Wednesday 22nd october,200311346العددالاربعاء 26 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

نموذج الأمير سلمان في اكتساب حب الآخرين نموذج الأمير سلمان في اكتساب حب الآخرين
يوسف بن محمد العتيق

ألف الكاتب الشهير «دايل كارنيجي» كتابه الأشهر المسمى (كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر بالناس) وحظي هذا الكتاب بقبول كبير فترجم إلى العديد من اللغات الحية كما ترجم إلى الكثير من اللغات قليلة الاستعمال (أو الميتة).
وفكرة هذا الكتاب على أسس ومعايير وضعها مؤلف الكتاب حتى تستطيع أن تكون قاعدة ومحبة لدى الجميع.
ومن تأمل في هذا الكتاب بنظرة تخلو من (عقدة) الأجنبي سيجد أن الكثير من الصفات والمواهب التي قررها دايل في كتابه هي موجودة معلومة في تراثنا العريق ونصوصه الشرعية العظيمة.
وعلى كل حال هناك الكثير ممن وفقهم الله لأن يكونوا بهذه الصفات تطبيقا دون الرجوع إلى ما قرره دايل في كتابه!!
لعل أكثر ما يكون مؤثرا في الناس هو أن تكون قريبا منهم قلبا وقالبا ويشاهدوك متفاعلا معهم في جميع مناحي الحياة فكما أنك تشاركهم الأفراح فكذاك أنت تقاسمهم الأحزان.
يحدثني أخي وزميلي الاستاذ مشهور الحمياني أنه عند اختراقه طريق الملك فهد من جنوبه إلى شماله متوجها إلى عمله في الصباح الباكر لابد أن يقابله في الجهة الأخرى الأمير سلمان بن عبدالعزيز متوجها إلى مكتبه وفد اخترق طريق الملك فهد من شماله إلى جنوبه حيث تحط رحال موكبه في مكتبه بقصر الحكم بالرياض.
لعل أقوى الشهادات وأكثرها تأثيرا حين تأتي ممن لم يرد أن يجعلها شهادة بل ذكرها على سبيل مؤانسة ضيفه وجليسه، وهكذا هو الحال لأهل الرياض قاطبة مع سموه الكريم. فكل مواطن -في هذه المنطقة- يرى في هذا الأمير الكريم صديقا له وعونا له بعد الله.
والأمير سلمان لم يدوّن سيرته مؤرخ قد عكف على المراجع والكتب بل دوّن سيرته كل فرد يسكن الرياض أو تسكنه الرياض فالناس تروي عنه المواقف والقصص الطريفة واللطيفة ومن أجمل ما سمعته عنه ما رواه لي الأخ الشاعر الأديب سعود بن عبدالرحمن اليوسف من أنه في سنة 1405 أراد أن ينقل زوجته المعلمة من بلدة الداهنة إلى بلدة أشيقر في منطقة الوشم (محافظة شقرا حاليا) وقال له الناس في تلك الفترة لن يحل موضوعك سوى (سلمان) فذهب ابن يوسف إليه وحينما كان قريبا من قصره شاهد موكب الأمير يسير في الطريق فما كان من هذا الأشيقري إلا أن يعترض موكب الأمير وفي وسط الشارع في مشهد أقل ما يقال عنه (غريب) ومع توقف الأمير وفي الطريق شرح ابن يوسف للأمير طلبه ورغبته في نقل زوجته. الأمير كان سؤاله الطبيعي في هذا الموقف: لماذا لم تعرض عليّ هذه المعاملة في المكتب؟ فقال له سعود اليوسف: سيمنعوني من الدخول عليك وأنا لم آخذ موعداً فالتفت الأمير على من معه بالسيارة وقال مستغربا: هل سبق وأن منعنا أحداً من عرض معاملته؟! فما كان من الأمير إلا أن طلب منه الذهاب للإمارة غدا صباحا وما يكون إلا الخير وبالفعل ذهب سعود وقابل الأمير وأجلسه الأمير إلى جواره وانهى معاملته كاملة وكان مما قال الأمير له بشكل هامس: إنك البارحة اعقتني عن عمل وكنت مشغول البال وكما أنك مشغول بمعاملتك فأنا كنت مشغول البال بموضوع يخصني.
هكذا سلمان مع المواطن قلباً وقالباً، يزور المرضى؛ وهو في الصف الأول متقدماً المصلين عند الجنائز وهو أول المهنئين عند المناسبات السعيدة.
وسلمان أبو اليتامى ورئيس الجمعية التي تهتم بهم وسلمان الراعي والداعم والمشجع لحفظ كتاب الله وكما اهتم بالأيتام فها هو يرعى المسنين ويقوم على حاجاتهم خير قيام فسلمان وعاء مليء رحمة وخيرا وبرا للجميع.
هكذا هو سلمان وهكذا عرفه الناس موفق لقضاء الحوائج صاحب صدر واسع.
ولعل من ألطف الجوانب التي تروى عن الأمير شفهيا وكتابيا علاقته المميزة برجال الفكر والقلم فالكثير من المؤلفين يروون له مواقف علمية له في مناقشته المؤلفين بصفته الشخصية فهو قارئ من طراز نادر يقرأ الكتب ويناقش وله مواقف شجع فيها الكثير من المؤلفين وناقش ما كتبوه ولعل على سبيل المثال لا الحصر ما يذكره في حواشي كتبه الاستاذ عبدالرحمن الرويشد والدكتور عبدالله العثيمين وكذا الدكتور فهد السماري والاستاذ راشد العساكر وغيرهم كثير ممن شمل الأمير مؤلفاتهم بالقراءة والنقد الأخوي وعلى العموم الأمير سلمان بخلق رائع وسلوك حميد وقدوة ناصعة البياض شكّل له صفحة بيضاء في مفكرة وذاكرة كل مواطن في هذه الأرض.
ولم يرض الناس ولن يرضوا مع سلمان إلا أن يبادلوه الحب بمثله لأنه قد جبلت القلوب على حب من أحسن إليها. هذا هو سلمان وهذه هي المشاعر تجاهه.
وهل يعقل أن يضع القلم عصا التسيار قبل أن يتحدث عن سلمان الذي اهتم باخوانه المسلمين في كل مكان كما اهتم بمواطنيه فلجان شعبية يقوم عليها منذ القديم لفلسطين والبوسنة والصومال من أجل إغاثة المسلمين.
فسلمان كالغيث أينما وقع نفع فهو ليس بحاجة إلى أن يقرأ كيف تؤثر في الآخرين أو كيف تكسبهم فسلوكه وتوجهه في هذا المجال هو المنهج الجميل الذي أخذ أسسه من كتاب الله وسنة رسوله والسير على خطى الأسلاف الصالحين ووالده الملك عبدالعزيز طيّب الله ثراه.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved