تعتبر وحدة الجراحة القلبية من أقسام الجراحة الهامة في مستشفى الحمادي، والتي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بوحدة العناية المشددة.
ويشكل مسرح عمليات جراحة القلب مع ما يحتويه من عدد كبير من الأشخاص وأجهزة المراقبة والمعدات الداعمة، تحدياً للمخدر المختص، على أية حال تكون مسؤوليات العناية التخديرية مشابهة لتلك الموجودة في الأماكن الأخرى، وتكمن الاختلافات في نوعية العمليات المجراة، وحقيقة كون الأعضاء الأساسية في الجسم تروى اصطناعياً عندما يكون القلب نفسه هو محور الجراحة.
العمليات التي يصطلح على تسميتها «القلب المفتوح» هي التي يستعاض فيها عن وظيفة القلب والرئتين بالمضخة خارج الجسم وبوحدة المؤكسج الغازي «المجازة القلبية الاصطناعية cardio pulmonary bypass أما في عمليات «القلب المغلق» تبقى وظائف القلب والرئتين سليمة، وتكون التدابير التخديرية مشابهة لتلك المتبعة خلال الجراحة الصدرية.
يكون معظم المرضى القادمين لإجراء جراحة قلبية قد خضعوا للكثير من الاستقصاءات القلبية، ويتناولون العديد من الأدوية، وهناك فحوص روتينية يجب إجراؤها قبل أي عملية جراحية، إضافة لدراسات تقنية خاصة تجرى لتقييم المناطق القلبية المصابة ودرجة ونتيجة اضطراب الوظيفة القلبية المرافق، وتمكن في الحقيقة نتائج هذه الدراسات طبيب التخدير من تحديد المرضى الذين لديهم خطورة خاصة والذين يحتاجون لعناية ووسائل مراقبة أكثر.
تعتبر المراقبة الواسعة والشاملة أساسية في فترة ما حول الجراحة من أجل ممارسة آمنة للجراحة القلبية، وتضم تخطيط القلب الكهربائي المستمر، والضغط الشرياني الجهازي من خلال قثطرة شريانية تسمح أيضاً بأخذ عينات الدم لإجراء التحاليل المخبرية بسهولة، والضغط الوريدي المركزي، وضغط الأذينة اليسرى وذلك باستعمال قثاطر خاصة، ونتاج القلب، والحرارة، وتخطيط الدماغ الكهربي.
إن وجود الفريق الجراحي ذا الخبرة المميزة في مجال العناية بالمرضى بعد الجراحة كفيل بجعل فترة ما بعد الجراحة أكثر أماناً.
يحتاج المريض عادة بعد وصوله إلى العناية المركزة من غرفة العمليات للمساعدة بالتهوية الاصطناعية لمدة 6 - 12 ساعة بعد الجراحة وذلك لحذف المجهود التنفسي من قبل المريض وإعطاء أكسجة أعظمية، وإعطاء المسكنات الكافية بأمان أكثر.
على كل حال تقترح الخبرات الأخيرة أن زمن التهوية الميكانيكية ربما ينحفض ويستمر فقط من فترة ما بعد الجراحة التي يوجد فيها اضطراب هيماديناميكي، والذي يحدث عند معظم المرضى لمدة 3 - 6 ساعات بعد الجراحة.
يجب التأكد من كفاية الأكسجة والتهوية، ولابد من ترطيب الغازات المستنشقة لمنع تكثف وزيادة لزوجة المفرزات ويجب تطبيق العلاج الطبيعي لمساعدة الرئتين على التمدد ولمساعدة المريض على السعال.
عادة ما يبقى المريض لمدة 48 ساعة في العناية المركزة لينقل بعدها إلى غرفته الخاصة بجناح المرضى، بالرغم من أنه يبقى على اتصال بوحدة العناية المركزة من خلال جهاز خاص يرسل عن بعد التخطيط القلبي المستمر إلى شاشة المراقبة الرئيسية في العناية المشددة
وهكذا حتى يتخرج المريض من المستشفى بعد أسبوع من العملية ليمارس نشاطاته الاعتيادية - بإذن الله -.
د. موفق عبدالمولى(*)
(*) إخصائي التخدير والعناية المركزة بمستشفى الحمادي بالرياض
|