدوث نزيف الأنف أو الرعاف؟
- هناك أسباب كثيرة لحدوث الرعاف منها البسيط والشائع ومنها ما هو خطير ولكنه غير شائع و نذكر من هذه الأسباب:
- حالات الالتهابات الفيروسية في الطرق التنفسية العلوية مثل الانفلونزا حيث يحدث احتقان شديد في الأنف وتوسع في الشعيرات الدموية مما يساعد على النزيف.
- التهاب الأنف التحسسي وهو حالة مزمنة وشائعة تسبب الرعاف أحياناً.
- الجو الحار والجاف يزيد من نسبة حدوث نزيف الأنف.
- محاولة تنظيف الأنف بالإصبع لإزالة الأوساخ والرواسب تؤدي لحدوث رعاف خفيف يتوقف بسرعة عادة.
- وجود تشوه خلقي في الشعريات الدموية «هشاشة الشعريات» خاصة في القسم الأمامي من الأنف أو ما يسمى بمنطقة مثلث هلسباخ، وهذه الحالة شائعة جداً وبسيطة ويمكن عند تكرار الرعاف إجراء كي لهذه الشعريات في عيادة طبيب الأنف والأذن والحنجرة.
- الرضوض المباشرة على الأنف مع أو دون وجود كسر في عظم الأنف.
- بعد العمليات الجراحية على الأنف «مثل تصليح الحاجز الأنفي أو إزالة بوليبات أنفية».
- توجد حالات هامة من الناحية الباطنية تسبب حدوث نزيف أنف هام وشديد أحياناً من أهمها:
أ- ارتفاع الضغط الدموي، ويكون الرعاف من الجهتين غالباً ويمكن إيقافه بإعطاء علاج لخفض الضغط الدموي، وقد يكون الرعاف أول علامة لحدوث ارتفاع الضغط الدموي.
ب- بعض الأمراض الدموية التي يحدث فيها اضطراب في عوامل تجلط الدم مثل مرض الناعور «الهيموفيليا» أو حالة نقص صفائح الدم.
ج- هناك بعض الأدوية المميعة للدم التي تستخدم في الحالات القلبية والتجلطات الوريدية قد تسبب حدوث نزيف الأنف وهي حالة خطيرة تستمر لفترة طويلة أحياناً تحتاج للمتابعة في المستشفى ومن هذه الأدوية: الأسبرين - الوارفارين «أو الكومادين».
- إن دخول أي جسم أجنبي داخل الأنف قد يترافق بحدوث نزيف أنفي خاصة إذا كان هذا الجسم حاداً أو صلباً.
- إن الحوادث المرورية تعتبر من الأسباب الهامة والخطيرة لحدوث نزيف الأنف حيث يشير أحياناً هذا النزيف لوجود إصابة خطيرة داخل الرأس خاصة عند ترافقه مع النزيف من الأذنين.
* ما هي التدابير الإسعافية الواجب اتخاذها في حالة حدوث الرعاف؟
- توجد تدابير أولية يمكن للمريض أو ذويه بها قبل التوجه إلى قسم الإسعاف.
1- في حالة ارتفاع ضغط الدم والمريض لديه العلاج الخاص لارتفاع الضغط يمكن أن يتناول علاجه ويراقب النزيف إذا كان خفيفاً وعليه التوجه للإسعاف للمتابعة.
2- يجب أن يتخذ المريض وضعية الجلوس والإنحناء نحو الأمام مع محاولة الضغط على الأنف وسده لمدة 5 دقائق على الأقل وفي حالة عدم توقف النزيف يمكن إعادة المحاولة لمدة 10 دقائق.
3- يمكن وضع ثلج على الجبهة والوجه والرأس لتخفيف درجة الحرارة.
4- قد يفيد استخدام قطرة أنفية مقبضة للأوعية الدموية مثل «Otrivin» لمدة محدودة فقط.
* متى يجب على المريض مراجعة قسم الإسعاف؟
- في حالة استمرار الرعاف رغم القيام بهذه التدابير الأولية.
- إذا كان ضغط الدم عالياً ولم يستجب للدواء الذي يستعمله المريض عادةً.
- إذا كان النزيف غزيراً منذ البداية.
- إذا كان المريض يستخدم الأدوية المميعة للدم.
- عند تكرار النزيف الأنفي بعد توقفه.
- عند وجود رض على الأنف لإجراء الأشعة واستبعاد وجود كسر في عظم الأنف.
* ما هي الإجراءات الطبية الإسعافية في قسم الطوارئ؟
- من أهم ما يمكن للطبيب أن يفعله في الإسعاف هو معالجة الضغط أولا وإعطاء الأدوية «حقناً بالوريد» التي يمكن أن تساعد على تخفيف النزيف حيث تساعد على انقباض الشعيرات الدموية في الأنف أو تعاكس تأثير الأدوية المميعة للدم، ويمكن معالجة كسر الأنف جراحياً عند وجوده،
ويمكن إدخال دكة أنفية «إسفنجة أو شاشة خاصة تدخل في الأنف» في الجهة الأمامية من الأنف أو في الجهة الخلفية، وعند استمرار النزيف رغم هذه الإجراءات يمكن إجراء كي للشعيرات الدموية في الأنف بواسطة المخثر الكهربائي.
|