يوم أطلق وزير الدعاية النازي جوبلز دعوته لجهاز الإعلام الألماني بابتهاج الكذب وترديده حتى يصبح من كثرة تداوله وكأنه حقيقة، «بقوله اكذب... ثم اكذب حتى يصدق الآخرون».
يوم نفذ موظفو جوبلز هذه الطريقة لنشر الأكاذيب النازية التي كاد الناس يصدقونها لكثرة ترديدها، لم يكن في عصرهم تطور لوسائل الإعلام وسرعة انتشار الأخبار وامكانية التحقق من صدق المعلومات بعد تفوق التقنية التي جعلت من الصعوبة صمود الكذب الإعلامي الذي يرتزق منه عدد من الصحافيين الكذابين ووسائل الإعلام التي ظلت تعيش على مائدة من يدفعون لترويج كذبهم خدمة لمصالح ذاتية أو قطرية، ولهذا وبعد أن انكشفت أكاذيب الصحف ووسائل الإعلام المرتزقة ابتعد عنهم المانحون الذين وجدوا عدم جدواهم وقلة فائدتهم ولذلك فقد أفلست الكثير من الصحف واغلقت محطات تلفزيونية وإذاعية أبوابها، ومع هذا ظلت بعض الصحف والمحطات الاذاعية والتلفازية تواصل عملها معتمدة على ترويج الكذب ونشر الاشاعة المغرضة، إذ برغم من ثبوت عدم جدوى الكذب إلا أن الغباء لا يزال يسير أفعال بعض الأنظمة المغفلة التي تعيش بعقلية عهود جوبلز والتي تعتمد على الكذب والكذابين في تمرير مصالحها وترويج ادعاءاتها، ومع ان هذه الأنظمة مكشوفة، وكذا الصحف والمحطات الفضائية التي أصبحت معروفة ومشخصة من قبل المتلقين قراء ومشاهدين كما شخّص الصحفيون ومقدمو البرامج الذين امتهنوا الارتزاق، وأصبحت أسماؤهم مرتبطة بالعملة التي يقبضونها، فعبدالباري عطوان أصبح اسمه عبدالباري دولار، وعادل حمودة يتندر الزملاء الصحفيون بمناداته باسم عادل استرليني، وهكذا شخّص الكذابون وعرفت صحفهم من القدس العربي الى صوت الأمة اللتين أصبحتا لا هم للمشرفين عليهما ومن يمولهما سوى مهاجمة ونشر الأكاذيب عن المملكة.
|