* بروكسل - من جون تشالمرز - رويترز:
عمل الحلفاء الاوروبيون في حلف شمال الاطلسي يوم الاثنين على طمأنة الولايات المتحدة بشأن عدم تأثر الحلف بخططهم لتأسيس ذراع دفاعية مستقلة وقوية تخشى واشنطن ان تمزق المنظمة القائمة منذ 54 عاما.
وقالت بريطانيا ايضا بوضوح انها لم تتجاوز «الخطوط الحمراء» الى معسكر تقوده فرنسا والمانيا التي تشتبه الولايات المتحدة في ان طموحاتهما الجارفة من اجل عسكرة الاتحاد الاوروبي تمثل محاولة لتحدي وضع الحلف كحام للامن الاوروبي.
وقال دبلوماسيون ان اجتماع يوم الاثنين المغلق لسفراء الحلف كان اقل توترا من اجتماع الاسبوع الماضي عندما وصف المبعوث الامريكي نيكولاس بيرنز الخطط الفرنسية الالمانية باعتبارها «اخطر تهديد لمستقبل حلف شمال الاطلسي».
وقال دبلوماسي بارز بعد الاجتماع غير العادي لمجلس الحلف «المناخ كان افضل».
وتابع «اسوأ موقف بصراحة يمكن ان نكون فيه هو اذا ما قال كل جانب اننا لا نريد التحدث في هذا الشأن. من ثم لا نقلل من شأن القدرة على الحديث كعلاج بطريقته».
وأثير الخلاف في ابريل/ نيسان من جانب اربع من الدول الاوروبية التي اتفقت بعد مواجهتها مع الولايات المتحدة بشأن الحرب على العراق على اقامة مقر للتخطيط العسكري لعمليات ادارة الازمات يتبع الاتحاد الاوروبي.
وبلغ الخلاف ذروته في الحلف الاسبوع الماضي عندما طالب السفير الامريكي نيكولاس بيرنز بمناقشة مسألة المقر وتوضيح كيف سيؤدي دستور الاتحاد الاوروبي الذي تجري مناقشته في الوقت الراهن الى تكامل دفاعي أوروبي أكبر.
وانتقد بيرنز مدفوعا بمخاوف اثارها وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد في اجتماع للحلف الشهر الماضي المبادرة التي قدمتها بلجيكا وفرنسا والمانيا ولوكسمبورج.
وجاهد المبعوثون للتهوين من شأن الجلسة «الاستثنائية» للحلف الذي يضم 19 دولة.
وقال أحدهم «وسائل الاعلام ضخَّمت الأمر».
وتابع ان الاجتماعات الاستثنائية عادة ما تعقد لبحث امر عينه .
وفي الشهر الماضي عقد اجتماع استثنائي بشأن الدبلوماسية العامة لكن لم تتصدر عناوين الصحف اخبار عن ازمة داخل الحلف.
ومع ذلك قال الدبلوماسيون انهم توقعوا موقفا متشددا من جانب بيرنز وان يصر على ان مكانة الحلف باعتباره الضامن لأمن أوروبا تقتضي انه يجب ان يعلم ويؤخذ برأيه فيما يتعلق بخطط الدفاع الاوروبية.
وقال احدهم «الولايات المتحدة ستكون في موقف هجومي وستشكو من الافتقار للشفافية وقلة الحوار.. ستطلب ايضاحا لما يجري».
وأفادت تقارير الأسبوع الماضي ان القلق يتزايد في واشنطن بعد اجتماع بين زعماء فرنسا والمانيا وبريطانيا في برلين خففت فيه لندن بعض الشيء من معارضتها للطموحات الدفاعية الاوروبية.
وسعى توني بلير رئيس الوزراء البريطاني لتهدئة المخاوف الامريكية بإبلاغ الصحفيين لدى مغادرته قمة الاتحاد الاوروبي يوم الجمعة الماضي انه على الرغم من حاجة أوروبا لدفاع قوي فان «لا شيء على الاطلاق يمكن ان يهدد ضماناتنا الدفاعية الأساسية داخل حلف شمال الاطلسي».
الا ان مبعوث بريطانيا في الحلف قال لنظرائه يوم الاثنين ان لندن مصممة على انه لا ينبغي ابدا ان يقوض اي شيء الحلف وأنها رغم رغبتها في تعزيز القدرة العسكرية للاتحاد الأوروبي الا انها لا تفضل مقراً منفصلا للتخطيط.
|