الأمير سلمان ومدينة الرياض رحلة عطاء ووفاء، عطاء مدينة ووفاء إنسان عاشق لها، لقد كان الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وفياً للرياض القابعة في صحراء العز وكانت هي، أيضاً معطاء به وله ولن أبالغ إذا قلت لقد نجح الأمير سلمان في جعل «الرياض» مجموعة رياض خضراء نضرة توحي بالحياة بل لقد جعل منها بفضل الله مدينة ممطرة بالخير والنماء لساكنيها وزائريها رغم جفاف الصحراء المحيطة بها، وصنع منها قلعة شامخة رغم أعاصير الغدر، التي مرّت وأضرت ببعض مبانيها وساكنيها إلا شيئاً واحداً لم تمسه تلك الأعاصير بأي أذى وهو حب أهالي الرياض لهذا الأمير العاشق لمدينتهم.
مَنْ أراد أنْ يعرف عالم سلمان بن عبدالعزيز الشامل والواسع، فعليه أنْ يقلّب صفحات صحفنا المحلية ليقرأ شيئاً من ملامح خارطة سلمان، وسيجد هذا «الخبر» النافذة إلى ساحة مهمة في عالم ذلك الأمير الإداري الناجح بشهادة جهابذة الإدارة في بلادي، إليكم عنوان الخبر: «الأمير سلمان يستهل عمله بالبت في قضايا المراجعين»، ويكفي هذا العنوان ليفتح لك نافذة «المراجعين»، نعم «المراجعين» في حياة الأمير، استقبالهم، ومجالسهم، وتعامله مع قضاياهم بل وطريقته في الجلوس إليهم وفنه الخاص في استعراض معاملاتهم، ومَنْ لا يعرف ذلك الفن فليسأل معالي الدكتور غازي القصيبي والذي تحدث وكتب عن ذلك الفن الاستعراضي الرائع لمعاملات المواطنين والذي يرتكز على بعض خصائص شخصية الأمير سلمان الإدارية، وحقيقة معرفته بنفوس المراجعين ودقة تشخيصه للقضية والحزم في اتخاذ القرار الصائب..
لست بحاجة إلى أن أشرح علاقة الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض بالصحافة، فقد عرفتها ولمست شيئاً منها عبر الاستماع لحواراته المفتوحة مع الإعلاميين من خلال بعض الاحتفالات المؤسسية لصحافتنا المحلية، تلك الحوارات التي اختصرت المسافة بين السلطة والصحافة في بلادنا حتى انه اطلق على نفسه في أحد حواراته المفتوحة مع رجال الإعلام السعوديين قائلاً: أنا رئيس تحرير ناقد، والكل يعرف قدرة الأمير على القراءة والمتابعة فكيف به ناقداً وفاحصاً في عالم الصحافة!!..
كما ان علاقة سموه بالمثقفين وأهل الفكر وحملة القلم في بلادنا وخارجها تجاوز الصورة النمطية بين الأمير والمثقف لترسم فضاءات جميلة فكم مرة زار مريضهم وواسى مصابهم وشيّع فقيدهم. إن الصحافة والثقافة ثنائية متلازمة في مدرسة سلمان بن عبدالعزيز الإدارية، فالصحافة مرآته والثقافة مشورته ومنبع آرائه وأفكاره التطويرية، ولقد أشار سموه في أكثر من مناسبة إلى العلاقة الخاصة التي تربطه بالشيخ حمد الجاسر رحمه الله شيخ الصحافة بالمنطقة الوسطى وإفادته منه في كثير من القضايا التاريخية والجغرافية، وما قبول سموه للرئاسة الفخرية لمؤسسة حمد الجاسر الثقافية إلا إشارة واضحة لمدى حبه وتقديره للمثقفين ورواد الصحافة في وطننا الغالي..
هذه بعض ملامح حضور الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، من خلال هذه المقاربة التفاعلية المبنية على «المكاشفة» عبر وقفات تأملية مختصرة لآثار الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض والذي نحتفل جميعاً بنضج «50» ثمرة من ثمرات شجرة عطائه للرياض وأهل الرياض..
* مدير مركز حمد الجاسر الثقافي بالرياض |