يحاول الطبيب المصري خالد منتصر أن يثير ضجة إعلامية حوله باختلاق معركة وتخيل مؤامرات أحاطت بعملية فصل التوأمين تاليا وتالين على أيدي أطباء سعوديين قبل نحو أسبوعين من الآن..
ويفسِّر الطبيب المصري المثقف كل كلمة تقدير للطب والأطباء والخدمات الطبية في السعودية والتي رافقت نجاح العملية وأحداثها.. أنها تحمل وجهاً آخر من نوعية..
«ربنا يخليلكم السعودية تعالج عيالكم أيها المصريون».
ولقد دارت في رأسي وأنا أتابع بفخر نجاح العملية أفكار كثيرة ليست كلها إيجابية وإن لم تخل من ذلك..
لكن فكرة بكل هذه السوداوية لم تطرأ أبداً..
** فمن المؤكد أنني كنت أتذكر وأنا أتابع تفاصيل العملية المواعيد المتباعدة للموظفة البسيطة التي تعمل معي والتي تنتظر ثلاثة أشهر أو أربعة على المسكنات ريثما يتم إجراء عملية كشف بالمنظار لها..
** ولا شك أنني أذكر «قوارير فيفادول وشرطان أموكسيل» على أبواب مستوصفات الأحياء لكل الأمراض ولكل الأعمار..
** كما أنه من المؤكد جال في ذهني تشعب الخدمات الصحية لدينا وتفاوت مستوياتها بين كل جهة وجهة، فبعض القطاعات تقدِّم لمراجعيها مستوى من فئة VIP، بينما القطاعات الأخرى تعارك من أجل الحصول على سرير شاغر..
أما المدن الصغيرة والقرى.. فطائرات الإخلاء الطبي تلحق من تلحق.. وكثيرون تفوتهم رحلة الإخلاء ويتوجهون نحو رحلة أخرى ليرحمهم الله فيها ويريحهم من آلامهم..
** ومن المؤكد أن بعض الأفكار السلبية قادتني أيضاً إلى أحلام غريبة جداً.. ولا أدري هل هي مشروعة أم لا..
كأن يكون لوزارة التربية والتعليم مؤسسات طبية خاصة بها أسوة بغيرها يتعالج فيها المعلمون والمعلمات ويجدون مواعيد سريعة وخدمات راقية تليق بجهادهم اليومي في تربية الأجيال وحماية تفكيرهم من الخلل والجهل..
** كثير من الأفكار السلبية جالت في ذهني.. على الرغم من أن قشعريرة الفخر والزهو بالدكتور الربيعة و رفاقه ومن خلفه مؤسسة كبيرة وعظيمة كمؤسسة الحرس الوطني.. لم تكف عن غزو قلبي ومنحه مشاعر الفرح..
** غير أن كل هذا لم يجعلني أتخيل ولو جزءاً من الجزء من الواحد بالمئة أن يخرج على الصحافة طبيب مصري ويرى أننا نحن السعوديين نسعى لسرقة المجد الطبي المصري وأننا ننوي أن نضيف لمميزاتنا كدولة يحج لها الناس لإقامة شعائر دينهم ميزة أخرى بأن يقصدنا الناس أيضاً طلباً للطب والتطبيب..
والدفاع عن الحقوق المكتسبة مشروع لكن منع الناس من حقهم في العمل والسعي وإظهار هذا للملأ على أنه محاولة للتعدي وسرقة التاريخ فهذا أمر تأنف منه العقول المستنيرة..
ثم إن الطبيب شطب على كل تاريخ الطب السعودي وقال عنه أنه وليد يحبو وأنه لا يوجد أي عملية سجِّلت على يد طبيب سعودي..
من حقك أن تحب وطنك.. وتحافظ على سمعته.. لكن حتماً ليس من حقك أن تفسر الأمور وفق ما تريد وتصادر حقنا كسعوديين في العمل والنجاح والتفوق وسحب البساط من الآخرين بالطرق المشروعة والعمل الجاد..!
فاكس 4530922 |