الذين يرفعون عقيرتهم عند تعرض أي اسرائيلي لحادث، ويملؤون الدنيا ضجيجاً وصخباً بمجرد حدوث عملية تفجير أو مقتل اسرائيلي، يغلقون عيونهم، ويصمُّون آذانهم عن الاعمال الارهابية التي يرتكبها جيش الاحتلال الاسرائيلي في الأراضي الفلسطينية والتي لا ترتقي إلى درجة الجرائم الارهابية المنظمة، بل تتجاوز كل ما شاهدناه من ارهاب على مرِّ التاريخ ومع هذا لم يشجب ولم يعترض أحد على ما يقوم به الجيش الاسرائيلي من ارهاب منظم ورسمي وآخر تلك الممارسات الحملة الارهابية التي ينفذها الجيش الاسرائيلي في مخيمات رفح منذ العاشر من اكتوبر، فعلى مدى الأيام الماضية استشهد سبعة عشر مواطناً وأصيب 122 آخرون بينهم عدد كبير من الاطفال في أحياء يبنا والبراهمة وحي السلام ومخيم البرازيل التي اجتاحتها قوات الاحتلال الاسرائيلي مخلفة دماراً كبيراً في الممتلكات الخاصة والعامة.
ويظهر تقرير نشره المركز الصحفي الفلسطيني أن حصيلة الحملة البربرية الوحشية الاسرائيلية في مخيمات رفح هي تدمير 161 منزلاً تدميراً كليّاً مما أدى الى تشريد 267 أسرة تضم 1250 مواطناً فلسطينياً، فيما هدمت بشكل جزئي 32 منزلاً وألحقت أضراراً بـ230 منزلاً آخر، فيما ألحق الاجتياح الأخير دماراً في البنية التحتية للمخيمات فدمر شبكات الصرف الصحي وشبكات المياه وأدى ذلك الى اختلاط المجاري بمياه الشرب مما ينذر بكارثة بيئية وانسانية بالاضافة الى ضرب محولات الكهرباء وشبكات الهاتف وتجريف الأراضي الزراعية والمحاصيل المثمرة والخضار.
ونتيجة للحصار والاجتياح والأعمال الارهابية التي ارتكبها ويواصل ارتكابها جيش الاحتلال الاسرائيلي حصلت حالة من المجاعة في رفح على أثر انعدام الطعام والشراب وحليب الأطفال والأدوية، وخصوصاً أدوية مرضى القلب والسكر وضغط الدم وأدوية النساء الحوامل.
هذه الحصيلة الاجرامية للعمليات الارهابية التي تتواصل وتشارك في تنفيذها المقاتلات الحربية والطائرات المروحية والدبابات والمدرعات وآلاف الجنود، لا تجد من يستنكرها، لأن من يقوم بها هم الجنود الاسرائيليون المرفوع عنهم قلم وميكروفونات الغرب.
|