يشكل مرض سرطان الثدي نسبة عالية بين حالات السرطان لدى السيدات بالمملكة العربية السعودية مما يستدعي وقفة صحية جادة لمواجهة الآثار المترتبة على انتشاره. والعمل على الحد من تلك الآثار.
وتبذل وزارة الصحة بالتعاون مع القطاع الصحي الخاص جهودا مقدرة في هذا المجال من خلال التوعية الصحية التي تساهم بشكل فاعل في إبراز أهمية وضرورة الفحص المبكر للوقاية من سرطان الثدي حيث يعتبر الكشف المبكر إحدى الوسائل الكفيلة بتوفير فرص أفضل لنجاح المعالجة وللشفاء التام.. وهذا لن يأتي ما لم تكن هنالك توعية وتثقيف وسط النساء أنفسهن بأهمية إجراء الفحوصات بشكل دوري خاصة بعد أن يدخلن العقد الرابع من عمرهن.
إن أمراض السرطان لازالت من الأمراض التي تحظى باهتمام العلماء لاكتشاف أسبابها وسيؤدي نجاح العلماء في فك شفرات الحامض النووي البشري بأكمله إلى إنجاز علمي غير مسبق سيمكن الباحثين من الاستفادة من تداعيات هذا الإنجاز الذي سيكون له دور أساسي في تحديد المورثات المسببة للأمراض المستعصية ومنها أمراض السرطان.
وتولي حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني اهتماما كبيرا بصحة المواطن وذلك من خلال دعمها للقطاع الصحي وتشجيعه على مواكبة أحدث التقنيات والتطورات الطبية العالمية كما شجعت على الأبحاث الطبية من خلال المراكز المتخصصة ذات المستوى العالي من حيث الكفاءات البشرية أو القدرات العلمية... ومما لاشك فيه أن مثل هذه الإنجازات والاهتمامات ستساهم إلى حد كبير في التقليل من مخاطر الأمراض المستعصية كسرطان الثدي والتي أثبتت التجارب نجاح علاجها إذا ما تم اكتشافها في وقت مبكر وهذا ما يدعونا دائما إلى التأكيد على الاهتمام بالفحوصات الدورية على الثدي، وكذلك التصوير الشعاعي للثدي، خلال مراحل الحياة المختلفة خاصة إذا كان هناك أي تغير في الشكل أو لون حلمة الثدي أو بروز أية أورام خارجية عليه أو حوله.
إن الثقافة الصحية شيء مهم ويجب على الجميع الإلمام بها تفاديا لأية مخاطر صحية قد لا تحمد عقباها وكما كنا نؤكد دائما بأن الوقاية خير من العلاج.
(*) المدير العام
|