سعادة رئيس التحرير الأستاذ خالد بن حمد المالك - وفقه الله لكل خير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
لقد اطلعت على جريدتكم المتألقة في عددها الصادر برقم 11330 يوم الاثنين 10 شعبان في صفحتها الأخيرة، عن خبر ذلك الشاب المدمن للمخدرات الذي يفاجئ مخيماً للشباب ب«التوبة» ومعه 25 حبة مخدر من «الكبتاجون».
فأحببت التعليق على هذا الخبر سائلاً المولى التوفيق والسداد فأقول:
أولاً: التوبة هي مطلب عظيم يأمر به المولى جل وعلا عباده في كتابه الكريم فيقول سبحانه وتعالى {وّتٍوبٍوا إلّى اللهٌ جّمٌيعْا أّيٍَهّا المٍؤًمٌنٍونّ لّعّلَّكٍمً تٍفًلٌحٍونّ} ويقول الرسول عليه الصلاة والسلام: «التائب من الذنب كمن لا ذنب له» ويقول الله في الحديث القدسي: «يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم».
فهذا شرعنا الحنيف الذي يرغب في التوبة الى الله والاستغفار من الذنب.
ثانياً: التسويف وأصدقاء السوء، هما العاملان الخطيران اللذان يؤخران الإنسان عن التوبة والاقلاع عن المعاصي. وخصوصاً هذه السموم وهي المخدرات التي لا تسمن ولا تغني من جوع. بل هي وهم للشباب بأنها تساعدهم على الهروب من الاحزان ومشاكل الدنيا الى الراحة والسعادة. وهذا كله فهم خاطئ بل هي تزيد من مشاكل الإنسان وتزيد الطين بلة، فكم سمعنا عن مدمن مخدرات كان مصيره إما الموت، بأن يقتل نفسه او يحرقها، واما ازهاق ارواح الأبرياء الآخرين من زوجة وأبناء وبنات او العبث في البلاد بإفساد الشباب الذين هم مقومات الأمة وعمادها. لذلك جاءت الشريعة بحفظ خمس ضروريات هي: النفس، الدين، العقل، العرض، المال.
ثالثاً: من يحول بينك وبين التوبة فالتوبة بابها مفتوح الى ان تطلع الشمس من مغربها او ان تبلغ الروح الحلقوم، فبادر اخي ما دام الباب مفتوحاً وما دمت في دار المهلة فاليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل.
رابعاً: مستشفى الأمل والسرية التامة في العلاج: فكم سمعنا بل شاهدنا أناساً كانوا مُدمنين وبعد علاجهم وشفائهم خرجوا واصبحوا مربين، فلا تعجب فرب مبلغ اوعى من سامع. وجاهد وعاهد نفسك اليوم بالتوبة والتوجه للأمل في هذه الحياة، فالحياة ما زالت جميلة.
عبدالله بن محمد المكاوني
الخرج - ص.ب 6821
|