في الهم المشترك لقادة وشعوب الدول الإسلامية بضرورة اعادة ترتيب البيت الداخلي وإصلاح الامور في كل دولة اسلامية واصل سمو ولي العهد دعوته إلى أهمية نزع بذور الغلو والكراهية وزرع بذور الوحدة والتسامح مكانهما.
دعوة سمو الأمير عبدالله المتجددة تأتي في وقت لم يعد فيه الانتظار محتملاً، بل بات فيه من الحتمي التحرك سريعاً قبل أن تقضي نيران الغلو والتشدد والإرهاب على الأخضر واليابس، حيث تنشط معاول الهدم بفعل الغلو في معظم الدول الاسلامية.
ان الصورة التي تتشكل بفعل غلاة التشدد تزداد قتامة، انها صورة المجتمعات الاسلامية التي يشوهها مسلمون حادوا عن جادة الصواب وسيطرت عليهم نوازع الشر وبات ظهورهم يرتبط فقط بموعد عمليات القتل والإرهاب ومن ثم يعودون إلى كهوفهم وإلى الظلام..
وعلى العكس من ذلك فإن مكان المسلم الطبيعي، كما أشار سمو ولي العهد «ليس في الكهوف المظلمة ولا في الخلايا الارهابية السرية بل في مقدمة الصفوف يشارك في صنع الحضارة»..
ان المسؤولية الدينية تحتم التصدي لهؤلاء الذين صورت لهم عقولهم المريضة الانخراط في هذه الاعمال التي لا تعبر بأي حال من الاحوال عن روح الاسلام..
لقد قاد المسلمون في فجر الاسلام الإنسانية نحو آفاق التطور والعلم وهم بريادتهم تلك افادوا الانسانية من جهة تشجيع العلوم الطبية والفلكية فضلاً عن وضع مناهج العلوم الفقهية والشرعية، وتعترف أوروبا بفضل المسلمين عليها وعلى حضارتها الحالية.
ومع ذلك فإن البعض يصر على قطع التواصل الحضاري والإنساني بين بني البشر ويفضل الانزواء في زوايا الكهوف وغياهب الظلام ليظهر فقط وهو يحمل رسائل الموت والفناء..
وسيظل النهج الاسلامي القويم في معالجة الامور بالحسنى هو السبيل الصحيح للتعامل مع هذه المظاهر الشاذة ولنزع بذور الغلو والكراهية.
ان من حق جميع المسلمين التطلع وارتياد آفاق واعدة من الحياة التي تنشط فيها آليات التواصل مع الآخرين، وهذا الأمل يصطدم بهؤلاء الذين يزرعون بذور الشر والخلاف حتى بين ابناء الدولة الواحدة وبالتالي يسعون إلى تخريب الجسور مع الآخرين.
|