Thursday 23rd october,2003 11347العدد الخميس 27 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

رحمك الله يا شيخ فالح رحمك الله يا شيخ فالح
سلطان الراشد - الرياض

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد: فقد وقع علينا نبأ وفاة الشيخ فالح بن عبدالعزيز الفالح السعدون عميد أسرة السعدون وقوع الصاعقة، وعزاؤنا أن هذا قضاء الله وقدره، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون، وإنَّا على فراقك يا شيخ فالح لمحزونون.
والشيخ فالح عالم جليل ينتهي نسبه الى قريش القبيلة العربية العريقة قبيلة المصطفى صلى الله عليه وسلم وتحديداً الى الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه.
من أسرة لها اليد الطولى في تاريخ العرب والمسلمين، وعرفت الشيخ رحمه الله محباً للعلم ولطلبة العلم يمازحهم ويناقشهم ويفيد ويستفيد ومجالسه لا تخلو من فوائد جمة في شتى أنواع العلوم عرف عنه رحمه الله غزارة المعرفة في الأنساب وكان دقيقا في تفاصيلها كونه عميد أسرة عريقة ويجمع بين ذلك وبين العلم الشرعي.
ولكثرة تنقلاته في أرجاء المملكة العربية السعودية بحكم عمله فقد كانت له معرفة جيدة في كل ما يختص بالمناطق المختلفة عادات أهلها وشمائلهم وكان أسلوبه في الحديث عن ذلك مشوقا، وخدم رحمه الله الدولة السعودية وفقها الله منذ أكثر من نصف قرن عمل خلالها في عدة مجالات شملت هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة وأخيراً وزارة الداخلية.
ويذكر للشيخ أنه أول من أشار بإحداث الشبابيك الجانبية في محلات الخياطة النسائية ومن خلال أسفاره كان يوجِّه الناس وينصح ويعلم ويرشد ويدعو لله وفي الله وعرف عنه رحمه الله ملازمته لكتاب الله، ولكتب أئمة الدعوة السلفية كالامام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم والمجدد الامام محمد بن عبدالوهاب رحمهم الله جميعا.
وأما المساجد فالشيخ دائما تجده في الصفوف الأولى في الصلوات قلما يتخلف حتى وهو يعاني من آلام في رجليه، وقد رأيته أكثر من مرة يهادى بين أيدي ابنيه عبدالله وثامر وفقهما الله ذاهباً لأداء الصلاة في المسجد.
الشيخ رحمه الله من أزهد الناس بما في أيدي الناس يألف الناس وكذلك الناس يألفونه يداعب الصغير ويوجه الكبير وينصح في الله ويغار على دين الله وله في ذلك مواقف كثيرة ومعلومة.
وكما كان مهيباً في حياته كذلك كان يوم موته يوما مشهوداً.
وتذكرت عند الصلاة عليه مقولة الامام أحمد رحمه الله لأصحاب البدع مقولته الشهيرة «بيننا وبينكم الجنائز» فقد شهد جنازة الشيخ جمع من العلماء والأمراء يتقدمهم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وسمو سيدي صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز نائب وزير الداخلية، وسماحة المفتي العام للمملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ حفظه الله، وفضيلة الشيخ عبدالله بن جبرين حفظه الله، ومعالي الشيخ صالح آل الشيخ وجمع غفير من الأمراء والعلماء وأقارب الشيخ ومحبيه.
ومن علامات حسن الخاتمة التي نسأل الله أن ختم للشيخ بها عند وفاته ان أبناءه وجدوه رحمه الله كالنائم وقد أشار بالسبابة بالتشهد فلما أرادوا تحريكه أيقنوا أنه توفي رحمه الله.
وذكر لي الشيخ الجليل عبدالله بن حسين السعيد رئيس مكتب الدعوة بالعزيزية انه رأى الشيخ في المنام قبل وفاته بليلة واحدة - وهو بعيد عهد بالشيخ - يقول رأيته رحمه الله على سرير بهيئة طيبة وعنده أحد أبنائه فقلت له وأنا أعلم أنه يشكو من رجليه كيف الحال يا شيخ فقال طيب طيب يقول الشيخ عبدالله فنعي لي الشيخ بعدها.
فنسأل الله أن تكون تلك عاجل بشرى المؤمن وقذ ذهبت النبوات وبقيت المبشرات الرؤيا يراها العبد الصالح فتأتي كفلق الصبح فعسى الله أن يرحم الشيخ وأن يكون ختم له بعمل صالح وأنه الآن طيب طيب.
عزاؤنا في الشيخ انه ترك عملا صالحا وعلما نافعا وأبناء نحسبهم على الاستقامة والصلاح والله حسيبهم، نفع الله بهم ووفقنا وإياهم لما يحبه ويرضاه، وأعلى درجة الشيخ فالح في المهديين وجمعنا به في عليين، اللهم آمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved