في الأمس القريب وفي يوم الجمعة الموافق 29/7/1424هـ ودع المستودع الخيري في بريدة رجلا من رجاله الاوفياء ونموذجا حيا للاخلاص، حيث انتقل الى رحمة الله الاخ الاستاذ عبد العزيز الخميس والذي كان مثالا للوفاء والاخلاص، والعمل الخيري ميزة لهذه البلاد ولا يتوقف ابناؤه عند حد معين، او زمن دون زمن، فاذا فقد المستودع الخيري ابا احمد فهناك رجال آخرون نحسب انهم مخلصون واوفياء.
وفقيدنا ابو احمد كان مع المستودع الخيري منذ اللبنات الاولى لانشائه فما تذهب الى مشروع من مشروعات المستودع التي تزيد عن الثلاثين، الا وترى لأبي أحمد لمسات بل تجده بشخصه في غالبها، تفهم هذا جليا من العاملين في المستودع فان سألتهم عن المشاريع التي تخصص فيها ابو احمد فتعلوهم الحيرة وما ذاك الا انه رحمه الله له في كل مشروع باع، وان ألححت عليهم في ذلك فهم:
يُظِلُّون المناقب منه شتَّى
ويؤون التقى والصالحات |
والموت لا شك يتخطف الأحباب والأخيار، فهل يا تُرى نعجل بمراجعة انفسنا ونستشعر انه لا يبقى لنا الا الذكر الصالح او العمل الجاري؟
مضيتَ ابا احمد وطالما كنتَ محتميا في الجنائز، لا تُرى سيارة الانارة في الجنائز الا وانت قد سبقتَ بها تجهزها للمشيعين والجزاء من جنس العمل فنسأل الله ان ينور لك في قبرك.
أبا احمد لم تدخر وسعا في كل ما من شأنه رفعة العمل الخيري فكرة ورأيا وعملا وتنفيذا، كم كنت عطوفا على الفقراء والمساكين الذين هم:
أسر مالت بها الدنيا فلم
تلق عندك الا الركن الركينا |
أما الايتام فنقول معهم:
من لليتيم تتابعت ارزاؤه
هلك الاب الحاني وضاع المال |
ان المستودع الخيري يبكيك ويبكيك الخير كله، فطالما كنت سريعا الى الخير، فكان اسرع منك، فنحسب ان الله قد اختار لك الخير.
ابا احمد كم كنت سببا بعد الله في فك اسير من سجنه.. فقضيت دينه ولملمت شعث اسرته بتوجيه من شيخك رئيس المستودع، ولا نعلم ميتا بكاه السجناء فهنيئا لك تلك المزية التي عرفت بها بين العاملين في المستودع الخيري.
أبا أحمد كم من بيت من بيوت الله اشرفتَ على عمارته وتابعته في اطوار بنائه ممثلا للمستودع الخيري فلك الاجر من الله، والله لن يضيع اجر من احسن عملا.
يحج الناس في اربعة ايام او خمسة وفي راحة تامة، لكن الحج لدى ابي احمد ايام يتابع مشروع الهدي للمستودع الخيري، حيث يذهب قبل موسمه يتفقد المشروع ويجهز الهدي، وفي اثنائه يتابع سير العمل، وبعده يتابع التوزيع للمستحقين.
ولأحمد أقول:
ابكي لدمعك جاريا
ولدمع اخوتك الصغار
وأود انكم رجا
لٌ مثلَ والدكم كبار
أريت بيتكم عما
را لا يحاكيه عمار |
وكان شيخنا الشيخ صالح الونيان يتذكر بعض ذكرياته معه:
طالما قمنا الى مائدة
كانت الكسرة فيها كسرتين
وشربنا من اناء واحد
وغسلنا بعد ذا فيه اليدين
وتمشينا يدي في يده
مَنْ رآنا قال عنا اخوين |
أيها الشيخ الصابر المواسي لك الاجر من الله، كما صبرت، وكما واسيت، فلم تنس جميل افعاله، وكريم صفاته، فشيدت له ذكرا يبقى، وفرجت عنه اهله مصيبة كانت بعد وقوفك هينة، لك الله كما انسيتنا ألم المصيبة، وليس غريبا منك فأنت رجل المواقف والصعاب، وكأنك بفعلك هذا تعلمنا والعاملين معك دروسا حية انك مع العاملين، وانك لا تنسى صنيعهم وجميلهم في مستودع الخير والرحمة.
|