* جاكرتا كانبيرا رويترز:
تشهد جولة الرئيس الأمريكي جورج بوش الآسيوية احتياطات أمنية غير عادية ففي استراليا التي وصلها أمس فإن الطائرات المقاتلة الاسترالية مصرح لها بإطلاق النار على أية طائرة تقترب من طائرة الرئيس الأمريكي.
وقبل وصوله إلى استراليا زار بوش إندونيسيا حيث أبلغه علماء الدين ان سياساته تحفز العمليات الارهابية.
وفي تقرير لها من جاكرتا قالت وكالة رويترز قبل لقاء مقرر بين الرئيس الأمريكي وعلماء اندونيسيين ان هؤلاء سيبلغون بوش ان السياسات الأمريكية في الشرق الأوسط التي تعتبر منحازة لإسرائيل من الأسباب الاساسية وراء الهجمات الارهابية في آسيا.
لكن علماء الدين في أكبر دولة اسلامية من حيث عدد السكان لا يتوقعون ان يصغي بوش رئيس الدولة العظمى الوحيدة في العالم اليهم.
وقال حازم موزادي زعيم جماعة نهضة العلماء أكبر جماعة اسلامية في البلاد والتي تضم 40 مليون عضو «سأقولها كما هي. في إندونيسيا الغالبية مستاءة من الموقف الأمريكي من الصراع في الشرق الأوسط».
وقال في حديث هاتفي من سورابايا عاصمة جاوة الشرقية «لكني لن أدعي ان الرئيس سيستمع إليَّ. أعني من أكون أنا على أي حال. مجرد ممثل لجماعة ما».
وقال أكاديميون ان زيارة بوش التي تستمر أربع ساعات تأتي في وقت بلغت فيه المشاعر المناهضة للولايات المتحدة في إندونيسيا ذروتها منذ عقود بسبب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة على العراق وتأييد واشنطن لإسرائيل.
وتأتي زيارة بوش لمنتجع بالي بعد أكثر قليلا من عام على تفجير متشددين ملهيين ليليين مزدحمين بالسياح الأجانب هناك. وأسفر الهجوم عن سقوط 202 قتيل.
وقال سيافي معارف زعيم ثاني أكبر جماعة اسلامية في البلاد وهي الجماعة المحمدية بالهاتف من بالي: ان سياسات واشنطن في الشرق الأوسط غير عادلة وأصبحت تسهم في تعزيز الارهاب.
وأضاف «السياسة الخارجية للولايات المتحدة موالية بشدة لإسرائيل.. ومعاناة الفلسطينيين تزداد حدة يوما بعد يوم واليأس والاحباط قد يؤديان الى عمل غير رشيد».
وتدير الجماعتان نهضة الأمة والمحمدية شبكة من المدارس والمؤسسات الخيرية في مختلف أرجاء البلاد.
ومن المقرر ان يجتمع بوش مع العديد من علماء الدين المعتدلين ومع الرئيسة ميجاواتي سوكارنوبوتري خلال توقفه في بالي الجزيرة التي تقطنها أغلبية من الهندوس والتي تبعد نحو ألف كيلومتر شرقي جاكرتا.
وقالت جاكرتا انها ستنتهز فرصة الاجتماع لتحث واشنطن على مكافحة الارهاب من خلال القانون وباحترام حقوق الانسان.
وتحالفت الحكومة في إندونيسيا مع واشنطن في مكافحة المتشددين لكن المنتقدين اتهموها بالفشل تماما في توضيح مخاطر التطرف الاسلامي لسكانها البالغ عددهم 210 ملايين نسمة.
وقال معارف الذي وصف بوش ذات مرة بأنه «رجل مجنون» لشنه عمليات عسكرية ضد العراق انه فيما يتعلق بالارهاب «سنبلغ الولايات المتحدة اننا جميعا في قارب واحد. نحن هنا لمكافحة الارهاب لأن الارهاب أياً كان من يقوم به ضد الحضارة».
وتقول جماعة المحمدية إنها تضم 30 مليونا في عضويتها بعضهم من الشخصيات الحكومية البارزة.
ومن جانب آخر بدأت مقاتلات لديها تصريح بالقتل دوريات فوق العاصمة الاسترالية مع بدء المدينة أمس الثلاثاء عملية أمنية لم يسبق لها مثيل استعدادا لزيارة الرئس الأمريكي جورج بوش.
وسترافق طائرة بوش طائرات إف. إيه-18 هورنيت التابعة للسلاح الجوي الاسترالي التي تحمل تصريحا باطلاق النار على أي طائرة مشتبه فيها إلى كانبيرا مساء اليوم الاربعاء وتجوب سماء المدينة أثناء زيارة الرئيس التي تستمر 20 ساعة.
وهذه هي المرة الثانية فقط التي تحلق فيها طائرات السلاح الجوي الاسترالي فوق أراضي البلاد في مهام عمليات منذ الحرب العالمية الثانية. وكانت المرة الأولى في العام الماضي عندما حضر زعماء دول الكومنولث وعددها 54 دولة قمة على الساحل الشمالي الشرقي لأستراليا.
|