قدر لي أن اقوم في اول يوم دراسي بتوصيل بناتي الى مدارسهن وقد رأيت العجب العجاب، آباء وابناء وسائقين،من كل قطر عربي وآسيوي وافريقي وهندي وباكستاني واندونيسي وفلبيني و و و و الكل يريد أن يصل إلى باب المدرسة وخاصة السائقين من مختلف الأجناس لو تمكن احدهم من ادخال مقدمة السيارة من باب المدرسة لفعل وما ذلك الا تنفيذا لوصايا الأمهات قبل الاباء ضمانا لوصول مرسولهم إلى مدرسته وقد شد الموقف انتباهي فقررت في نفسي أن اعيد التجربة مرة اخرى ففعلت في الغد ما فعلته بالأمس ولكن هذه المرة ابتعدت عشرات الامتار وصرت اراقب حدث اليوم.
الامر فيه ما يسر وفيه ما يحزن وفي البداية اقول جزى الله حكومتنا كل خير حيث وفرت لبناتنا حافلات لنقلهن من باب المنزل إلى باب المدرسة فهذا خير وجيد ولكن من المؤسف أن بعض اولياء الامور يعمد إلى نقل بناته هو بنفسه او سائقه الهندي او الباكستاني كمستغنى عن الحافلة لماذا؟ لا ادري ولكنهم بهذه الطريقة اضاعوا الوقت على الحافلة بمرورها على البيت دون أن تركب الابنة واشغلوا انفسهم في امر يمكن الاستغناء عنه وتسببوا في زيادة زحمة الشوارع المتجهة إلى المدرسة واركبوا بناتهم سواء فرادى او جماعات مع سائقين اجانب والغالب بدون محرم فارتكبوا بذلك اثما وكما قلت الامر فيه ما يسر وما يحزن فالمنظر جميل حينما ترى بنانتا يأتين من كل حدب وصوب لينهلن من العلم في كل فن وجميل حينما ترى البعض من الآباء بل والاجداد يشاركون في نقل بناتهم من والى مدارسهن بسياراتهم ولكن القبيح أن ترى اكثر من 90% من الناقلين للبنات من الأجانب من كل جنسية ومخيف حينما ترى بعض الأطفال او قل صغار السن اجزم ان اعمارهم لا تصل الى الثالثة عشرة يساهمون بنقل اخواتهم الى مدارسهن وهذا منظر مرعب حينما ترى السائقين متجهين الى المدارس وللاسف بدون انتظام ولا تنسيق فتارة ترى الكل قادماً ولا مجال للعائد أن يعود الا بكل كلفة فهي معركة الصباح والظهر في كل ايام الدراسة.
الحقيقة ان الامر يحتاج الى دراسة جدية من كل جانب من حيث زيادة حافلات النقل لانه لو اريد نقل جميع الدارسات لما امكن نقل ولا النصف منهن على الموجود من وسائل النقل والمفروض ان ننقل الجميع لان في ذلك عدة مصالح ولكن مادام ان الامر على هذا الحال فلابد من تنظيم للوصول الى المدارس بسهولة بحيث توصد جميع الشوارع المحيطة بالمدرسة على بعد خمسين الى سبعين مترا لتقف جميع الناقلات عند الحواجز لتفرغ ما بها ثم تعود بسهولة خاصة مدارس المجمعات وهذا يحتاج الى اثنين من رجال المرور على الاقل ويمكن الاستعانة بالمتقاعدين منهم بمكافآت مناسبة لان الخبرة لديهم ولاشك افضل من الآخرين ولكبر سنهم ونضج عقولهم وطول مراسهم في مجال التنظيم وبهذه المناسبة اقول لمسؤولي المرور لماذا نكتب وننادي ونقترح اجراء بعض التنظيمات والتعديلات المرورية الضرورية ولا حياة لمن تنادي فهل من الضروري ان يكون صاحب الرأي او الاقتراح مسئولاً كبيراً او صحفياً مشهوراً ولقد دعوت بالصحافة وحتى بالتليفون كلا من المرور والبلدية لاعادة وضع شارع عنيزة نظرة فاحصة ابتداء من شارع الامير ماجد وحتى شارع احمد بن حنبل من حيث المرتفع الحاصل في جزء منه ومن حيث خنقه في جزء آخر ومن حيث عمل فتحة للرجوع الى الخلف يستخدمه خاصة من افرغ حمولته من الطالبات ويريد الرجوع الى حي الريان لتخف بذلك الزحمة عند اشارة التقائه مع شارع الامام احمد مع قفل المداخل القريبة من الاشارة حتى لاتزداد الزحمة ايضا فهل من مجيب ليحصل التعاون والتسهيل ولا بأس لو اخذ برأينا المتواضع مادام يصب في المصلحة العامة واكيد ان ذلك لن ينقص او يسلب من رجال المرور حقهم في التفكير والتنظيم وقبل الختام اوجه رسالة الى وزير التربية بأن مسألة نقل الطالبات والطلاب اهم من يوم الحليب.
صالح العبدالرحمن التويجري
|