قد يتصور الإنسان أن الطفل الصغير ينمو جسدياً ونفسياً بصورة تلقائية دون التأثر بالعوامل الوراثية والصحية، وكذلك العوامل المحيطة به في المجتمع عامة وفي الأسرة والمدرسة خاصة، ولكن بالطبع ليس الأمر بهذه السهولة فالطفل ينمو ويكتسب الصفات الحسنة أو السيئة، وهذا يعتمد على الصفات التي لاقت التشجيع والمناخ المناسب حتى تطغى على الأخرى، بمعنى أن الصحة النفسية للطفل هي محصلة للموازنة والتبلور بين الاستعداد الشخصي للفرد والمؤثرات الخارجية المحيطة به.
فقد يكون الطفل شديد الجرأة والثقة بالنفس أو العكس شديد الخجل وفاقد الثقة بالنفس وغير ذلك من الصفات الأخرى.
ونحن إذا صادفنا طفلاً من الفئة الثانية «شديد الخجل»، وكنا بصدد تحليل شخصية هذا الطفل نجد أن عدة تساؤلات تطرح نفسها من أهمها:
1- معرفة العوامل التي أدت إلى هذه الحالة هل هي عوامل صحية أو خلقية أو عوامل اجتماعية أو دراسية.
2- معرفة الصفات الأخرى المصاحبة للخجل، هل الطفل سعيد وناجح ويحب الانخراط بالمجتمع، أم أنه عكس ذلك؟
وإضافة لهذا هناك العديد من الأسئلة الأخرى التي تساعدنا على تحليل الشخصية الخجولة لمعرفة أسبابها وأنسب الطرق لعلاجها.
وعند وضع خطة العلاج لابد وأن تؤخذ في الاعتبار عدة نقاط هامة:
1- بناء الثقة بالنفس وتنمية المهارات التي تساعد الطفل على الإبداع، ومن ثم تقديمه كعضو فعال في المجتمع.
2- الاستمتاع إلى رأي الطفل ومناقشته وعدم الاستخفاف برأيه أو السخرية منه.
3- عدم مناقشة أي أمر خاص بالطفل وخاصة ما يكره أمام الآخرين حتى لا يتسبب له في إحراج ويشعره بالإحباط ويفقده الثقة بنفسه.
4- يجب تشجيع الطفل على الانخراط بالمجتمع أي بالمنزل والمدرسة، وذلك بالمشاركة في أنشطة مختلفة.
5- التشجيع المعنوي والمادي للطفل حتى يزداد حبه للآخرين وللمجتمع.
(*)استشاري الأطفال وحديثي الولادة بمستشفى الحمادي بالرياض
|