* الرياض - سلطانة الشمري:
أكد صاحب السمو الملكي الامير طلال بن عبد العزيز، رئيس برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الامم المتحدة الانمائية «اجفند»، الرئيس الفخري للجمعية السعودية لطب الاسرة والمجتمع اهمية التركيز على الرعاية الصحية الاولية وتعميمها بوصفها عماد الصحة للمجتمع الذي يهدف الى استشراف مستقبل جيد لافراده ونبه سموه الى ضرورة ان لا تكون الخصخصة في قطاع الصحة على حساب سواد المجتمع وغالبية افراده ودعا الى الخصخصة المتعلقة التي توازن بين الاحتياجات المجتمعية والضرورات الاقتصادية بعيدا عن هيمنة عقلية الربح والخسارة بحيث لا تصبح الخدمة الصحية سلعة يحصل عليها فقط القادرون على الدفع. كما اكد سموه ضرورة تطوير نظم التأمين الطبي ولوائحه واستقطاب شركات التأمين التي تمتلك مقومات التنافس وتحقق الجودة وتيسر للمواطن الحصول على الخدمة.
ودعا الامير طلال الى ضرورة التعجيل باقرار الفحص الطبي قبل الزواج بهدف مكافحة امراض الدم الوراثية التي تنتشر في بعض مناطق المملكة بصورة محزنة ومقلقة وشدد سموه على ان كل يوم يمر دون اعتماد هذا الاسلوب الوقائي الناجع المجرب في عدد من الدول التي استطاعت السيطرة على الظاهرة والقضاء عليها تماما يعني تفاقم الاوضاع حيث لا علاج معروفا لهذه الامراض حتى الآن.
واوضح الامير طلال في كلمته في اللقاء العلمي السادس للجمعية السعودية لطب الاسرة والمجتمع الذي بدأ أعماله مساء الاثنين 20 اكتوبر 2003م في قصر طويق بالحي الدبلوماسي ان المساعي مستمرة لاستصدار الزامية الفحص الطبي قبل الزواج كونه الوسيلة الوحيدة الناجحة للتصدي لهذه الامراض ووقف انتشارها. وقال سموه في الكلمة التي القاها بالنيابة عنه صاحب السمو الملكي الامير تركي بن طلال: على الرغم من ان التوعية بخطورة امراض الدم الوراثية وتحديدا الثلاسيميا والانيميا المنجلية، تتم بصورة باعثة على الرضا، ووسائل الاعلام تلفت الانظار باستمرار الى خطورتها إلا ان المخاوف تتزايد من تطورات هذه الامراض الفتاكة المعطلة للطاقات والقدرات المهدرة لمبالغ ضخمة حيث يؤكد الاطباء المختصون ان المملكة تتصدر دول العالم في انتشار هذه الامراض، ويحذرون بشدة من التباطؤ في اقرار الزامية الفحص قبل الزواج.
واشاد الامير طلال بالجمعية السعودية لطب الاسرة والمجتمع ونشاطاتها ووصف انعقاد اللقاءالعلمي السادس بأنه معبر عن حيوية الجمعية وحضورها الفاعل وقال: هذه الجمعية باسهاماتها العديدة، ومشاركاتها وتأثيراتها الايجابية، وامتداد فروعها وانتشارها في مناطق المملكة ومدنها، تعكس الدور الحقيقي المتوقع من منظمات المجتمع المدني في تقاسم الاعباء والمسؤوليات مع الحكومة ممثلة في اجهزتها الرسمية.
مشيرا الى تزامن انعقاد اللقاء مع مرور عشر سنوات على تأسيس الجمعية وقال الامير طلال ان ذلك يؤكد اهمية ترجمة المبادئ والتوجهات الى استراتيجية واضحة تأخذ في الحسبان الظروف والمستجدات التي تشهدها المنطقة والعالم واهمية ان تكون استجابة قوى المجتمع المدني لهذه التغيرات بالطرق المناسبة التي تزيد ثقة الدولة فيها الامر الذي يعين على اقامة علاقات متوازنة مع الجمعيات المماثلة ومع الاجهزة والمنظمات المعنية في الداخل والخارج.
|