داومت في مبنى إدارة التربية والتعليم (بنات) بالرياض لأكثر من عشرة أيام لزوم المراجعة لتسوية أوضاع وظيفية خاصة بزوجتي وقديماً قيل لي الداخل للإدارة مفقود والخارج منها مولود للتدليل على الروتين الرتيب الذي يسيطر على أعمال ومعاملات الإدارة!!
هذا الانطباع المسبق دفعني لتقديم إجازة اضطرارية لكي أتفرغ لفك طلاسم الروتين المنتظر!!
كان أول من التقيته في الإدارة هو مدير مكتب المدير العام، شاب لبق ومؤدب، قلت في نفسي ربما أنه يمثل نوعية نادرة من موظفي الإدارة لايقاس عليها وطلبت منه ان أقابل المدير العام الدكتور ابراهيم بن محمد العبدالله، فشرح لي أن مقابلة الدكتور متاحة للجمهور طيلة فترة الدوام فكان اللقاء مع المدير العام، خرجت منه بتصور مزدوج عن الإدارة فسعة صدره وتجاوبه مع المراجعين يشعرك بأن جديدا قد طرأ فعلا على روح العمل في الإدارة لكن بقايا الروتين لاتزال تحكم بعض قراراته ربما أنه لايزال يدرس قضايا تعليم البنات بصفته قادماً جديداً من تعليم البنين وهي قضايا معلّقة بأمر الروتين، عايشت منها ما يمس المعلمات من توظيف وتثبيت وندب ونقل!!
خرجت من مكتب المدير العام مسروراً ربما لبشاشة الرجل لكنني بصدق لا أدري هل حسم الأمر أم لايزال للروتين بقية ولم تدم الصورة الضبابية طويلاً فقد تأكدت أن المشوار لايزال طويلاً بعد تحول الموضوع إلى مكتب إشراف الجنوب لتبدأ قصة أخرى!!
لكن الأكيد الذي خرجت به من إدارة تعليم البنات هو رغبة الرجل الأكيدة في تصحيح كثير من الأوضاع الخاطئة التي يقف عليها أو التي ينقلها له المراجعون خاصة تلك التي تمس شريحة كبيرة من المعلمات وحركة التصحيح هذه تحتاج أولاً إلى تسريع وتيرة العمل داخل الإدارة نفسها وتجديد الدماء فيها وتخليصها ممن تبلّدوا بفعل الروتين!!
|