* غزة القدس المحتلة واشنطن ا لوكالات:
أعلنت مصادر طبية فلسطينية أمس الثلاثاء ان الغارات الجوية الخمس التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة (الاثنين) أسفرت عن سقوط 16 شهيداً عشرة منهم ماتوا على الفور والأربعة الباقون في حالة موت سريري، كما أصيب 70 فلسطينياً بجراح.
وشهد قطاع غزة بعد هذه الغارات أحد أسوأ الأيام التي سجل فيها سقوط قتلى منذ أشهر.
واستهدفت أعنف هذه الغارات مخيم النصيرات للاجئين الفلسطينيين حيث قتل سبعة منهم وأعلن الأطباء أربعة آخرين في حالة موت سريري بينما جرح أربعون آخرون.
وأكد المصدر نفسه ان كل القتلى من المدنيين.
وذكر شهود عيان ان مروحية هجومية من طراز أباتشي أطلقت صاروخاً على سيارة مدنية في النصيرات وأصابتها مما أدى إلى جرح عدد من ركابها. وتابعوا ان عشرات المواطنين كانوا متجمعين لمحاولة إنقاذ ركاب السيارة عندما قامت المروحيات بإطلاق صاروخ ثان مما أدى إلى وقوع عدد كبير من الجرحى.
وأضافوا ان أحد القتلى صبي في الثانية عشرة من العمر.وقال أحد المحتجين في مكان الهجوم «إنها مذبحة... ذبحوا المدنيين بلا رحمة».
وغطت الدماء الأرض قرب السيارة فيما تناثر الجرحى حول السيارة.
وأضاف الشهود ان جميع القتلى مدنيون.
وزعم متحدث باسم الجيش الإسرائيلي في بيان ان «جنوداً إسرائيليين اكتشفوا وجود اثنين من أعضاء خلية كانوا يحاولون التسلل إلى إسرائيل في منطقة القرية التعاونية ناحال عوز فأطلقوا النار عليهما».وأضاف البيان ان «الأعضاء الآخرين في هذه الخلية فرّوا بسيارة قامت المروحيات بمطاردتها ثم أطلقت صواريخ على السيارة التي أصيب كل ركابها» في مخيم النصيرات.
وفي وقت سابق من يوم الاثنين استهدفت غارة إسرائيلية منزلاً في منطقة الشجاعية في مدينة غزة مما أسفر عن سقوط خمسة جرحى، حسبما ذكرت مصادر أمنية فلسطينية.
وكانت ثلاث غارات شنها الجيش قبل ذلك أسفرت عن مقتل مدني واثنين من ناشطي كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس بصاروخ أطلق على سيارتهما، وأصيب 25 فلسطينياً بجروح في الغارات الثلاث.وقد دعت حركتا المقاومة الاسلامية «حماس» والجهاد الاسلامي الفلسطينيتان (الاثنين) في بيان مشترك في بيروت، الفلسطينيين إلى رد مشترك على «العدوان الصهيوني».
إلى ذلك أعلن جيش الاحتلال ليل الاثنين الثلاثاء 17 فلسطينياً من المطلوبين في الضفة الغربية.
وبعد هذه الغارات المتتابعة أجرت السلطة الوطنية الفلسطينية اتصالات مع الولايات المتحدة والأمم المتحدة والمبعوث الاوروبي إلى الشرق الأوسط وقالت ان الغارات «مجزرة وتصعيد دموي خطير جداً».
وقال صائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين، لوكالة فرانس برس «لقد اتصلت بالإدارة الامريكية والمبعوث الاوروبي والأمم المتحدة وعدد من دول العالم وطلبت منهم التدخل الفوري لوقف هذا التصعيد الإسرائيلي الدموي في غزة وهذه هي البداية».وطالب المجتمع الدولي ب «توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني في هذه الظروف الصعبة».
وعلى الرغم من كل هذه المجازر فانه يبدو ان شهية إسرائيل للقتل لا زالت مفتوحة حيث قال جيش الاحتلال انه لن يتهاون في حملته لملاحقة نشطين بعد ان تم قتل عشرة فلسطينيين غالبيتهم مدنيون وجرح نحو مئة في يوم شهد خمس غارات جوية على قطاع غزة.ومن جانب آخر حثت الولايات المتحدة مواطنيها على مغادرة قطاع غزة بعد التفجير الذي أودى بحياة ثلاثة حراس امريكيين الأسبوع الماضي.
وقالت وزارة الخارجية الامريكية في بيان تحذيري «في ضوء الهجوم الإرهابي القاتل الذي وقع على موظفين للبعثة الامريكية في غزة في الخامس عشر من اكتوبر2003 فان وزارة الخارجية توصي جميع المواطنين الامريكيين بالرحيل عن غزة».
والهجوم الذي وقع يوم الأربعاء الماضي كان الأول على هدف امريكي في العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين الذي تفجر قبل ثلاثة أعوام في أعقاب انهيار مسعى امريكي للوساطة من أجل اتفاق سلام نهائي بين الجانبين في عام 2000 .
والتحذير الذي أصدرته وزارة الخارجية الامريكية جاء في أعقاب تحذير مماثل من السفارة الامريكية في تل أبيب يوم الأربعاء طلب من الامريكيين مغادرة قطاع غزة في أقرب وقت ممكن.
|