تعيش الرياض بقيادة أميرها سلمان بن عبدالعزيز مناخات إيجابية في جميع مجالات الخير والنماء، حيث تشكل الرياض إحدى المناطق ذات الجذب العالي، وبها من الخصائص ما جعلها مكاناً ملائماً للاستثمار في العديد والعديد من الحقول المتنوعة.
حول مناخات الاستثمار في مدينة الرياض نطرح بعضاً من الملامح التي عكسها تقرير صادر من الهيئة العليا لتطوير الرياض في فترة مضت، حيث أشار إلى عدد من الحقائق والرؤى الخاصة في العاصمة.
الخصائص السكانية
تعد الرياض واحدة من أسرع مدن العالم نمواً، وهذا النمو يقابله نمو مماثل للتركيبة السكانية، التي شهدت قفزات متوالية عبر السنوات العشر الأخيرة بمعدل نمو حوالي 1 ،8 بالمائة سنويا، فبينما كان عدد السكان حوالي 30 ألف نسمة في بداية الستينات الهجرية ارتفع عام 1417هـ 1996م إلى 1 ،3 ملايين نسمة، وفي عام 1422هـ (2001م) تقدر الهيئة سكان الرياض بـ000 ،500 ،4 نسمة، ويتوقع أن يبلغ السكان حوالي 6 ملايين نسمة عام 1427هـ (2007م).
متوسط العمر
أغلب سكان الرياض من فئات الأعمار الصغيرة، ومتوسط العمر لإجمالي السكان حوالي 22 عاماً وتشمل التركيبة الإجمالية حوالي 50 بالمائة تحت العشرين و2 بالمائة فقط فوق الستين، ومتوسط عمر السعوديين الذكور نحو 18 عاماً والسعوديات 17 عاماً أما بالنسبة لغير السعوديين فمتوسط العمر حوالي 32 عاماً للذكور، و29 للإناث، (53 بالمائة) من سكان الرياض السعوديين تتراوح أعمارهم بين 15-60 عاماً، بينما تبلغ نسبة الأجانب في هذه الفئة العمرية 75 بالمائة.
الجنس
نظراً إلى إن الرياض مدينة جاذبة للعمالة، فإن أعداد الذكور تزيد على أعداد الإناث، حيث تبلغ نسبة الذكور 58% من إجمالي السكان ونسبة الإناث 42% وتبلغ نسبة الذكور بين السكان السعوديين 54% ونسبة الإناث 46% من إجمالي السكان السعوديين أما غير السعوديين فتبلغ نسبة الذكور 67% ونسبة الإناث 33%، ويرجع هذا الاختلاف في توزيع السكان وتصنيفاتهم من حيث العمر والجنس إلى طبيعة السكان غير السعوديين الذين يفدون للعمل، حيث يغلب على الوافدين أن يكونوا في مقتبل العمر ومن الرجال.
الأسر
شهدت الرياض زيادة ملموسة في عدد الأسر التي تعيش فيها، فبينما كان هنالك حوالي 205 آلاف أسرة عام 1407هـ (1986م) منها حوالي 109 ألف أسرة سعودية، ارتفع عدد الأسر بمدينة الرياض عام 1417هـ (1996) إلى 434 ألف أسرة تقريباً، منها حوالي 289 ألف أسرة سعودية، ويقدر عدد الأسر في الرياض في عام 1422هـ (2001م) بحوالي 719 ألف أسرة، منهم 535 ألف أسرة سعودية.
ويتوقع أن يشهد عدد الأسر معدلات نمو نسبة 7% بالمائة خلال السنوات القادمة ليبلغ حوالي 018 ،1 ألف أسرة في عام 2006م. ويبلغ متوسط عدد أفراد الأسرة بالنسبة لإجمالي الأسر في الرياض من سعوديين ومقيمين حوالي 7 أفراد بينما يبلغ بالنسبة للأسرة السعودية حوالي 8 أفراد، ولغير السعوديين حوالي 5 أفراد.
الدخل والإنفاق
ارتفع متوسط الدخل للفرد عبر السنوات ارتفاعاً تصاعدياً من حوالي 45 ألف ريال سنوياً عام 1407هـ (1987م) إلى حوالي 53 ألف ريال عام 1411هـ (1991م) إلى حوالي 56 ألف ريال عام 1417هـ (1996م).
وفي مسح قامت به شركة استشارية عالمية في عام 2000م وُجد أن ما نسبته 26% من الأسر في مدينة الرياض يزيد متوسط الدخل السنوي لها عن 500 ،142 ريال (000 ،38 دولار).
وقدرت الدراسة نفسها أن حوالي 23 ،1 مليون من سكان الرياض يبلغ معدل دخلهم حوالي 293 ألف ريال سنوياً (73 ألف دولار)، وقدرت أيضاً حجم انفاقهم بما معدله 187 ألف ريال (500 ،49 دولار).
البنية الأساسية
تجتمع في الرياض مرافق البنية الأساسية المتقدمة، التي تواكب طموحات القطاعات الإنتاجية والاستثمارية وتعمل على تهيئة مناخ جيد للاستثمار من خلال شبكة طرق متقدمة ومحطات توليد كهرباء وشبكة اتصالات، وكانت هذه البنية عاملاً مؤثراً في أنشطة الرياض الاقتصادية.
العقارات
في الرياض سوق عقارية نشطة، وتختلف قيمة الإيجار تبعاً للمواقع والتجهيزات.. حيث تتراوح ايجارات المساكن والشقق التي تضم غرفتي نوم مع توابعها بين (15- 40) ألف ريال، والفيلا المحتوية على أربع غرف للنوم مع توابعها ما بين (40-100) ألف ريال سنوياً.. ويمكن استئجار عقار للأغراض المكتبية والاستخدامات المماثلة بقيمة تتراوح بين 200 - 500 ريال للمتر المربع سنوياً.
وتتراوح أسعار الأراضي السكنية في مدينة الرياض ما بين 200 - 1000 ريال للمتر المربع وذلك تبعاً للموقع ومدى توفر المرافق العامة، كما تتراوح أسعار الأراضي التجارية ما بين 400 - 3000 ريال للمتر المربع، أما بالنسبة للمشروعات الصناعية فيمكنها الحصول على الأراضي اللازمة لإقامة مصانعها في المدن الصناعية القائمة والمطورة بمدينة الرياض - إذا توفرت فيها أراضٍ صناعية - بأسعار رمزية، علماً بأن القطاع الخاص ممثلاً بالغرفة التجارية الصناعية بالرياض قام بإعداد دراسة جدوى اقتصادية للمساهمة في تطوير جزء من الأراضي العائدة للدولة في منطقة سدير بالتنسيق مع وزارة الصناعة والكهرباء والجهات المعنية.
وقد بلغ مجموع مساحات المناطق المطورة في مدينة الرياض حوالي 62% من إجمالي مساحة المرحلة الأولى من النطاق العمراني للمدينة والبالغ 632كم2، وتمثل الأراضي القابلة للتطوير 98% من الأراضي البيضاء الواقعة داخل هذه المرحلة من النطاق العمراني منها 71كم2 مخصصة للاستخدامات السكنية والتجارية.
ويمثل إجمالي المناطق المطورة في مدينة الرياض 35% من المساحة الإجمالية المحصورة داخل نطاقها العمراني بمرحلتيه الأولى والثانية التي تبلغ 1782كم2 مع العلم بأن أكثر من 90% من الأراضي البيضاء الواقعة داخل هذا النطاق قابلة للتطوير منها 42كم2 للاستخدامات الصناعية ونحو 472كم2 للاستخدامات السكنية والتجارية، كما توجد حالياً مدينتان صناعيتان في الرياض، الأولى مطورة بالكامل ومساحتها 451 ألف متر مربع بها 51 مصنعاً، والثانية طور منها مساحة 12كم2 وفيها 515 مصنعاً وباقي مساحة هذه المدينة تحت التطوير.
أما بالنسبة لتكاليف البناء في مدينة الرياض فإنها تتراوح ما بين 1500 - 3000 ريال/م2 للمباني السكنية، و1500 - 4000 ريال/م2 بالنسبة للفلل (الفيلا تضم أربع غرف نوم وتوابعها) وتتراوح بين 1000 - 2000 ريال/م2 للمنشآت الصناعية ويتوقف ذلك على المواصفات المحددة لكل نوع من أنواع هذه المباني.
الخدمات الصحية
تتمركز في الرياض الخدمات الصحية ومراكز الأبحاث الطبية، ففي العام 1418هـ بلغ عدد مستشفياتها (48) بالإضافة إلى (287) مركز رعاية صحية أولية و(195) مستوصفاً خاصاً. وتجرى في مستشفيات المدينة عمليات جراحية متقدمة، كعمليات الجراحة بالمناظير والقلب المفتوح، نقل وزراعة الكلى والكبد، وعلاج الأورام السرطانية وتستفيد المرافق الصحية في المدينة من المساندة التي تقدمها مراكز الأبحاث الطبية، ومراكز تأهيل المعاقين.
ولقد ارتفع عدد الأسرة بمدينة الرياض في المستشفيات التابعة لوزارة الصحة والقطاع الخاص من 5975 سريراً عام 1417هـ إلى 6145 سريراً عام 1418 بارتفاع نسبته 8 ،2% سنوياً.
وبلغ عدد الأطباء وأطباء الأسنان في هذه المستشفيات (3471) طبيباً عام 1418هـ ويبلغ عدد المستشفيات التابعة لوزارة الصحة والجهات الحكومية الأخرى 38 مستشفى و10 مستشفيات تابعة للقطاع الخاص، كما يوجد في المدينة مستشفى للطب الرياضي تابع للرئاسة العامة لرعاية الشباب.
الخدمات التعليمية
في الرياض قطاع تعليمي نام وجامعتان رئيسيتان هم جامعة الملك سعود وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ويزيد عدد طلابهما في مدينة الرياض على 78 ألف طالب وطالبة في عام 1420/1421هـ.
وذلك بالإضافة إلى كليات الرئاسة العامة لتعليم البنات التي تجاوز عدد طالباتها 16000 طالبة في العام نفسه.
ويبلغ عدد المدارس للمراحل التعليمية المختلفة نحو 1800 مدرسة يتجاوز عدد الدارسين فيها 642 ألف طالب وطالبة، فضلاً عن سبعة معاهد مهنية وفنية زاد عدد طلابها على 7 ،5 آلاف طالب عام 1420هـ/1421هـ كما بلغ عدد كليات مدينة الرياض 28 كلية مقابل 117 كلية على مستوى المملكة وبلغ عدد الخريجين والخريجات حتى عام 1420/1421هـ نحو 18000 خريج وخريجة.
الخدمات الثقافية والفكرية والترويحية
تحتضن الرياض كثيراً من المنارات الثقافية والفكرية منها: المتحف الوطني، دارة الملك عبدالعزيز، المركز الثقافي بالفوطة (مركز الأمير فيصل بن فهد الثقافي) النادي الأدبي، ومركز الأمير فيصل بن فهد للفنون التشكيلية، إلى جانب مكتبة الملك فهد الوطنية، ومكتبة الملك عبدالعزيز العامة ونحو 50 مكتبة أخرى.
وتصدر في مدينة الرياض 55 من الصحف والمجلات اليومية والأسبوعية والشهرية والفصلية، منها: الرياض، الجزيرة، الأسرة، الرياض ديلي (بالإنجليزية)، اليمامة، الدعوة، المجلة العربية، الفيصل، مجلة العرب، الدارة. ومجلة (تجارة الرياض) التي تصدرها الغرفة التجارية الصناعية بالرياض لخدمة الفعاليات الاقتصادية، بالإضافة إلى عدد كبير من نشرات الدوائر الحكومية والمراكز المتخصصة.
وقد اختيرت مدينة الرياض عاصمة للثقافة العربية عام 2000م وأقيم خلال ذلك العام الكثير من الفعاليات الفكرية التي استمرت بعد نهاية ذلك العام.
ومن ذلك البرامج الثقافية لدارة الملك عبدالعزيز، مكتبة الملك فهد الوطنية، المتحف الوطني، ومؤسسة الملك فيصل الخيرية، وبالإضافة إلى برنامجها الثقافي المميز، تقوم مؤسسة الملك فيصل الخيرية بتقديم جوائز سنوية للمبدعين من جميع أنحاء العالم في العلوم والآداب وخدمة الإسلام.
كما تحتضن مدينة الرياض سنوياً المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية، ويتميز هذا المهرجان بكونه مناسبة ثقافية رئيسة في المملكة لتخللها منتديات فكرية وشعرية، تستضيف العاصمة فيها شخصيات عربية وإسلامية وعالمية للمشاركة في العديد من الندوات المتخصصة، ويتزامن مع الأنشطة الفكرية إحياء للصناعات التقليدية في قرية الجنادرية القريبة من مدينة الرياض وتحظى أنشطتها بإقبال كبير من السكان والزوار.
وتحتوي مدينة الرياض على العديد من المرافق الرياضية منها 40 نادياً عدا المنشآت الترفيهية والثقافية مما أهل المدينة لاستضافة مؤتمرات وبطولات ولقاءات عربية وإقليمية ودولية.
ومن المنشآت المتميزة في المدينة استاد الملك فهد الدولي، الصالة الرياضية، مكتبة الملك فهد الدولي، الصالة الرياضية، مكتبة الملك فهد الوطنية، مقر الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، العديد من الصالات والملاعب الرياضية والساحات الشعبية والمنشآت الثقافية المتنوعة، ويوجد في الرياض حوالي 300 حديقة عامة وحديقة حيوان، ومتاحف وساحات عامة، وملاعب رياضية موزعة على أحياء العاصمة.
القطاعات الاقتصادية
قدرت قيمة ما يولده اقتصاد الرياض من سلع وخدمات في العام 1421هـ بحوالي 1 ،75 بليون ريال، منها حوالي 2 ،52 بليوناً تمثل مساهمة القطاع العام والنفطي. وتمثل مساهمة القطاع الحكومي حوالي 8 ،49 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي لمدينة الرياض، وهذا ناتج من كون الرياض عاصمة المملكة والمقر المركزي لغالبية الدوائر الحكومية، بما في ذلك جميع الوزارات الحكومية، وكون الحكومة صاحب العمل الأكبر في الرياض.
وفي القطاع الخاص بلغ عدد الشركات والمؤسسات المسجلة في مدينة الرياض التي ما زالت قائمة بنهاية عام 2000م أكثر من 146 ألفاً، أي حوالي 30% من مجموع السجلات القائمة لجميع أنحاء المملكة.
الصناعة
تحتل العاصمة المرتبة الأولى بين مدن المملكة في عدد من المصانع المنتجة المقامة فيها، التي بلغ عددها 1150 مصنعاً من عام 1421هـ وهو ما يمثل نسبة 35% من إجمالي مصانع المملكة.
وبلغ إجمالي الاستثمار في هذه المصانع 34 بليون ريال ومجمل العمالة حوالي 120 ألف شخص في عام 1421هـ.
وتوزع الصناعة في الرياض على النشاطات التالية:
- صناعة المنتجات المعدنية المصنعة والماكينات والمعدات 32%
- الصناعات الكيماوية والمنتجات البلاستيكية 18%.
- صناعة مواد البناء والصيني والخزف والزجاج 16%
- صناعة المواد الغذائية والمشروبات 13%.
- صناعة الورق والطباعة والنشر 7%
- صناعة المنسوجات والملابس والجلود 6%
- صناعة الخشب والمنتجات الخشبية والأثاث 5%.
الزراعة
يعد القطاع الزراعي بمنطقة الرياض من القطاعات الرئيسية ذات الأهمية النسبية العالية، حيث تبلغ المساحة المزروعة نحو 400 ألف هكتار، أي حوالي 30% من مجموعة المساحة المزروعة في المملكة، كما حققت معدلات عالية من الإنتاج خاصة الفواكه والخضراوات، حيث قدم هذا القطاع في موسم 1999م حوالي 40% من انتاج المملكة من الحبوب و50% من القمح و45 بالمائة من انتاج البرسيم، وأكثر من ثلث محاصيل الطماطم والبطيخ وأكثر من نصف انتاج الشمام، ونحو ثلث انتاج التمور. وتحتل الرياض موقعاً متوسطاً بين المناطق الزراعية الرئيسة في المملكة مما يجعلها سوقاً ومركزاً إقليمياً لتوزيع منتجاتها، خاصة لقربها من محافظة (الخرج) التي تعد واحدة من أكبر المناطق الزراعية في المملكة.
|