* دمشق - أ.ف.ب:
صرح الرئيس السوري بشار الاسد خلال استقباله ملك اسبانيا خوان كارلوس مساء الاثنين ان السلام في الشرق الاوسط «لم يكن يوما اكثر بعدا» مما هو عليه الآن، مؤكدا في الوقت نفسه ان بلاده متمسكة «بخيار السلام العادل والشامل المستند لمرجعية مدريد».
وأكد الاسد ان سوريا «بلد جار للعراق وبالتالي معنية باستقراره ووحدة أراضيه».
وقال الاسد في مأدبة عشاء اقامها تكريما للعاهل الاسباني وزوجته الملكة صوفيا «لم نكن يوما اكثر بعدا عن السلام بمقدار بعدنا عنه اليوم على الرغم مما تم انجازه فى بعض المراحل على طريق السلام مع اسرائيل».
وحمل اسرائيل مسؤولية هذا الوضع «بتصعيد سياستها القمعية ضد الشعب الفلسطيني واغتيال المواطنين وقتل المدنيين وتشريد الابرياء والامعان في بناء جدار عازل يضم المزيد من الاراضي الفلسطينية مكرسة بذلك سياستها العنصرية التي تعيدنا الى عصر غير العصر الذي نعيش فيه».
وأكد الرئيس السوري ان بلاده متمسكة «بخيار السلام العادل والشامل المستند إلى مرجعية مدريد وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبدأ الارض مقابل السلام».
وشدد على ضرورة «انسحاب اسرائيل الى حدود الرابع من حزيران/ يونيو 1967وضمان الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في اقامة دولته والانسحاب من الاراضي اللبنانية».
من جهة أخرى، أكد الأسد ان سوريا «معنية باستقرار العراق واستقلاله وحريته ووحدة أراضيه».
وقال: ان سوريا «بلد جار للعراق تجمعنا به وحدة التاريخ والمصير وبالتالي نحن معنيون باستقراره ووحدة أراضيه ويهمنا ان يستعيد استقلاله وحريته بالسرعة القصوى».
وعبر عن امله في ان «يتولى العراقيون اختيار حكومتهم بأنفسهم بالسرعة القصوى»، مؤكدا ضرورة ان «يكون للامم المتحدة دور اساسي في المساعدة على تحقيق استقلاله وتجاوز النتائج المدمرة لهذه الحرب».
يذكر ان الولايات المتحدة تضاعف منذ سقوط نظام صدام حسين الضغوط على سوريا بزعم منعها من التدخل في شؤون العراق.
وألمح الأسد الى مواقف واشنطن، منتقدا «البعض البعيد اساسا عن ثقافة الآخرين في هذا العالم ويزداد ابتعادا عنه ويجعل مجرد البدء فى الحوار اكثر صعوبة يوما بعد يوم».
وقال «في الوقت الذي نسعى فيه سوية لترسيخ الحوار بين ثقافتين تجمع بينهما العديد من اوجه التقارب نرى اليوم وكأن باب الامل يضيق والضوء يخفت».
وأكد ضرورة «احترام الثقافات بين شعوب العالم». مشددا على اهمية «صيانة وحماية وتطوير الامم المتحدة ومنظماتها من اجل خدمة الانسانية حتى لا ينطفىء الضوء كليا ويعم الدمار ارجاء العالم».
وأخيراً عبر الأسد عن امله في ان يتم ابرام اتفاق الشراكة بين سوريا والاتحاد الأوروبي «في المستقبل القريب». مؤكدا ان سوريا تبذل جهودا «لتجاوز الصعوبات التي تعيق انضمامها الى الشراكة الأوروبية المتوسطية».
ويقوم الملك خوان كارلوس وزوجته منذ مساء الاحد بأول زيارة لهما الى سوريا.
وكانت اسبانيا بين الدول التي دانت الغارة الاسرائيلية على سوريا في الخامس من تشرين الأول/ اكتوبر التي كانت الاولى من نوعها منذ ثلاثة عقود.مع ان مدريد من ابرز حلفاء واشنطن في أوروبا.
وأكد الملك الاسباني في كلمته على «الدور المهم الذي تلعبه سوريا».وأضاف انه لضمان الامن والاستقرار في بلدينا «يجب وضع حد لانتشار الاسلحة النووية والكيميائية والبيولوجية».
وعبر الملك خوان كارلوس عن «قلقه العميق» للوضع في الشرق الاوسط. مؤكدا ضرورة التوصل الى «تسوية نهائية تستند الى قرارات الامم المتحدة ومبدأ الارض مقابل السلام».
|