Wednesday 22nd october,200311346العددالاربعاء 26 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أرقام متضاربة.. والجهات المعنية تؤكد أن الوضع ينذر بكارثة أرقام متضاربة.. والجهات المعنية تؤكد أن الوضع ينذر بكارثة
12 ألف حالة إصابة بالإيدز باليمن 56% منها لأجانب

* صنعاء- الجزيرة - عبدالمنعم الجابري:
قررت الجهات المعنية في اليمن اتخاذ تدابير هادفة إلى تفعيل إستراتيجية وطنية لمواجهة مرض الايدز كان قد تم إقرارها من قبل مجلس الوزراء أواخر العام المنصرم. وتتضمن هذه الإستراتيجية جملة من التدابير والإجراءات والسياسات التي سيتم العمل في إطارها خلال الفترة القادمة بهدف الوقاية من الايدز والحد من انتشاره في أوساط المجتمع اليمني. ومن ذلك تنفيذ برامج وحملات توعية موسعة في مختلف محافظات اليمن وبوسائل مختلفة.
ويأتي ذلك في ظل مؤشرات تدل على تزايد أعداد حالات الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، حيث تشير التقديرات إلى وجود ما يقرب من 12 ألف حالة إصابة بمرض الايدز في اليمن.
وبحسب إحصائيات البرنامج الوطني لمكافحة الايدز فقد وصل عدد الحالات المسجلة رسمياً لدى البرنامج إلى 1132حالة خلال العام الماضي 2002م.. وهو ما يعني كما يقول مدير برنامج مكافحة الايدز التابع لوزارة الصحة اليمنية الدكتور محمد تقي الدين أن عدد الحالات المصابة بهذا المرض يبلغ أكثر من أحد عشر ألف حالة، باعتبار أن وراء كل حالة ايدز مكتشفة عشر حالات مخفية.. فيما كانت منظمة الصحة العالمية قد أشارت في وقت سابق إلى أن وراء كل حالة إصابة مكتشفة في اليمن 15 حالة مخفية. ويضيف الدكتور محمد تقي الدين أنه تم خلال الفترة المنصرمة من العام الجاري اكتشاف 95 حالة إصابة بمرض الإيدز في العاصمة اليمنية صنعاء، مؤكداً أن هذه الأرقام تخفي وراءها حالات عديدة تهدد بكارثة في أوساط الشباب والفتيات اللاتي يضطرهن الفقر إلى ممارسة هذا السلوك وعدم الانتباه لمخاطرالمرض.
جاء ذلك خلال لقاء تعريفي خاص بالوقاية من الايدز نظَّمه صندوق الأمم المتحدة للسكان بصنعاء مؤخراً، حيث أشار مدير البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز إلى أن دراسة ميدانية نفذها المركز في عدد من محافظات اليمن للبحث عن الحالات المصابة بالإيدز أظهرت أن الاتصال الجنسي هو الوسيلة الغالبة التي أدت إلى إصابة الحالات المكتشفة وبنسبة 90% كما أن آلاف عيادات أمراض النساء والولادة قد تكون كذلك سبباً في انتقال فيروس الإيدز لأن الأدوات غير معقمة، كما أن آلاف من قرب الدم تنقل إلى المرضى في المستشفيات دون فحص لفيروس الإيدز..
وأضاف أن فتاة أصابت اكثر من 253 شاباً بالإيدز بعد أن أجبرها والدها على الخروج بحثاً عن الفلوس، ووقعت في حبال شباب من أبناء الخليج كان أحدهم يعطيها مقابل كل لقاء مئة دولار.
وأكد الدكتور محمد تقي الدين أنه استدعي قبل اشهر قليلة إلى المباحث الجنائية في صنعاء فوجد هناك 13 فتاة دون سن الخامسة عشرة يمارسن كل أنواع الجنس، وخصوصاً مع رجال متزوجين ينقلون المرض إلى زوجاتهم وأطفالهم مباشرة. وأجمع المشاركون في اللقاء الذي نظَّمه صندوق الأمم المتحدة على أن الفقر هو الدافع الأساسي لمرض الإيدز، إذ كشفت الأرقام أن 70% من الحالات سببها الفقر واحتياح الأسر للأكل والسكن. وجاء في تقرير حالة سكان العالم 2003م الذي استعرضته «بتينا ماس» ممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان بصنعاء خلال اللقاء أن عدد المراهقين والمراهقات في اليمن يبلغ 6 ملايين.
وحذَّر التقرير من انتشار العنف الجنسي والاتجار بالمرأة والذي أصبح شائعاً عند الفتيات والمراهقات في العالم حيث يشكل هذا الانتهاك سبباً في إلحاق الضرر بصحتهن الإنجابية والجنسية.
وحتى عام 2002م وصل عدد المتوفين من المصابين بالايدز في الجمهورية اليمنية إلى 210 أشخاص حسب إفادة البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز الذي يشير إلى أن اكثر الاصابات هي في صفوف النساء.. حيث سجلت نسبة الاصابات بين النساء والرجال في عام 1995م بمعدل 4 إلى واحد وفي عام 1999م كانت 2 إلى 1. كما تمثل نسبة المصابين من اليمنيين 44 ،5 % أما الاجانب فنسبتهم 55 ،5%.. وبحسب العمر فإن الفئة العمرية 20-39 سنة هي التي تتركز فيها الاصابات وتمثل هذه الفئة 69 بالمئة من اجمالي حالات الاصابة المسجلة. في حين ذكر مسؤولون في الجمعية اليمنية لمكافجة الإيدز أن عدد الحالات التي سُجلت لدى الجمعية خلال العام 2000م وصل إلى 1200حالة، ولذلك تفيد تقارير الجهات المعنية أن الأرقام المعلنة لحالات الإيدزالمكتشفة لا تمثل الصورة الحقيقية لحجم الوباء..
وتعتبر وزارة الصحة في اليمن أن الحجم الحقيقي لمدى انتشار مرض الإيدز لا يزال غير معروف حيث لا توجد أية دراسات موثوقة تحدد بدقة مدى انتشار المرض وقابلية الإصابة والسلوك الخطر المرتبط بالتعرض للإصابة.
وكان تقرير للبرنامج الوطني لمكافحة الايدز في اليمن أظهر أن عدد حالات الايدز وحاملي الفيروس قد ارتفع اربعة أضعاف بين عامي 1994م و1995م ثم خمسة اضعاف ونصف في عام 1996م.. وفي عام 1999م كان عدد الحالات المسجلة يمثل تسعة أضعاف عدد الحالات المسجلة في عام 1993م..
وأشار إلى أن الحالات المسجلة في اليمن لا تمثل الواقع بسبب ضعف التشخيص من قبل المستشفيات وكذا نقص تغطية الخدمات الصحية وصعوبة وصول المرضى إلى المستشفيات، إضافة إلى عدم وصول البلاغات من المستشفيات والمختبرات الأهلية. ولعل ما تجدر الإشارة إليه في سياق هذا الموضوع هو أن ثمة العديد من القصص الغريبة المتصلة بالإيدز في اليمن ومن ذلك أن في عام 1998م تم ضبط 18 عاهرة كُن يمارسن الجنس مع شباب وتم تصوير أفلام خلال تلك الممارسة لصالح شاب من إحدى الدول العربية.. ثم في سبتمبر 1999م تم إجراء فحص الإيدز لراقصة إثيوبية من أصل إيطالي للحصول على إقامة في عدن ووجد أنها حاملة للفيروس لكن بعدما أمضت نحو عامين في العمل كراقصة داخل فنادق (عدن)، وقيل إنها كانت تمارس الجنس مع 5-10 أشخاص يومياً مقابل أجر زهيد وأن معظم من مارست معهم الجنس هم من المحافظات الشمالية والغربية من اليمن خلال زياراتهم السياحية لعدن.
وفي عام 2000 رحَّلت اليمن شخصاً عربياً حاملاً للفيروس كان يمارس الجنس مع 7 فتيات يمنيات في صنعاء يومياً وبمبلغ 100 ريال يمني لكل شابة. ويؤكد البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز أنه ومن خلال الخط الساخن (الهاتف) الذي تبناه واستمر لمدة شهر في بداية عام 2000م وجد أن 45% من المتحدثين هن من الطالبات الجامعيات اللائي اعترفن صراحة بممارستهن الجنس مع أشخاص ويرغبن في إجراء فحص للإيدز.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved