* كتب - خالد الفايز:
في الحلقة الثانية التي نسعى من خلالها الى مواصلة المتابعة لما يدور في سوق الاسهم كان لابد لنا ان نفتح المجال امام المتعاملين في السوق سواء اولئك الذين يتعاملون عبر صالات البنوك او الآخرين ممن فضل متابعة اعماله عبر الانترنت.وهؤلاء منهم من هو مستجد على السوق أغرته الأرباح التي يسمعها عبر الصحف او هنا وهناك ومنهم من هو متعامل من سنوات سابقة وبلاشك تختلف رؤوس أموالهم ولكنها مجتمعة اعطت سيولة كبيرة للسوق ساعدت على ارتفاعه وبلاشك.
وهؤلاء بشكل عام يمكن تصنيفهم على انهم صغار المستثمرين او متوسطي الدخل فهم لا ينتمون لفئة المضاربين الكبار وايضا لا ينتمون لفئة المستثمرين الكبار ومن خلال ما لاحظناه نجد ان معظم هؤلاء يفضلون المضاربة اليومية او الاسبوعية بدلا من الاستثمار الطويل الاجل والذي يبعد صاحبه عن شاشات التداول لفترات طويلة.
وسعيا لكشف حالات هؤلاء النفسية وما يفكرون به والاسئلة التي يطرحونها وكذلك تجربتهم في السوق كان للجزيرة وقفة مع من يسمون «بعصب السوق».. وتمت اللقاءات عبر الانترنت مع جميع هؤلاء علما ان بعضهم يتعامل مع الانترنت لمتابعة الاخبار وما يدور في المنتديات بينما يفضلون التعامل في البيع والشراء عن طريق صالات الاسهم فيما يتعامل بعضهم عبر الانترنت مباشرة.
ربحي تقلص بنسبة 80% في شهر
* محمد الصالح 34 سنة يروي تجربته مع سوق الاسهم بقوله منذ قرابة اربع سنوات وانا اتعامل ببيع وشراء الاسهم والحمد لله شخصيا قانع بما خرجت به من ارباح.. ويضيف طوال فترة الثلاث سنوات السابقة لم يحدث ان شاهدت السوق بما هو عليه الآن فالوضع هذا العام وتحديدا منذ حرب العراق كان مختلفا من حيث الصعود الكبير الذي استطيع ان أصفه بالطفرة الحقيقية في سوقنا المحلي ولكن ايضا لم اشاهد كذلك هبوطا كالذي يحدث الآن فأنت بمفردك او بمن تستشير غير قادر على تحليل اداء هذه الشركة او تلك بدليل ان رأس مالي الذي دخلت به الى السوق كان مئة الف ريال وطوال السنوات السابقة التي تعاملت بها حققت اجمالي ربح يقدر بـ80000 ريال اي بما نسبته تقريبا 26% سنويا ولكن في هذا العام حققت ما قدره 120% منذ ستة اشهر فقط والى ما قبل سقوط السوق في يوم الاثنين الأسود حسب ما نصفه في سوقنا والذي نزل فيه مؤشر السوق بشكل قياسي بنحو 300 نقطة وبالتالي ومنذ ذلك اليوم والسوق أصبح غريبا عجيبا.
فمع الارتفاعات التي بحثنا عن مبرراتها ووجدنا انها فعلا موجودة لم نجد سببا مقنعا للهبوط الذي يتواصل على السوق حتى ان اجمالي ما ربحته شخصيا قد تقلص من 100% الى ما يقارب 20%. وحول أسباب الهبوط الحالي حسب رؤيته يقول انا من الذين يهتمون بأخبار الشركات ويسعون الى تحليلها وكذلك متابعة تحليلات المكاتب او المنتديات ولكن للأسف استطيع القول بأن لا تحليل حقيقياً لاداء السوق في الفترات الاخيرة بدليل ان هنالك اختلافا وتضاربا في التحليلات التي يطالعنا بها «س أو ص» من المحليين فهذا يقول لك: ان السعر العادل لشركة الكهرباء 140 وآخر يقول لك ان سعرها العادل 80 انظر الى الفوارق العجيبة في السعر وتعرف ان هنالك تخبطا واضحا وبالتالي السوق فقد نسبة كبيرة من مصداقيته واصبح بالتالي يخضع للعرض والطلب وبالتالي المضاربات السريعة.
سوقنا جذاب أكثر من أي وقت مضى
ومن ناحيته يضيف صالح المرداس 40 عاما ان السوق السعودي اصبح جذابا اكثر من أي وقت مضى واصبح يحظى بالمديح من قبل من تعامل معه وفقا لتعاملاته اليومية وليست تحليلات من يحاول ان يحلل، فهذا السهم قد يرتفع الى ان يصل نسبته العليا ومن ثم تجده فجأة هبط الى نسبته الدنيا ومن ذلك ما يحدث في اسهم قيادية وليست الشركات الخاسرة فقط وبالتالي السوق يحتاج الى تعامل سريع وقوي وفقا لمعطياته اليومية وليس لتحليلات طويلة الاجل وانا هنا اتحدث عن المضارب اليومي وان كنت ارى ان السوق بالفعل اصبح مخيفا للكثيرين ورأينا اعداداً كبيرة خرجت من السوق وهذه قد تعود اذا تحسن وقد لا تعود.
وعن ارباحه التي حققها يقول الحمد لله قبل الهبوط المريع الذي احدث معه شرخا في تعاملات السوق اليومية كنت قد وصلت الى هامش ربح بنسبة 230% ولمدة اشهر معدودة فقط ومع الهبوط الكبير وما تلاه فقدت جزءاً كبيراً من مكاسبي ولكن ولله الحمد وبوضع خطة جديدة للتعامل وفقني الله الى ان عاد الى ما ربحته.
الآن المرداس اكد على ان السوق بالفعل اصبح لا حكم له وبالتالي اصبح مخيفا والمضاربون يتصرفون وفقا لما سيحققونه من ارباح وليس بالنظر الى ما قد يخسره غيرهم فمثلا في السابق كنا نشاهد ارتفاعا لهذه الشركة او تلك ويستمر لعدة ايام او اسابيع فتجد المضارب يربح ويربح من دخل معه والا يتوقف نزولا بل يتوقف بشكل جيد بهبوط خفيف عن اعلى سعر وصل اليه وهنا نتمنى ان يعود المضربون الى طرقهم المعهودة بحيث يصبح الكل رابحاً مع السوق بدلا من نجد مضارب ما يرفع سعر هذه الشركة فجأة وبقوة ومن ثم ينزلها فجأة وبشكل اقوى مما يتسبب في ربحه هو وخسارة الآخرين وبشكل قوي.. ولك ان تشاهد اعداد الذين تعلقوا في اسهم بعض الشركات بأسعار عالية جدا وبنسب تزيد عن 30% من السعر الحالي لشركة «س».
وهنا اتمنى من مؤسسة النقد ان تتدخل فقط لحماية السوق من المضاربين الذين يستحقون صفة المضارب الجشع لأن هؤلاء قد يخرجون العديد من المتعاملين ممن دخلوا الى السوق وهنا لابد ان ندرك ايضا ان السوق حر بارتفاعه وهبوطه ولكن ليس بهذا الشكل لابد ان توضع قيود على المضاربين الكبار بحيث لا يتحركون وفقا لاتجاهاتهم ووفقا لما هو في صالحهم وبالتالي ليس في مصلحة السوق.. فقد يهبط هذا السهم بالنسبة هنا الامر عادي ولكن ان يرتفع بنسبة عشرة بالمائة ومن ثم يهبط وفي نفس اليوم بنفس النسبة بحيث يخسر من قام بالشراء 20% في يوم واحد هذا امر ليس طبيعي اذا اخذ في التكرار ونحن نشاهده يتكرر وبشكل دائم منذ فترة اعتقد ان من حقنا ان نعرف اذا كانت المؤسسة قد اتخذت أي اجراء في حق اي مضارب او متلاعب بدلا من صمتها.
الصالح: ما حدث في الكهرباء سابقة لا معنى لها
ويروي عبد اللطيف الصالح تجربته مع السوق دخلت السوق مستجدا مع حرب العراق بنيف ووجدت السوق مزدهرا ورائعا فهو ان هبط بشكل عادي وان ارتفع ربح معه الكثيرون ولكن للاسف مؤخرا اصبحنا نرى الخسائر تأتي من كل حدب وصوب على الجميع حتي المستثمرين خسروا ما فقدوه من ارباح واكثر ما نتمناه الآن ان يعود الينا ما دخلنا به من رأس مال وبالتالي فلا مجال للعودة للسوق بشكله الحالي المريب.
ويضيف الصالح منذ عدة اشهر وصلت ارباحي الى ما يقارب 20% من رأس مالي وزادت بعد ان قررت ان اشتري سهم الكهرباء وكان قد وصل الى 120 ووصل الى 129 ولكني كنت قد قررت ان لا ابيعه الي ان تخرج الارباح وان تتأكد اشاعة الرسملة وبالتالي قد يصل سعره الى الاعلى ولكن فوجئت كما فوجىء غيري بأن المنحة اصبحت وبالا على السهم وهنا أليس من حقنا ان تخبرنا الشركة والمؤسسة عن المنحة قبل اعطائها لنا بدلا من تعليق السهم حتى وجدناه يهوي وهاهو الآن في بحر الستينيات لماذا تسبق شركة الكهرباء الجميع في تحديد احقية المنحة لمن اشترى السهم بدلا من ان تفاجئنا بأن المنحة قد حان وقتها وبالتالي هبط السعر الى حدوده الدنيا اذا كانوا يتحدثون عن شفافية فهذه ليست شفافية بل العكس والدليل ان من باع اسهمه قبل المنحة كان رابحا ومن بقيت اسهمه معه اصبح خاسرا وان جاءته المنحة.. المفترض ان المنحة تتحد بتاريخ لاحق فمن اراد ان يشتري فالامر واضح امامه ومن اراد ان يبيع كذلك ولكن تعطيني المنحة رغما عني هذه مشكلة وبالتالي هذا الامر لم يكن مؤثرا على سهم الكهرباء لوحده بل اثر على كافة اسهم السوق ووجدنا انها هبطت مع هبوط الكهرباء.
ويتساءل الصالح لماذا يرفع السعر بهذا الشكل ولا يتدخل احد ولماذا يتدخلون ويؤثرون بالتالي على هبوط السعر هل كانت شركة الكهرباء او مؤسسة النقد متكتمة على الموضوع ام ان المضاربين الكبار نما الى علمهم ما الذي سيحدث وبالتالي باعوا كمياتهم بأسعار عالية وتركوا لنا المنحة.. أليس من حقنا ان نعرف؟!
الشركات تطالبنا بتحري الدقة وهي تمنعنا منها..
من ناحيته يتساءل صالح الدعفس عن الدور الذي يقوم به كبار المضاربين ويردد بحسرة بعد ان خسر جزءاً كبيراً من رأس ماله فعلا وليس على الشاشة كما يقول يتساءل عن الدور الرقابي الذي تفرضه المؤسسة على المضاربين ويشير الى مدى اهمية الشفافية من مؤسسة النقد ومن الشركات في الكشف عن المعلومات التي تخرج ليراها المضاربون الكبار ويراها من له يد طولى في هذه الشركة او تلك والا يراها المتعاملون جميعا.
ويضيف: نسمع دوما ان هذه الشركة او تلك تؤكد على اهمية ان يستقي المتعاملون في سوق الاسهم معلوماتهم من خلالهم وليس من خلال ما يشاع هنا وهناك وانا شخصيا لي تجربة مع هذا الامر ففي وقت سابق برزت اشاعة قوية جدا تقول بأن شركة الرياض للتعمير باعت جزءاً من ارضها المملوكة لها في شرق الرياض وحققت ربحا طيبا من ورائها ولكن حدث ان اتصلت على الشركة بهدف الحصول على المعلومات الحقيقية من وراء ذلك ولكن للاسف لم اجد من يجيبني على ذلك في نفس اليوم ومن الغد ارتفع السعر مع بداية الافتتاح الصباحي الى ان وصل 4% مع الافتتاح الصباحي وكررت الاتصال مع الشركة فاجابني احد المسؤولين بأن هنالك بيانا سيصدر ظهرا بهذا الخصوص وسألته عن فحوى البيان فاعتذر عن ذكره وقال انك ستشاهده في موقع تداول وعبر الصحف يوم غد؟؟ طبعا صدر البيان بعد ان اقفل السوق وهبط السعر في الفترة الثانية بعد ان نفت الشركة ما ذكرته الاشاعة وان لم يكن النفي بشكل جازم.
ألم يكن من حقي كمساهم ان اعرف فحوى البيان قبل صدوره والتعمير ليست الا مجرد مثال هنا اطالب المؤسسة ان تفرض على الشركات ان تتعامل مع المساهمين بشفافية كاملة والا فالسوق سيصبح بدون شفافية كما هو حاصل الآن.
منتديات الإنترنت كانت متنفسا وأصبحت عالة
من ناحيته يضيف سليمان البراق موضوعا هاما يتعلق بالدور الذي تمارسه منتديات الانترنت فهنالك من الاسماء التي يعتبرها المتتبعون للمنتديات من الثقات وهذا الثقة يصدق في كثير من الاحيان ولكن للاسف تجده يشير الى ان هذا السهم سيرتفع غدا دون ذكر سبب وهنا بالفعل تجد السهم يرتفع ولكن مع الافتتاح فاذا افتح السعر على سبيل المثال بـ100 ريال تجده مع الافتتاح ومع الضغط قد وصل الى 104 ومن ثم يشتري الجميع بالسعر العالي وما يلبث السهم ان يهبط نتيجة جني ارباح لمن اشترى باليوم الذي سبقه والذي لابد ان من نصح بالشراء فيه قد اخذ نصيبه منه بالامس وهذا الامر احقاقا للحق اصبحنا نشاهده في الفترة الاخيرة ولكن في السابق وعندما كان السوق يسير بشكل طبيعي كانت الاسهم التي يرشح فيها هذا الثقة او ذاك اسهم معينة ترتفع دون هبوط ويربح منها من اخذ بالنصيحة وهنا احذر من التعامل مع منتديات الانترنت التي وان كنا نراها في وقت سابق متنفسا في ظل غياب الصحافة عن دورها وكذلك الشركات في الاهتمام بأحوال المساهمين اصبحنا نراها تشكل تطبيلا لهذا السهم او ذاك او تخويفا وتحذيرا واذا قسنا اعداد المتعاملين في السوق من متتبعي المنتديات نجد ان اعدادهم كبيرة وهؤلاء ان تأثر منهم مجموعة برأي حول هبوط السوق تأثر السوق وتأثر من لم يكن متابعا ايضا وبالتالي زادت العروض ولاحظنا كميات البيوع والعكس صحيح وهذه ظاهرة غير صحية ولكن للأسف نراها تستمر دون رقيب مطلقا.. وشخصيا كنت من اشد المؤيدين لها في وقت سابق ولكن ما نراه الآن وضع مخجل فعلا فكل من اراد يستطيع الكتابة فهذا يريد لشركته ان ترتفع وهذا يريد العكس ويعمل لصالح المضارب الفلاني وهكذا.. ايضا هي اتاحة الفرصة للمستثمرين الكبار بأن يرفعوا اتجاهات المتعاملين فيقرأوا افكارهم وبالتالي تجدهم يربطونها بمصالحهم وهنا تكمن المشكلة الكبرى لان الجميع يريد ان يربح ولكن في الوقت الحالي اصبحنا نرى ان هنالك وعيا جعل من هذه المنتديات مجرد مسرح لا يؤخذ بما يكتب فيه مأخذ الجد.
تجربة مريرة
ناصر الصقعوب يعود لحديثنا عن تجربته في سوق الاسهم فيشير الى ان تجربته مريرة جدا ويسعر للخروج بأقل الخسائر الممكنة بحثا عن الراحة في بيته واستثمارات اخرى ويقول منذ ان دخلت الى عالم الاسهم لم اشعر بالراحة مطلقا ولك ان تقيس على ذلك بأنني احيانا اخرج من عملي الرسمي الساعة الثالثة تقريبا وما ان تأتي الساعة الرابعة واخرج الى البنك لمتابعة التداول وكان هذا الامر ممتعا لي في البداية وكنت اشعر بلذة الشقاء في سبيل الكسب ولكن ان تتعب يوميا وتخرج من منزلك وهو المكان المخصص للراحة لتجد نفسك تضيف على هذا التعب خسائر في اموالك هذا امر صعب جدا لمن يفكر فيه بعقل ومنطق وادرك تماما ان السوق ربح وخسارة ولكن بحدود العقل والمنطق وما يحدث الآن قلما تجده في اي سوق في العالم فالهبوط الكبير الذي يعقب الارتفاع الكبير غير معقول وما يحدث ليس الا مهزلة لابد ان توجد الحلول الكفيلة بزوالها حتى يستمر الجميع في السوق بدلا من ان يخرج منه من جاء اليه محافظا على ربح قليل او خسارة قليلة بدلا من ان يواصل فيجد نفسه قد خسر مكاسبه وخسر معها الكثير من رأس ماله.
ففي السابق وعندما كان السوق يسير بشكل طبيعي كنا نشاهد الكل رابحاً والصالات مليئة بالمساهمين الآن تجدهم على عدد الاصابع وفي حالات الانخفاض القوية تجد معظمهم يخرج من الصالات خوفا من ان يتسرع ليبيع ومن بعده يعود فيجد الاسعار اقل فيبيع حفاظا على مكاسبه ان وجدت واستطيع ان اصف وضع المتعاملين في السوق بالوضع المتخبط فهم اصبحوا يتخبطون بحثا عن عودة ارباحهم او رؤوس اموالهم فيخرج من هذه الشركة ليدخل في هذه الشركة وهكذا حتى يجد نفسه اخيرا قد زاد حجم خسارته اكثر واكثر.
وبصراحة شخصيا خسرت ما يقارب 50% من ارباح سابقة وكذلك من رأس مالي وذهب كل ما جمعته في غضون ستة اشهر في اقل من شهر واحد والسبب يعود الى التسرع في عمليات البيع والشراء والذي استطيع ان اصفه بالجنوني لانني كنت اسعى للتعويض والنتيجة في كل مرة خسائر جديدة وانا لا اعترض على الخسائر ولكن اعترض على اسلوب المضاربين الذين اشبه ما يكون بالمهزلة.
وطالب معظم من التقيناهم على صفحات الانترنت مؤسسة النقد ان تبين او تقول شيئا مما تملكه من معلومات فهي في حالات الصعود تتحدث بأن هذا ارتفاع طبيعي وان السوق قوي وسيستمر وهو امر يطمئن كثيرا ولكن منذ الهبوط القوي الذي شهده السوق لم نسمع كلمة واحدة تفرج همنا وتزيل عنا حاجز الخوف حسب وصفهم.
صفيت أسهمي وعودتي مشروطة بعودة السوق الطبيعية
من جهته أراد عبد الله الزامل ان يشير الى انه صفى محفظته بالكامل منذ فترة عندما وصل السوق الى مرحلة التضخم كما يصفها ابان الارتفاعات غير المسبوقة ويضيف قائلا: منذ تلك الفترة وانا احمل أموالي في جيبي بعيدا عن اضعها في هذا السهم او ذاك ورغم ان هنالك اغراءات عدة في السوق الا انني منعت نفسي من الشراء خوفا من ان يهبط السوق بشكل تدريجي فأخسر جزءاً من مكاسبي التي تقدر بنحو 300% والحمد لله حافظت عليها تماما فالسوق الآن اصبح وكأنه حراجا يتم الترويج لما فيه بطرق عديدة دون ان يكون هنالك تحليل منطقي لاسباب هذا الارتفاع او ذاك ومثال ذلك تجد سهم الكهرباء عندما يهبط تهبط معه جميع الاسهم بأي منطق يحدث ذلك هل المضاربون هم السبب ام ان المتعاملين من صغار المستثمرين هم السبب لقلة خبرتهم وخوفا من هبوط عام يتهافتون على البيع فيحدث ما يحدث.. والعكس صحيح عندما يرتفع هذا السهم يرتفع معه السوق بشكل إجمالي.ويضيف متى يصبح لدينا وعي عام متى نجد المساهمين وقد اصبحوا على درجة من الوعي تجعل عقولهم هي التي تتحرك دون ان يتأثروا بغيرهم فيسلم عقله لغيره.
شخصيا أرحت نفسي من عناء المتابعة اليومية وأخذت نصيبي من الربح وتركت السوق لمن يملك القوة والجرأة بحيث يدخل اليه في وضعه الحالي الذي لا يسرّ مطلقا فهو في نزول دائم ولكن من يلاحظ ذلك للاسف تجدهم قلة وعندما يرتفع السوق ارتفاعا من هبوط تجدهم يتفاءلون كثيرا ويؤكدون ان الغد افضل ويفاجؤون بغد هابط للأسف وهذا ما يحدث.
تلاعب المضاربين بدون
أنظمة سبب الهبوط
ناصر المرعاش يطرح عددا من الاسئلة يبدأها بالسبب في هبوط السوق ونترك الاجابة له فيستمر قائلا السبب في رأيي واضح تماما ويتمثل في عدة نقاط منها اولا: سلوك المضاربين الكبار فهم يسعون لتحقيق ارباح مجزية قبل ان يأتي سوق المال بنظامه الجديد ومن ثم قد يفرض عليهم قيود كبيرة تمنعهم من التلاعب فالفرصة لهم الآن متاحة وقد لا تكون متاحة في المستقبل القريب.. ويجب ألاَّ ننسى ان هؤلاء مثلهم مثلنا يسعون للربح ولكن ليس بهذا الشكل الجنوني فهم يريدون الربح بأي شكل من الاشكال وحتى ان كان على حساب خسائر للآخرين واعتقد ان السوق سيعود الى اسعاره السابقة لأن ارباح الشركات تؤكد ذلك اما ما يحدث حاليا فليس الا فترة وستنتهي طالت او قصرت.
ايضا من ضمن الاسباب حسبما أرى قلة خبرة المتعاملين في السوق فالعام الحالي دخل الى السوق أعداد متزايدة من صغار المستثمرين بل حتى من كبارهم وهؤلاء اصبحوا كاللعبة في يد كبار المضاربين يبيعونهم بأسعار عالية ويشترون منهم بأسعار اقل والسبب الخوف بعد ان اغراهم السوق في الفترة السابقة واخذوا منه جزءاً يسيراًمن الارباح معظمها قد زال وكثير ما ترى ان المتداولين يشتكون من ان ارباحهم تلاشت ورؤوس اموالهم تتآكل وهذا بدوره اثر على السوق تأثير كبير جدا حتى من تعامل في السوق في اوقات سابقة تجده غير مدرك لما يحدث لان السوق هذا العام يختلف بشكل جذري عن الاعوام السابقة من كافة النواحي.
كذلك دور منتديات الانترنت التي كانت في السابق تمثل مجموعة من المتعاملين الذين لهم باع طويل في السوق الآن وللاسف اصبحت مرتعا لكل من له رؤية واقعية ولكل من لا يعرف ان هنالك نسبة يومية حددتها مؤسسة النقد فالكل اصبح يتحدث والكل اصبح يحلل وبالتالي اختلط الحابل بالنابل.
أرباح كبيرة أعقبتها خسائر أكبر
ناصر السعدون يروي تجربته في سوق الاسهم بقوله جئت الى السوق ولم اكن املك اي معلومة عنه سوى قراءة عناوين التحليلات اليومية في الصحف وبدون اي استشارة قررت ان اشتري في اسهم شركة المواشي لماذا..؟ لانها الارخص والحمد لله ارتفع سعرها وربحت من ورائها ريالاً واحداً وهو ما شجعني على المغامرة فضاعفت رأس مالي الذي دخلت به بحثا عن ربح اكثر وهذه المرة غامرت بالشراء المواشي مرة اخرى والحمد لله ربحت منها اكثر واكثر وكنت ابيع واشتري مرة اخرى ولكن للاسف في المرة الاخيرة وجدت نفسي متورطا من خلال الشراء في المواشي بسعر عال 43 وعندما هبط السهم الى 40 واستمر ايام عليه راودتني نفسي على بيعه ولكن كنت اشعر بألم الخسارة وعندما قررت وجدت ان السهم قد وصل سعره الى ما دون الاربعين ومع الهبوط الحاد واصل هبوطه الى ان وصل 28 وقررت ان ابيع منعا للمزيد من الخسائر وحتى لا تقع الفاس في الرأس فخسارة بنسبة 20% من رأس المال بعد ما ذهبت الارباح افضل من خسارة اكبر وبالفعل تم البيع وحلت الخسارة ومن بعدها وانا احاول الدخول الى السوق حتى قررت الشراء في الكهرباء بعدما رأيت جميع المتداولين في الصالة قد قرروا الشراء تفاعلا مع اشاعته القوية بالرسملة وبالفعل اخذت نصيبي منه بسعر 119 لنفاجأ بما حدث اليوم الذي يليه بتعليق السهم ولم نجد اجابة سوى بعد انتهاء فترة التداول الاولى صباحا وكنا فرحين جدا لأن الاشاعة قد صدقت ولكن ما حدث يعرفه الجميع عندما فتح السعر على 5 ،111 في اليوم الاول لتداوله بعد التعليق وكانت مفاجأة لي ولغيري ان تم تداوله بأسعار اقل بكثير ومن ثم عاود الارتفاع ولكنه لم يصل الى سعر الافتتاح والحمد لله على كل حال بعت ما املك بخسائر ضاعفت خسائري وها نحن نرى الكهرباء كل يوم بحال والسوق معه كل يوم بحال ولأنني حديث تجربة قد استحق هذه الخسائر ولكن من حقي ان اتساءل عن من يحرك السوق ولماذا بهذا الشكل المخيف نعم انا خرجت من السوق في انتظار فرصة العودة اليه ولكني اراها بعيدة لان السوق اصبح عجيبا غريبا وفي هبوط مستمر دون ان نسمع احدا يقول لماذا هذا الهبوط بعد ان سمعناهم كثيرا يتحدثون ان ارتفاعه كان طبيعيا والآن اين من يتحدث بالمنطق السابق اعتقد لا أحد.
أسئلة حائرة
و«الجزيرة» وبحثا عن الحقيقة تواصل طرح اسئلة المتعاملين هنا من خلال ما لخصناه من مجموعة احاديثهم للصحيفة بشكل عام فمنهم من تحدث وتركنا له مساحة يروي تجربته ومنهم مجموعة اخرى عملنا على جمع افكارها وطرحها جملة واحدة وتتمثل فيما يلي تساءل معظمهم عن حقيقة ما يجري في السوق السعودي من هبوط مخيف.
ورددوا لاكثر من مرة مطالبتهم لمؤسسة النقد بأن تتدخل لبيان ما يحدث وان كان هنالك متلاعبون اوقفتهم المؤسسة فمن حقهم ان يعرفوا من خلال نشر ما تقوم به المؤسسة في هذا الاطار وايضا هذا الامر يصب في مصلحة المؤسسة لانها تحمي نفسها بعيدا عن الانتقادات الموجهة لها عبر الصحف او غير منتديات الانترنت.
ايضا تساءلوا عن المحرك الحقيقي للسوق السعودي هل هم المضاربون فعلا ام ان هنالك مجموعات تأتي لترفع السوق ومن ثم تسحب اموالها فينسحب معه السوق هبوطا.
طالبوا الشركات بأن تكون اكثر مصداقية ودقة في نقل المعلومات بدلا من ان تكتفي بالاعلان عن ضرورة الاتصال بها لمعرفة الحقيقة وعندما يتصل بها من يتصل لا يجد معلومة حقيقية فلا تأكيد ولا نفي الا بعد صدوره رسميا ويطلع عليه الجميع وعندها تكون الفأس قد وقعت في الرأس.
انتقد الجميع الدور الذي تقوم به المكاتب الاستشارية التي تنشر ما تنشر في الصحف بحثا عن مصالحها ومصالح من يستشيرونها بعيدا عن التحليل الواقعي والمنطقي لأحوال السوق.
طالب بعضهم بضرورة وقف البنوك من ما تقوم به من تصفية للمحافظ بشكل فجائي يغرق السوق وتهبط معه الاسعار فيستفيد من يملك معلومة الاغراق ويتضرر الاغلبية الساحقة.
انتقد معظمهم منتديات الانترنت ووصفوها رغم انهم يتصفحونها بشكل يومي بأنها اشبه ما تكون بذات فائدة للمضاربين وعملائهم اكثر من صغار المستثمرين اضافة الى قلة المعلومات الحقيقية فيها بل انها اصبحت تتوجه اكثر نحو اطلاق الشائعات التي لا هدف منها الا لهذا المضارب او ذاك او صاحب الاشاعة. مطالبين المشرفين على المنتديات ان يصححوا مسارهم حتى لا تفقد مواقعهم مصداقيتها السابقة.
ومن خلال بحث عشوائي على 60 شخصا من المستجدين على السوق السعودي كانت لنا هذه النتائج التي نخشى من حقيقة نتائجها كثيرا على السوق.
اظهرت النتائج ان ما نسبته 6% لن يتوانوا في الخروج من السوق في حال عادت اليهم رؤوس اموالهم فيما كانت النسبة المتبقية 4% تمثل رغبة القيمة في مواصلة تعاملاتها عبر السوق مؤكدين ان ما اكتسبوه من خبرة لا تجعلهم مستعدين لترك السوق الذي يحظى بالكثير من الحوافز لمن استطاع التعامل معها بذكاء وبقناعة.
أظهرت النتائج أن 9% غير راضين عن الوضع الحاصل من تذبذبات سعرية واسعة النطاق في يوم واحد وبدوا رافضين لها لما لها من اضرار جسيمة تضر بمصالح وسمعة السوق.
1% فقط كانوا يؤكدون ان ما يحدث هنا يأتي ليشكل عامل جذب للسوق ويعطيه زخماً من المتابعة بدلا من ركوده او صعوده او هبوطه النسبي.
4% انتقدوا الدور الذي تقوم به منتديات الانترنت ووصفوها بأنها احد اسباب هبوط السوق بسبب نفخها له واستغلال المضاربين لذلك من خلال رفع الاسعار ومن ثم الهبوط السريع اضافة الى كثرة المطبلين لشركات معينة دون حقائق بالتالي اصبحت المنتديات اشبه ما تكون بالمصيدة التي ينتظرها كبار المضاربين حتى وان كانت اهداف اصحابها توعية الجميع ولكن ثغراتها مستغلة وللأسف.
6% أشادوا بدور المنتديات ووصفوها بأنها تأتي لتغطي الدور الاعلامي من المتابعة الدقيقة لواقع السوق وبالتالي يصبح المتعامل حتى اثناء وقت التداول يسمع رأي من يثق به مباشرة دون ان ينتظر الصحف في الغد لتحلل ما يحدث بعد ان فات ما فات اضافة الى انها تأتي لتكون متنفسا لطرح كل شيء لتبقى عملية التنقيح فقط.
|