يطول بنا الطريق.. وتضيق علينا الظروف الخناق.. وقد توصد في وجوهنا الأبواب.. ويبنى حولنا سياج منيع فنوجد لأنفسنا مائة مخرج.. ومخرج، ونحتمل طول الطريق إن لم نسلك طريقاً أسهل فنصل إلى مبتغانا في وقت قياسي، وما ذلك إلا لأننا على ثقة بقدرته تعالى وفرجه لكل مؤمن وبأن لا ملجأ ولا مخرج منه إلا إليه سبحانه.
*****
تشعر بأن سعادتك وتعاستك مرتبطة بفلان من الناس.. بحياته بمجالستك له بالتباحث معه في شؤون حياتكما مع بعضكما وتقرير مصيركما.. فلا تتخيل أحدكما دون الآخر وتشاء الظروف فتذوق نفس صاحبك الموت، وتفجع من هول الصدمة وقسوتها عليك لكنك برباطة جأش ورضا بقضاء الله وقدره تحتملها وان استرجعت شريطاً حافلاً بذكرياتك معه.. وساعات يومك بصحبته.. بضحكه وبكائه بسفره وقدومه وفرحة القدوم وبهجة اللقاء.
هول الصدمة تحتملها وإن حضرت الدموع على وجنتيك أخاديد بادية للعيان بوضوح.
يطول بك طريق استرجاع الشريط.. وتضيق عليك الظروف الخناق بعد موته ولكنك تحتمل كل ذلك.. تحتمل ما لم تتوقع احتماله حين حياته وبقربه منك.
فالسكينة أنزلها الله عليك وأودعها تلافيف صدرك من حيث لا تدري فآنست برداً وسلاماً واطمئناناً فلهج لسانك بالدعاء له.. والترحم عليه.
*****
الصحة توهب لنا فننطلق حيوية ونشاطاً وخفة لاهين مستمتعين دون أن نستوعب أهمية الصحة الاستيعاب الحقيقي.. فإذا حرمنا الله إياها أو جزءاً منها انتبهنا ووعينا فعقدنا العزم على ألا تغادر فكرنا.. ونظل نشكره عليها وندعوه ألا يحرمنا منها.
ربما تمتد فترة حرماننا منها فنستمر متيقنين من قدرته على ارجاعها لنا..وحكمته في أخذها منا في لحظة غفلة.
يطول بنا الطريق ولكننا نصل وبمجرد الوصول ينتابنا شعور بأن الطريق كان قصيراً نسبياً بعد أن نسينا تعب طوله ومشقته.. فهل سأصل إلى مبتغاي وإن حفيت قدماي وتمزق حذائي واهترأت حبال صوتي وتشقق جوربي..؟!!؟
أكذب إن قلت إن مبتغاي هذا وهذا وهذا.. فمطالبي كثيرة وما تشتهيه النفس وتطمع به لا حصر ولا عد له.. وما ذاك بمستغرب على بني البشر فلا تستغربوه علي.
أنت.. أجل أنت من تقرأ زاويتي الآن ألم تضع في ذهنك أماني تود أن تحققها اليوم؟
ألم تدون في مفكرتك ما تنوي فعله والقيام به بجانب ما دونته في ذاكرتك من رغبات لم تدونها في المفكرة خشية أن تقع في يد شخص ممن هم حولك.
بل أظنك قد رتبت لأمور ترغب أن تفعلها لأسابيع قادمة ولشهور ولسنوات ولا ضير إن أنت فعلت ذلك لأننا لم نعش اليوم فقط.. بل عشنا الأمس.. ونأمل أن نعيش غداً.. أليس من حقنا أن نخطط شأن ووقائع يوم غد باعتبار أنها خططاً مستقبلية لا يهم إن كانت خطة خمسية أو عشرينية.. كل ما هنالك أن تحدد الأهداف.. ونصوب فكرنا جهتها.. ونبني الآمال الطوال العراض بعد أن نكون قد درسنا ورتبنا لها.
قد يطول بنا الطريق.. وتضيق علينا الظروف الخناق إلا أننا لابد واجدين لأنفسنا ألف مخرج.. ومخرج.
وجهة نظر
تواصل القراء مكسب لكل كاتب.. ولا نتصور كاتباً بدون قارئ واع مداخل حصيف سديد الرأي.. على قدر من الأمانة والاحترام.. بخلاف قارئ لا هم له سوى تحبير الرسائل بالاعجاب والمدح ولا شيء سواه.. وأشك في عدم وجود كاتب لا يحتاج للرأي والمداخلة ولكن من مرسل كما قلت أميناً.. ومن أمانته نوعية الورق الذي يستخدمه للكتابة عليه.. وكونه رسمياً أو ليس كذلك.
فقد استلمت مرات عدة رسائل لقراء يستخدمون ورقاً ليس من حقهم استخدامه وأعني بذلك الورق الرسمي الخاص بالدائرة الحكومية التي يعملون بها ولا أظن أن المسؤول في تلك الدائرة سيوافقهم على تصرفهم.. أو يمرره دون اتخاذ الاجراء اللازم في حقهم خيانتهم لأمانة العمل.. فهل هناك مادة قانونية تطبق في حقهم..؟!
|