النظام الذي صدر مؤخراً بحظر التدخين في العديد من الأماكن ومن بينها المرافق والساحات المحيطة بالمساجد وكذلك الوزارات والمصالح الحكومية والمؤسسات العامة وفروعها والمؤسسات التعليمية والصحية والرياضية والثقافية سواء كانت حكومية أو خاصة ووسائل النقل العامة البرية والجوية.. هذا النظام أثلج صدورنا.
إذ طالما نادينا بضرورة وقف هذه «الآفة» التي انتشرت بين جميع شرائح مجتمعنا وما تسببه من أمراض مهلكة يستعصي علاجها مثل السرطان وتصلب الشرايين وغيرها.
وحري بنا القول بأن واجب كافة القطاعات الحكومية والأهلية والمواطنين والمقيمين متابعة تنفيذ هذا النظام بصراحة، والابتعاد عن اللامبالاة لأن التدخين إدمان لا يضر صاحبه فقط بل يضر أيضاً كل من يستنشق من هذا السم الزعاف، أو يطلق عليه الآن ب«المدخن السلبي» وهو الشخص الذي لا يدخن ولكنه يتلقى «عبير» النيكوتين من شخص آخر!.
وتبقى مسألة التوعية الإعلامية في هذا السياق أساسية وهامة فعلى الجميع من خطباء المساجد إلى المدرسين وأهل الإعلام المرئي والمكتوب والمسموع المساهمة في الارتقاء بالوعي عبر منابرهم وأدواتهم المتاحة حتى نستطيع أن نبعد هذا الخطر من حياة مجتمعنا خاصة الجيل الجديد الذي لم يتلوث بعد بهذه السموم، ولا شك أن كافة الأطباء يدركون أن التدخين في بعض الأحيان بمثابة «جسر» يؤدي إلى التعاطي مع المخدرات.. إذ تبدأ المسألة ب«سيجارة عادية»، ويتواصل الإدمان خاصة إذا ظهر في الأفق - رفقاء السوء - بالنسبة للشباب والشابات وزينوا للمدخن «روعة» النوع الآخر من «السجائر» وما يقدمه من «عوالم» سحرية وتحليق في آفاق لامتناهية.. وغيرها من الأوهام والأكاذيب التي يقوم بها المدمنون باصطياد الشباب عن طريقها بحكم أن سن الشباب يكون دوماً مولعاً بالمغامرة والتجريب.ونعتقد بأننا قد لا نبالغ إذا قلنا إن تنفيذ هذا القرار الصائب سيسهم كثيراً في صحة البيئة وخلو المنازل من أمراض الصدر التي انتشرت لدينا بصورة لافتة للنظر بسبب عوامل مختلفة وعلى رأسها التدخين.
وأكرر هنا أن كلمة «محاربة» التدخين ينبغي أن «تؤخذ» بالمعنى الحرفي للجميع بحيث نعلم كلنا أننا في حالة «حرب» حقيقية مع «عدو» مدمر ومهلك للأمة.
(*) المدير العام
|