مع حلول الشهر الكريم أرى أنه من الأنسب لكثير منا تعديل نمط برنامجه اليومي خاصة فيما يتعلق بالتنقل داخل المدن الكبيرة كالرياض، فمع أول صباح رمضاني ستشهد الطرقات كثافة مرورية وزحاماً عنيفاً قبيل العاشرة نظراً لتزامن بدء الدراسة للطلاب والعمل للموظفين، وكان المأمول دائماً والمناشدة كانت مستمرة لرجال المرور الأكارم بإعمال عقولهم لتتفتق عن أفكار جيدة تحل معضلة المرور وآلام المخارج على الدائري، غير ان الملاحظ هو ان هؤلاء رغم اجتهادهم ورغم ما تلقوه من تعليم وتدريب داخلي وخارجي مازالوا بحاجة لمزيد من السنين للتوصل لحلول، أو على الأقل تمنحهم فرصة حتى يتم الانتهاء من حراج اللوحات المميزة ودفاتر قسائم المخالفات القديمة التي يعتبر اتلافها هدراً مالياً لذلك كان من الأجدى حث الأفراد على انفاذها أولاً بأول بتسجيل المخالفات.. ولا ريب ان من يشتري لوحة تفوق قيمتها قيمة دية مسلم لن يهتم بقيمة مخالفة.. ومن أجل ان نكون متعاونين مع المرور فقد يكون من الأنسب ان نتخذ إجراءات خاصة بنا كأن يطلب عدد كبير من الموظفين إجازات خلال شهر رمضان وان يتم ايصال التلاميذ لمدارسهم بعد الثامنة صباحاً ثم الانطلاق للعمل فورا استثمارا للوقت قبل التحام الحديد بالحديد في الانفاق والجسور وقبل فلتان الأعصاب وارتفاع الضغط والسكر، وربما كان من المفيد السكن مؤقتا في شقق مفروشة قريبة إما من المدارس أو مقر العمل لاتقاء شر مشوار أو أكثر.. وقد تكون لدى الغير حلول أفضل غير اني استطيع التأكيد بأن من ينظم وقته ويرتب أموره سيتغلب على كثير من مشكلات المرور والزحام، ويحفظ أعصابه من التلف.
|