Wednesday 22nd october,200311346العددالاربعاء 26 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

كم من كلمة أضاعت لب القضية كم من كلمة أضاعت لب القضية
لولوة عبدالعزيز الحمدان

خطوط متعرجة متلونة.. أحرف متشابكة ومنها ما هو متناثر عشوائياً.. زخم خانق من الكلمات والأحرف والخطوط التائهة حيث لا مقر محدد لها ولا بناء واضح المعالم يصورها.. تتساقط هذه الكلمات على الطاولة المستديرة والتي تأخذ في الاستطالة أحياناً تئن مبدية ألماً وتضجراً يصل إلى حد الرفض الناطق وكأني بهذا الأنين يعلو ويعلو مردداً «قُتل الإنسان ما أكفره» ما أشد جحوده وعظم جوره.. الأنفاس تتلاحق بشكل مريع ويتهيأ للرائي مقدمة قطار ينفث دخانه مزمجراً ملتهماً المسافات وويل لمن يقع بين براثنه.. طاولتنا المستديرة تقلب نظراتها الزائفة من بين رتل الكلمات المتطايرة والألفاظ البذيئة والأحرف المفككة.. تحدق طاولتنا.. هذه في ملامح هذا المتربع على الكرسي المسكين والذي علا عويله من ثقل الوزن «جثة وبذاءة لسان» تحاول جاهدة إزاحة ما التحفت به من بذاءة هذا اللسان.. جماعة وأشتاتاً ولكن هيهات لها ان تستطيع فالطوفان مكتسح، تتسابق الأحرف بعضها البعض وكل كلمة تشتم ما قبلها علها تكون الأسوأ منها.. كأهل النار «كلما دخلت أمة لعنت أختها» لما تكون كذلك وهي تقذف هذا وتشب لهيب الفتنة بين هؤلاء والفضول يسيل من هذه النفوس المريضة.. لقتل كل حي أخضر في أرض الله.. فكم كلمة أشعلت الحرب بين الاخلاء.. وكم من كلمة حملت بين أحرفها الكذب والغش والتدليس ففككت الوحدة وأضاعت لب القضية إلى قشور الأهداف الشخصية لهذه النفوس المريضة.. ناهيك عن بندول الساعة الرقاص.. عفواً انه رأس المذيع المقابل الذي بات في حكم المؤكد ارتجاج المخ فيه.. هذا ان كان فيه من كثرة لفتاته الكاريكاتيرية المضحكة المبكية فشر البلية ما يضحك.. ولكن هناك عقول يُضحك بِها وعليها.. فيخربون بيوتهم بأيديهم عجزت هذه العقول ان تماثل عقول أصغر حشرة في الأرض في اهتماماتها بجماعاتها وتعاونها.
كل هذه الصور المشعة تطل علينا دورياً عبر الفضية التي يفترض بها ان تكون مصدر معرفة وتوعية وثقافة.. لكم تمنيت ان أمد «لي» المكنسة الكهربائية إلى داخل هذه القاعات «قاعة إفساد الرأي والرأي الآخر» وقاعة «دمار الذوق والأخلاق» وتشويه الحدائق وقاعة تبادل الشتائم وغيرهن كثير.. كم تمنيت ذلك لأسحب هذه الألسن من حلوقها وتكميم هذه الأفواه الناعقة.. فهل يا أمي أكون مخطئة عندما أقول على الدنيا السلام.. أصبحنا كالدقيق ديداننا من ذواتنا فلا لوم على القوم الآخرين فقد جنت على نفسها براقش.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved