لست أدري لماذا يجهد بعض أدبائنا، وكتابنا في نقد، وتقليل الأدب الخارجي، أقصد الأدب غير المحلي، وهم بعيدون كل البعد عن محيطنا الأدبي المحلي.. ولا سيما أن لدينا انتاجاً أدبياً يحتاج منا التقدير والاحترام.. والبحث والتحليل،، لدينا شعراء، ولدينا كتاب قصة ونثر.. ليس هناك داع لذكر أسمائهم ومكانتهم الشخصية في هذا المجال! ان انتاجهم الأدبي الذي غزا المكتبات المحلية، والخارجية ليس بحاجة إلى تعريف أو تقديم تلميح.. وهذا بالطبع يعرفه أولئك الذين سخروا يرعاتهم، وصهروا قواهم الفكرية للخروج بأسلوب موضوعي لنقد أو مدح حب وغرام شاعر وجنونه فيه سواء كان ذلك في العصر الجاهلي أو بعده..!
لقد قرأت تحليلاً أدبياً لشخصية شاعر عربي افاض كاتب هذا التحليل الى المزيد من القول والمرادفات اللغوية التي زادت من أعمدة وأسطر تحليله مما جعل خاتمة التحليل تهذب قالبه الأدبي ويصبح مزيجاً من الهوس أذاب بالتالي شخصية ذلك الشاعر «القرامي» وكاتب التحليل لا يعرف هذا ولا يدركه الا حينما يعيد قراءة مقابلته أكثر من مرة.
ان الأجدر بهذا الكاتب وغيره من إخواننا كتاب هذه المملكة ان يوجدوا ثغرة تأخذ بالاتساع هدفها النقد الذاتي والتحليل الموضوعي لأدبنا وأدبائنا المحليين الذين يمكن أن نسلط عليهم الأضواء بكل أمانة واخلاص وذلك لتقارب المناخ والبيئة الادبية بين الناقد وبين الشاعر والأديب الذي أردنا نقده، أو تحليل انتاجه.
لماذا نجزل الكلام عن اديب أوروبي وآخر شرقي أو عن شاعر جاهلي، لا يعرف الجيل الغض الصاعد فحوى شعره ومقاطع قوافيه.. انننا حينما نكتب عن أدبنا وأدبائنا فان ذلك اقرب وأعم فائدة بالنسبة لجيلنا الصغير الذي لا يعرف أن في بلاده أدباً وأدباء.
ان جيلنا ليس بحاجة وصف الجمل حين يمشي أو يجر حمله أو الخيمة حين تنصب وغير ذلك من الأوصاف التي لا تنسجم والعصر الراهن من حيث التجديد في الاسلوب والمنطق والابداع في الوصف والجمال في الشعر والنثر.
لقد ظهر في الآونة الأخيرة ديوان شعر لأحد شعرائنا المحليين أجاد شاعرنا في ديوانه فوصف بلاده وكرم أهلها ونبلهم، وشحذ همم الشباب، ولعن الميوعة والخنفسة، وعبر عن جمال الشباب وهم يفدون ويروحون للمدارس والمعاهد والكليات والجامعات لطلب العلم.
وكنت حينما قرأت هذا الكتاب الأنيق الشيق في الشكل والمعنى كنت أجزم أنه سينال التقدير والاعجاب من كافة أوساطنا الادبية وبالتالي تنساب امددة يرعاتهم سيالة لتحليل هذا الديوان الشعري.. ولكن شيئا من ذلك لم يكن حتى صحفنا الأسبوعية وجرائدنا المحلية لم تقل شيئا كعادتها على سبيل الأهداء الا صحيفة واحدة اجزلت القول عن شاعرنا وديوانه الشعري!!
لدينا طاقات هائلة تنقد أدبا وشعرا ونثرا لكنها تحتاج الى التشجيع المعنوي والأدبي الذي ينير لها الطريق وتحس من خلاله بتقديرنا واحترامنا لانتاجهم الأدبي.
فهل نقيم ذلك ونصرف بعضا من جهدنا للمساهمة في اعطاء ادبنا المحلي وادبائه فرصة من التقدير والاحترام، والنقد والتحليل الموضوعي، هذا ما اتمناه ويتمناه الكثير من ابناء وطني.
|