* المدينة المنورة مروان عمر قصاص:
استضاف صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة في منزل سموه مساء أمس الأول الاثنين المستشار الدكتور ناصر بن محمد المصري من دولة الكويت الشقيق بحضور نخبة من أهالي المدينة المنورة وقد استهل سمو الأمير الأمسية بالترحيب بالجميع وتهنئتهم بقدوم شهر رمضان المبارك كما رحب بالمستشار الكويتي الذي بدأ محاضرته بالشكر لسمو الأمير على استضافته كما وجّه تحية وفاء للمملكة العربية السعودية قيادة وشعباً على موقفهم النبيل خلال الأزمة التي تعرضت لها بلده الكويت إبان الغزو العراقي.
ثم بدأ الدكتور المصري طرح العديد من الأفكار عن مشروعات متعددة لخدمة وتطوير آليات العمل في المدينة المنورة وفقا للاستراتيجية المعتمدة من إمارة منطقة المدينة المنورة ومنها التنمية المستدامة وتطوير التعليم والاهتمام بالبحث العلمي والتدريب والمركز الحضري وغيرها وقد اعتمد الباحث في طرحه على تجارب عديدة وركز على ضرورة الاهتمام بالأدمغة العربية التي لم تجد الاهتمام في الوطن العربي فهاجرت إلى دول العالم الأخرى وقدم احصائيات لعدد الأدمغة العربية المهاجرة والتي تعتبر خسارة كبيرة على وطننا العربي مطالباً باعتماد آليات للاستفادة من هذه الأدمغة خاصة وأننا في العالم العربي نعاني من التخلف في العلم والتكنولوجيا منتقداً نظام التعليم الجامعي ونظام الدراسة الجامعية والمناهج وقال انه علينا ان نثبت للغرب الذي يتهمنا بالإرهاب والجهل ومحاربة العلم أننا أمة جديرة بالتقدير والاحترام ليس بالكلام بل بالعمل والاجتهاد الذي يدعونا إليه ديننا الحنيف الذي نعتز بالانتماء إليه.
وامتدح الباحث الكويتي الاستراتيجية والرؤية المستقبلية التي وضعتها إمارة منطقة المدينة المنورة والتي يدعمها سمو الأمير مقرن وتقوم على نقل التكنولوجيا وقال ان برنامج هذه الرؤية سيجعل من المدينة المنورة إحدى أبرز مناطق المملكة في التعليم وفي العديد من المجالات وطالب الدارس بضرورة تأسيس مركز المدينة المنورة للترجمة والنشر و الطباعة ومركز المدينة المنورة للبحث العلمي لتبني المواهب العلمية ومساندتها كما دعا إلى تفعيل مشروع جامعة المدينة المنورة المفتوحة لتعليم الأمة والاستفادة من المرافق الحكومية التي تقفل ساعات طويلة خلال النهار والليل.
وقال ان المملكة بلد كبير يزخر بالعديد من القدرات والكفاءات المؤهلة لإحداث نقلة هامة لأنها تحمل فكراً قوياً نيراً يمكن تصديره إلى دول أخرى ويملك القدرة على التنافس مؤكداً على ضرورة توفير قاعدة معلومات في عالمنا العربي الذي يفتقر إلى إيجابيات هذه القاعدة.
كما شهدت الأمسية العديد من المداخلات والتعليقات حول الأفكار التي طرحها الباحث شارك فيها عضو مجلس المنطقة فلاح الجهني ومدير عام التربية والتعليم الدكتور بهجت جنيد والدكتور محمد سالم بن شديد العوفي أمين عام مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف والدكتور عبدالله حافظ مدير فرع جامعة الملك عبدالعزيز بالمدينة المنورة وغيرهم كما اختتم سمو الأمير مقرن الأمسية بالتأكيد على أهمية الأفكار التي طرحها الباحث الكويتي وقال انها ستأخذ جانباً من اهتمامات مجلس منطقة المدينة المنورة الذي سيناقش هذه المشروعات مؤكداً على أهمية الرؤية المستقبلية والخطة الاستراتيجية لمنطقة المدينة المنورة لتحقيق الاستفادة من التراث والقيم الإسلامية وتوظيف الإمكانيات البشرية والمالية والطبيعية المتاحة ورفع مستوى الإنتاجية.
وأكد سموه على أن هذه الرؤية المستقبلية والخطة الاستراتيجية تتضمن قيما جوهرية تشتمل على ضرورة مشاركة كل مواطن ومواطنة بها واعتبارهم جزءاً من النسيج الاجتماعي والثقافي للمنطقة والترحيب بقطاع الأعمال واحترام الإنسان واتقان العمل والتحلي بحسن الخلق والتميز في التعليم مشيراً سموه إلى أن الهدف الرئيسي لهذه الرؤية ان نكون مجتمعاً مسلماً نموذجياً متمسكاً بقيمه ودينه وتراثه لتحقيق الازدهار الذي نتطلع إليه وتهدف هذه الخطة إلى الارتقاء بمنطقة المدينة المنورة لتصبح مركزاً حضارياً عالمياً متميزاً في التعليم والسياحة والأعمال والنقل مستفيدين مما تعيشه بلادنا ولله الحمد من استقرار سياسي ووضوح في الرؤية المستقبلية للوطن الغالي وأكد سموه انه يولي اهتماماً كبيراً بهذه الخطة كما انها تحظى بدعم ومؤازرة من ولاة أمر هذه البلاد الحريصين على اعتماد كل ما فيه مصلحة المواطن والوطن مشيراً إلى أن المشروعات العملاقة التي تابعها ورعى وضع حجر الأساس لعدد منها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني خلال زيارته الأخيرة للمدينة المنورة تصب في هذا الاتجاه.
بعد ذلك تناول الجميع طعام العشاء على مائدة سموه وقد حضر المناسبة صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن مقرن بن عبدالعزيز ومعالي أمين المدينة المنورة المهندس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الحصين ومعالي مدير الجامعة الإسلامية الدكتور صالح العبود وفضيلة نائب الرئيس العام لشؤون المسجد النبوي الشريف الشيخ عبدالعزيز الفالح ومدير عام مكتب سمو الأمير مقرن عبدالعزيز الحواس وعدد من أعضاء مجلس المنطقة وجمع من المواطنين.
| 
